وبحسب الخطة، استغلت إسرائيل الأزمة، لتحقيق هدف هجرة اليهود من أوكرانيا بعد عدة سنوات من العمل على زيادة هجرة يهود أوكرانيا، حيث يدّعي عضو الكنيست تسفي هاوزر أن هناك نحو 250 ألف يهودي في أوكرانيا، ودعا إلى اتخاذ جميع الإجراءات الضرورية لاستيعابهم بأسرع وقت، بمعدل 5 آلاف يهودي كل عدة أيام، وفقا للغد الأردنية.
وقال خبراء فلسطينيون إن إسرائيل تسعى دائما لاستغلال الأحداث والتوترات الدولية لزيادة عملياتها الاستيطانية في المدن الفلسطينية، مطالبين المجتمع الدولي بالتدخل لوقف هذه الخطة الخطيرة.
خطة إسرائيلية
واعتبر عضو الكنيست تسفي هاوزر أن الأوضاع الحالية فرصة تاريخية أمام إسرائيل يجب إدارتها بحكمة، وفي الوقت نفسه العمل على تشجيع الهجرة من أوكرانيا وتحقيق أهداف إسرائيل كدولة للشعب اليهودي.
وخصصت الوكالة اليهودية، خطاً ساخناً لتقديم الطلبات والاستفسارات، وأقامت 6 محطّات عند النقاط الحدودية الأوكرانية مع دول بولندا ومولدوفا ورومانيا والمجر، لتقديم المشورة ليهود أوكرانيا.
أعلن قسم الاستيطان الإسرائيلي في المنظمة الصهيونية العالمية، عن بدء تحرك لإنشاء 1000 وحدة سكنية استيطانية جديدة لاستيعاب اليهود الفارين من أوكرانيا.
وتتضمن الخطة مبان سكنية يتم استخدامها كمجموعات لاستيعاب المهاجرين اليهود الجدد، وستقام المباني في مناطق قرب الحدود الشمالية في النقب، وادي عربة، وادي الينابيع بالقرب من بيسان، وفي وادي الأردن، وفقا للغد الأردنية.
وقالت الوكالة اليهودية، الاثنين الماضي، إن ما يزيد عن 5 آلاف أوكراني تقدموا بطلبات للهجرة إلى إسرائيل.
وتتوقع الوكالة التي تأسست عام 1929، وساعدت منذ ذلك الوقت على تهجير ما يزيد عن 3 ملايين يهودي إلى إسرائيل، ارتفاعا كبيرا في الهجرة عقب العملية العسكرية الروسية.
فرصة ذهبية لإسرائيل
اعتبرت الدكتورة حكمت المصري، الباحثة الفلسطينية، أن: "الأوضاع الحالية في أوكرانيا فرصة ذهبية أمام إسرائيل التي تُحسن إدارتها بخبث من أجل تشجيع الهجرة من أوكرانيا وغيرها من الدول الغربية والدول التى يحدث فيها حروب ونزاعات من أجل تحقيق أهداف إسرائيل كدولة للشعب اليهودي وحتى غير اليهودي فالقانون الإسرائيلي يمنح لليهود وأبنائهم وأحفادهم وأزواجهم وكل من يرغب حقّ الحصول على الجنسية الإسرائيلية بمجرّد وصولهم لفلسطين المحتلة".
وبحسب حديثها لـ "سبوتنيك": "منذ النكبة وقيام دولة الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية التي تم الاستيلاء عليها بالقوة في 1948 حتى نهاية سنة 2021، نما عدد اليهود نموًا سريعًا وتضاعف نحو 10 مرات، فقد أسهم ميزان الهجرة بصورة عامة في نصف الزيادة السكانية لليهود، والزيادة الطبيعية في النصف الآخر، وبات اليهود يسيطرون على 97% من مسطحات الأراضي المحتلة، وفي الضفة الغربية والقدس المحتلتين يتحكمون بنحو 60% من مساحة الأراضي، إضافة إلى زيادة الاستيطان لأكثر من 30% خلال عام 2021م".
وأكدت المصري أنه على الرغم من مرور 74 عامًا على النكبة وإنشاء إسرائيل على أنقاض فلسطين وأرضها وشعبها، يتضح أن اليهود في معظمهم مهاجرون مستوطنون فلا يزال نحو 41% منهم من مواليد خارج البلاد، ونحو 38% من مواليد البلاد لكن آباءهم ولدوا في الخارج، و21% فقط من اليهود ولدوا هم وآباؤهم في فلسطين.
وترى المصري أن: "هذه الخطوة التى تسعي إسرائيل لتحقيقها تعنى مزيدًا من الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية ومزيدًا من المعاناة للشعب الفلسطيني الذي ما زال يخضع تحت الاحتلال منذ عام 1948م ويتعرض لأبشع ظاهرة للتطهير العرقي والاستبداد على مسمع ومرأي من العالم، فإسرائيل لا تعترف بالقانون الدولي، ولا بالشرائع الدولية، وتضرب بها عرض الحائط، وتفعل ما تريد، والسبب في ذلك أنهت مطمئنة للموقف الدولي المنحاز نحوهت والمتبني لكل ما يحقق مصالحها".
وبحسب المصري، يعيش حوالي 475 ألف يهودي إسرائيلي في مستوطنات في الضفة الغربية التي تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي، على أراض يطالب بها الفلسطينيون كجزء من دولتهم المستقبلية، وعدد المستوطنات في الضفة الغربية بلغ أكثر من 653,621 مستعمرة حوالي 47% منهم يسكنون في محافظة القدس، فيما تشكل نسبة المستعمرين إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية حوالي 22.6 مستعمر مقابل كل 100فلسطيني، في حين بلغت أعلاها في محافظة القدس حوالي 70 مستعمرًا مقابل كل 100 فلسطيني.
مشروع استيطاني
بدوره اعتبر مصباح أبوكرش، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، أن سعي إسرائيل لتوظيف أي حدث لصالح مشروعها الاستيطاني الكبير ليس مستغربًا، هذا باعتبارها السبب غير المباشر في حدوث الكثير من الصراعات لصالح مشروعها.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، أعلنت إسرائيل بوضوح أنها تسعى لاستقدام 8 آلاف يهودي أوكراني على خلفية الأحداث الجارية في أوكرانيا؛ والمتوقع أن تسعى إسرائيل إلى زيادة هذا العدد بشكل أكبر من الأوكرانيين وبغض النظر عن ديانتهم في حال أتيحت لها الفرصة؛ مستخدمة في ذلك عدة سواتر أبرزها الديني والإنساني.
ويرى أبوكرش أن إسرائيل تتحمل مسؤولية تهجير الشعب الفلسطيني من على أراضيه على مرأى ومسمع من هذا العالم؛ وهي اليوم تتباكى مع هذا العالم على أوكرانيا والشعب الأوكراني.
وتابع: "على هذا العالم أن يدرك جيدًا بأن سياسة الكيل بمكيالين كانت ولا تزال سببًا رئيسيًا في غياب الشعور بالأمن والاستقرار لدى العديد من الشعوب؛ وهو الشعور الذي أصبح يسيطر على كل شعوب هذا العالم في الأيام الأخيرة".
ويعيش في أوكرانيا، وفق التقديرات ما بين 150 إلى 200 ألف يهودي، وفي وقت سابق، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت: "كل يهودي ويهودية، في كل مكان في العالم، يعرفون تماما أننا ننتظرهم هنا وأن باب دولة إسرائيل مفتوح دائما".
ويمنح القانون الإسرائيلي لليهود وأبنائهم وأحفادهم وأزواجهم حق الحصول على الجنسية الإسرائيلية فور وصولهم لفلسطين المحتلة.