باميلا ريدموند مؤلفة كتاب "ما وراء جينفر وجيسون" واحدة من هؤلاء الخبراء ترى أن الآباء الذين اختاروا أسماء غريبة لأطفالهم "أرادوا أن يكونوا متميزين، وأرادوا أن يكون أطفالهم متميزين أيضا"، بحسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
أما لورا واتنبرغ، مؤسسة موقع "علم الأسماء" الإلكتروني، ومؤلفة كتاب "سحر أسماء الأطفال، في القرون السابقة، فعزت اختيار الآباء للأسماء الفريدة إلى أن هناك غريزة مفادها أن اختيار اسم مميز سوف يعطي الطفل ميزة في الحياة.
وتشير إلى أن توافق الاسم مع التقاليد السائدة كان هو الدافع الرئيسي وراء التسمية، إلا أنه مع زيادة الرغبة في التميز نتيجة انتشار شبكة الإنترنت في التسعينيات من القرن الماضي، أخذ جيل الألفية خطوة أخرى إلى الأمام.
وأوضحت أنه مع ظهور الإنترنت أخذ الآباء يطلعون على نموذج الاسم الفريد الذي يكتب على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضافت: "أصبحنا نرى الآباء يكتبون الاسم الكامل الذي يفكرون في إطلاقه على أبنائهم في محرك البحث على الإنترنت، ثم يشعرون بنوع من عدم الرضا عندما يعرفون أنه موجود بالفعل ويحمله أشخاص آخرون".
وذكرت أن فترة التسعينيات أسفرت عن شيء جديد وهو إحصائيات أسماء الأطفال، مشيرة إلى أن التصنيف السنوي للأسماء الأكثر شهرة يجعل الناس يشعرون بالمنافسة.
أوضحت أن الرغبة في أن يحمل الطفل الاسم الأكثر شيوعا، تبدلت وأصبح الجميع يرغبون في تجنب الأسماء الشهيرة ويبحثون عن الأسماء الغريبة.
وأظهرت أبحاث سابقة وجود تراجع مطرد في الأسماء الشائعة بالولايات المتحدة منذ خمسينيات القرن الماضي، وخاصة منذ عام 1983.
وكشفت دراسة حديثة حللت 348 مليون اسم طفل أمريكي على مدار 137 عاما خلال الفترة من 1880 إلى 2017 أن في جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية، الذي يطلق عليه جيل "بيبي بومر" زاد فيه عدد الأسماء الجديدة لكل ألف شخص بمقدار أربعة أضعاف للذكور و2.75 مرة للإناث.
وفي اليابان، كشفت دراسة أجريت عام 2021 لتحليل 8,000 اسم طفل بين عامي 2004 و2018، أن الأسماء الفريدة آخذة في التزايد.
وقال مؤلف الدراسة، يوجي أوغيهارا، من معهد الفنون والعلوم بجامعة طوكيو للعلوم، إن "الأسماء الفريدة" هي الأسماء التي لا تتردد كثيرا، موضحا أنها قد تكون واحد لكل 1000 اسم بين مجموعة الأطفال.
أما في باكستان، تنتشر أسماء تحمل دلالات دينية مثل "أذان"، أو "آيات"، بدلا من أسماء الأنبياء ذات الأهمية التاريخية، الأمر الذي يشير إلى أن الآباء يفكرون في العثور على أسماء لا تزال دينية، لكنها ليست شائعة.