"رغم حصول تقدم نسبي في مفاوضات فيينا بين مجموعة الخمسة زائد واحد وإيران، إلا أنه من المبكر الحديث عن اتفاق شامل ونهائي بين الطرفين، إذ ما زالت الدول الأوروبية والولايات المتحدة منشغلة بالأزمة في أوكرانيا التي ربما تلقي بظلالها على المفاوضات في فيينا، الأمر الذي قد يؤخر الاتفاق النهائي بين الأطراف المتفاوضة، في ظل تأكيد طهران على الضمانات التي يمكن أن تحصل عليها من الولايات المتحدة والمتمثلة بعدم تكرار مسألة الخروج من الاتفاق النووي مستقبلًا، على أن تكون ضمانات دولية، وكذلك رفض إيران فتح ملفات أخرى في المفاوضات مثل نظامها الصاروخي الذي لن تساوم عليه".
"نرى أن إيران لديها نوع من التحفظ فيما يخص الأزمة الأوكرانية، وربما هذا الموقف يتعلق بحسابات طهران في مفاوضات الملف النووي، إذ ربما تحتاج الدول الغربية الغاز الإيراني لتعويض الغاز الروسي، الأمر الذي يمكن أن ينعكس إيجاباً على سرعة حسم اتفاق فيينا وكذلك على مسألة تمسك إيران بمواقفها من أجل الحصول على تنازلات من الدول الغربية، فهناك شراكة وتحالف بين الصين وروسيا وإيران، لكن الأخيرة رغم أنها لا تتخلى عن هذه الشراكة، إلا أن لديها سياسية براغماتية تمكنها من توظيف النزاع بين روسيا والدول الغربية بما يخدم المصالح الإيرانية، ومن دون أن يؤثر ذلك على روسيا في أزمتها مع الغرب".