موسكو - سبوتنيك. واعتبر الخبير، في حوار مع وكالة "سبوتنيك" أن الأزمة الأوكرانية قد "كشفت، حالة من الاستكبار وعدم الشعور بالمسؤولية من قبل أمريكا وحلف الناتو، وضعف قادة هذه الدول وعدم شعورهم وتحملهم للمسؤولية وعدم تقديرهم لعواقب الأمور".
مشيرا إلى أن "سياسة الكيل بمكيالين من قبل هذه الدول وتسييس وشرعنة عدوانها وتدميرها لكثير من الدول والشعوب خارج إطار القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة... قد أفقدت الأمم المتحدة شرعيتها وهيبتها وحيادها وإنسانيتها وأصبحت عبارة عن أداة غير مشروعة لحماية مصالح هذه الدول غير المشروعة وتنفيذ سياستها العدوانية وتبريرها".
وذكر الخبير أن " كل هذه الأنظمة التي تفرض العقوبات على روسيا وتنتقد ما تسميه بالغزو والعدوان الروسي على أوكرانيا هي نفسها بذاتها، من أيد وما زال يؤيد العدوان على اليمن، هي من اعتدى ودمر واحتل العراق، هي من دمر واحتل أفغانستان هي من دمر سوريا وليبيا".
وأضاف : "أصبحنا أمام قيادات تصنع الأزمات ولا تستطيع حلها ومعالجتها بالحكمة والعقل والمنطق". مشددا على أن "استمرار قيادات حلف الناتو في التعاطي مع هذه الأزمة بنوع من الاستكبار وعدم الشعور بالمسؤولية وتقدير عواقب الأمور يدل دلالة واضحة على وقوفهم خلف هذه الأزمة لإضعاف روسيا أو تفكيكها كما حصل مع الاتحاد السوفياتي".
منوها إلى أن روسيا استدركت الأمر وشعرت بعواقبه وهو ما لن " تقبله على الإطلاق مهما كان الثمن أسوة ببقية الدول العظمى، وهو ما سيؤدي إلى تدمير البنية التحتية لأوكرانيا وإقامة نظام موالي للروس".
جازما بأن هذه الأزمة ستؤدي إلى "نشوء نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، وظهور تحالفات جديدة وقوية سيكون لشرق آسيا والصين دور كبير فيها باعتبارها تملك أربع دول نووية بالإضافة إلى روسيا".
مؤكدا بقوله "إذا استمرت أمريكا وحلف الناتو بتجاهل حقوق روسيا والصين وبقية الدول واحتقارها وتهميشها وفرض العقوبات عليها وعدم التعامل معها بنوع من المساواة والندية والجدية واحترام حقوقها وأمنها القومي واستمرت في سياسة المكاييل المتعددة والتدخل غير المشروع في شؤونها الداخلية. قد تكون هذه وتلك هما القشة التي ستقصم ظهر البعير كما يقال، وقد تكون الشرارة الأولى لبداية حرب عالمية ثالثة لا تبقي ولا تذر وستدمر كل ما صنع البشر".
وتساءل فازع عن الدور القادم لدول منطقة الشرق الأوسط التي طالما عانت من تصرفات دول الناتو والولايات المتحدة في المنطقة، قائلاً: "هل يستغل العرب والمسلمون هذه الأزمات والحروب للاستفادة منها في ترميم البيت العربي والإسلامي والظهور كقطب ثالث صاحب قرار منفرد ومستقل غير تابع لأحد يحافظ على مصالح وتطلعات شعوبه ويحترم مصالح الآخرين، أم سنظل ندور في فلكهم ونحمي مصالحهم على حساب مصالح شعوبنا وتطلعاتها الشرعية والمشروعة".
وتابع: "أو على الأقل ينجون وينؤون بأنفسهم وشعوبهم من استخدامهم كأدوات في أفغانستان جديدة يريدها الغرب وأمريكا ولن تسمح بها روسيا البتة، مهما كان الثمن. كما حصل في الماضي ويحصل في الحاضر ويراد له في المستقبل"
واختتم الخبير: "أم أن العرب والمسلمين مع اختلافهم قد وعوا واستوعبوا الدرس جيدا. وخاصة بعد أن ذاقوا مرارة الظلم والتمييز والحروب المتواصلة من قبل أمريكا ودول الغرب التي استخدمتهم وخدموها على حساب عقيدتهم وسيادتهم واستقلالهم، من الموالين لها والمعارضين، تحت تهم الإرهاب والتطرف وانتهاك الحريات وحقوق الإنسان... كذبا وزورا وبهتانا".
وأعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، يوم أمس الخميس، أن روسيا لا تبني سياستها على مبدأ "التصعيد من أجل خفض التصعيد"، بل دول الناتو وأوكرانيا من يتحدث عن احتمال نشوب حرب نووية.
هذا وتقوم الدول الغربية بتقديم كافة أنوع الأسلحة لأوكرانيا، حيث أكد الأمين العام لحلف الناتو ستولتنبرغ أن "الحلفاء دعموا أوكرانيا بأسلحة، منها مضاد للدبابات ومساعدات إنسانية واقتصادية"، مضيفا أن "الناتو لن يكون طرفا بالصراع العسكري ولا يعتزم إرسال قوات أو استخدام طائرات في أوكرانيا".
وعلى مدار الأيام الماضية، تبنت الدول الغربية حزمة عقوبات اقتصادية صارمة ضد روسيا، في محاولة للضغط على موسكو لوقف العملية العسكرية التي شنتها في أوكرانيا لحماية سكان جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، الشعبيتين.