راديو

كيف ستتجاوز روسيا أزمة العقوبات الغربية

قال صندوق النقد الدولي إن الحرب في أوكرانيا سيكون لها "تأثير خطير" على الاقتصاد العالمي.
Sputnik
وأضاف في بيان، أن "الحرب في أوكرانيا أدت بالفعل حتى الآن إلى ارتفاع أسعار الطاقة والحبوب، وأرسلت موجة من أكثر من مليون لاجئ إلى الدول المجاورة، بينما تسببت في فرض عقوبات غير مسبوقة على روسيا."
على جانبٍ آخر، أكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف أنه من المستحيل الحديث عن عزلة روسيا، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة وأوروبا ليستا العالم كله.

وأضاف أن التدابير التقييدية التي اتخذتها الولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى، لا تعني عزل روسيا"، وأن العالم أكبر من أن يتسع فقط لأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، حيث يستحيل عليهم عزل دولة ما وخاصة دولة كبيرة مثل روسيا".

في هذا الصدد، قال المحلل الاقتصادي، د. بلال علامة، إن "أي حرب تحصل في أي منطقة في العالم لها آثار ونتائج على الاقتصاد، وخاصةً على ما يسمى الأمن الاقتصادي العالمي، فروسيا وأوكرانيا دولتان محوريتان في العملية الغذائية والاقتصادية في العالم وبالتالي فإن تبعات ذلك ستكون كبيرة على مستوى الاقتصاد العالمي."
وأضاف: "العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا من قبل الاتحاد الأوروبي وواشنطن، قد فُرضت بسرعة خيالية على روسيا والمصارف الروسية وعلى الدورة المالية التي تتحكم فيها روسيا، لذلك فُرضت من أجل ممارسة ضغوط كبيرة على الاقتصاد الروسي".

وأوضح أن "الجميع يعلم أن روسيا دولة كبرى وعظمى لديها من الإمكانيات ما يكفي لدفع الشر عن نفسها، مؤكدا أن روسيا لديها من البدائل التي تستطيع من خلالها أن تعالج كل نتائج أو تداعيات هذه العقوبات وأن تُخرج نفسها من دوامة الأزمة، لاسيما وأن روسيا دولة مصدرة ومنتجة وكثير من دول العالم تعتمد عليها في أساسيات أمنها الغذائي، إضافةً إلى أن أوروبا تعتمد على الغاز الروسي بنسبة لا تقل عن 40%".

في شأنٍ ذي صلة، قال المحلل السياسي، سليم علي، "إن روسيا كدولة يعتبر اقتصادها الثاني في العالم وإن كان يمكن القول إنها تعتبر الاقتصاد الأول في العالم بالنظر إلى الاقتصاد الحقيقي إضافةً إلى الصين، والهند ودول شرق آسيا وأفريقيا الواعدة وأمريكا اللاتينية، لذلك فإن "دميتري بيسكوف" كان محقاً في قوله إن أمريكا وأوروبا ليستا العالم كله".

وأشار إلى "أن ما يجري الآن على الساحة الأوكرانية ليس حربا بين روسيا وأوكرانيا وإنما هي حرب بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية بالدرجة الأولى، فالمسألة الآن هي مسألة تنافس، لو أرادت الولايات المتحدة الأمريكية تهدئة الأمور لقدمت ضمانات ولكن الأخيرة تسعى لاستنزاف روسيا ."

وأضاف "أن روسيا الآن تدافع عن نفسها وأمنها القومي وقد أُجبرت على الدخول في هذه المعركة وإن كانت لا ترغب فيها، لكن ليس هناك خيار أمامها، إما أن تبدأ بعملية استباقية من أجل الدفاع عن مصالحها القومية أو ستضطر للدفاع عن أمنها وأراضيها لأن الجانب الأمريكي كان يسعى ويعمل على تحويل أوكرانيا إلى قاعدة عسكرية لحلف الناتو".
يمكنكم متابعة المزيد عبر برنامج بوضوح
إعداد وتقديم: نوران عطاالله
مناقشة