انعكست هذه المخاوف تحديدا في سعر برميل النفط الذي اقترب من حاجز 120 دولارا لأول مرة منذ سنوات طويلة، في ضربة مباشرة لاقتصادات الدول المستوردة للنفط حيث يكلفها ذلك أعباء إضافية يشعر بها المواطن العادي في أسعار الوقود وحتى الشحن والمواصلات والمنتجات الأخرى.
هذه المتغيرات دفعت الولايات المتحدة إلى البحث عن موارد بديلة لمصادر الطاقة الروسية، التي تعتمد أوروبا تحديدا عليها أكثر من غيرها، وذكرت تقارير إعلامية أمريكية أن واشنطن، وفي تحول درامي، دعت إلى تشجيع فنزويلا على استخراج المزيد من احتياطياتها الضخمة لاستبدال النفط الروسي، بعدما خضع قطاع الطاقة الفنزويلي لعقوبات أمريكية لسنوات.
كل هذا يعكس بدوره حقيقة باتت أكثر وضوحا في السوق العالمي الآن، هي أن موارد الطاقة التقليدية لا تزال تمثل أهمية استراتيجية وأولوية للغرب ودول العالم أجمع رغم الترويج للبدائل المتجددة. فيما يلي نظرة على الدول التي تمتلك أكبر احتياطيات النفط المؤكدة وفقا لموقع "فيجوال كابيتاليست":
1.
فنزويلا 304 مليارات برميل 17.8% من الاحتياطيات العالمية2.
السعودية 298 مليار برميل 17.2% من الاحتياطيات العالمية3.
كندا 170 مليار برميل 9.8% من الاحتياطيات العالمية4.
إيران 156 مليار برميل 9.0% من الاحتياطيات العالمية5.
العراق 145 مليار برميل 8.4% من الاحتياطيات العالمية6.
روسيا 107 مليارات برميل 6.2% من الاحتياطيات العالمية7.
الكويت 102 مليار برميل 5.9% من الاحتياطيات العالمية8.
الإمارات 98 مليار برميل 5.6% من الاحتياطيات العالمية9.
أمريكا 69 مليار برميل 4.0% من الاحتياطيات العالمية10.
ليبيا 48 مليار برميل 2.8% من الاحتياطيات العالمية11.
نيجيريا 37 مليار برميل 2.1% من الاحتياطيات العالمية12.
كازاخستان 30 مليار برميل 1.7% من الاحتياطيات العالمية13.
الصين 26.2 مليار برميل 1.5% من الاحتياطيات العالمية14.
قطر 25.2 مليار برميل 1.5% من الاحتياطيات العالميةالنفط هو مورد طبيعي يتكون من تحلل المواد العضوية على مدى ملايين السنين، ومثل العديد من الموارد الطبيعية الأخرى، لا يمكن استخراجه إلا من الاحتياطيات الموجودة بالفعل. الفرق الوحيد بين النفط وكل الموارد الطبيعية الأخرى هو أن النفط هو حقا شريان الحياة للاقتصاد العالمي.
يستمد العالم أكثر من ثلث إجمالي إنتاجه من الطاقة من النفط، أكثر من أي مصدر آخر حتى الآن. نتيجة لذلك، غالبا ما تتمتع الدول التي تسيطر على احتياطيات النفط في العالم بقوة جيوسياسية واقتصادية غير متكافئة.
وفقا للمراجعة الإحصائية لشركة "بي بي" للطاقة 2020، تشكل هذه الدول الأربعة عشر 93.5% من احتياطيات النفط المؤكدة على مستوى العالم. في نهاية عام 2019، كان لدى العالم 1.73 تريليون برميل من احتياطيات النفط.
لا يُترجم البلد الذي يحتوي على كميات كبيرة من الاحتياطيات دائما إلى أرقام إنتاج قوية للنفط والمنتجات الثانوية، وإنما تعكس احتياطيات النفط ببساطة مقدار النفط الخام القابل للاستخراج اقتصاديا في منطقة معينة.
في حين أن دولا مثل الولايات المتحدة وروسيا تحتل مرتبة منخفضة في قائمة احتياطيات النفط، إلا أنها تحتل مرتبة عالية من حيث إنتاج النفط. أنتج العالم أكثر من 95 مليون برميل من النفط يوميا في عام 2019 (قبل الوباء)، وتعد أمريكا والسعودية وروسيا أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم على التوالي، علما بأن الرياض وموسكو أكبر المصدرين، وواشنطن أكبر المستهلكين.
كانت فنزويلا على الدوام دولة منتجة للنفط مع اعتماد اقتصادي كبير على صادراته. ومع ذلك، في عام 2011، أعلنت عن زيادة غير مسبوقة في احتياطيات النفط المؤكدة بعد اعتماد الرمال النفطية في منطقة حزام أورينوكو.
ما يقرب من 200 مليار برميل من احتياطيات النفط المؤكدة التي اكتشفت بين عامي 2005 و2015، دفعت فنزويلا من المرتبة الخامسة في العالم إلى المرتبة الأولى. ونتيجة لذلك، زادت الاحتياطيات المؤكدة من النفط في أمريكا الجنوبية والوسطى بأكثر من الضعف بين عامي 2008 و2011.
في عام 2002، قفز احتياطي النفط المؤكد في كندا من 5 مليارات إلى ما هي عليه الآن بناء على تقديرات الرمال النفطية الجديدة. ما يقدر بنحو 166.3 مليار برميل تتركز في رمال منطقة ألبرتا وحدها، والباقي موجود في تكوينات النفط التقليدية، والبحرية، والصخرية.
غالبية الدول التي تمتلك أكبر احتياطيات نفطية في العالم هي أعضاء في منظمة "أوبك" التي تتكون الآن من 14 دولة، وتمتلك ما يقرب من 70% من احتياطيات النفط الخام في جميع أنحاء العالم.
رغم أن معظم احتياطيات النفط المؤكدة في العالم كانت تعتبر تاريخيا متمركزة في الشرق الأوسط، فقد انخفضت حصتها من احتياطيات النفط العالمية في العقود الثلاثة الماضية، من أكثر من 60% في عام 1992 إلى 48% في عام 2019.
كان أحد الأسباب الرئيسية لهذا الانخفاض، هو استمرار إنتاج النفط وزيادة الاحتياطيات المكتشفة في الأمريكتين. بحلول عام 2012، زادت حصة أمريكا الوسطى والجنوبية بأكثر من الضعف وظلت أقل بقليل من 20% في السنوات التي تلت ذلك.