وذكرت قوات الجوفضاء التابعة للحرس الثوري، أن "مهمة هذا القمر هي القياس والاستطلاع"، مشيرة إلى أنه "تم وضع القمر الصناعي "نور 2" بسرعة 6.7 كم / ث وفي عضون 480 ثانية بعد الإطلاق تم وضعه في مدار 500 كم"، حسب وكالة "تسنيم" الإيرانية.
وقال مراقبون إن الخطوة الإيرانية ذكية، مؤكدين أنها تأتي للرد على تعنت أمريكا التي تصر على تضمين البرنامج الصاروخي الإيراني للاتفاق النووي المتبلور في فيينا، وكذلك لاستغلال الأوضاع الدولية المنشغلة بالحرب في أوكرانيا.
صاروخ عسكري
وأكد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيراني، عيسى زارع بور، في وقت سابق، أن "إيران قادرة على صنع أي قمر اصطناعي".
وقال زارع بور، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية- إرنا، إن "إيران باتت من الدول العشر في العالم صاحبة تكنولوجيا إطلاق الأقمار الاصطناعية إلى الفضاء"، مؤكدا القدرة على صنع أي قمر اصطناعي في ظل طاقات الشباب الإيراني".
وأشار إلى أنه "رغم الحظر الجائر وتفشّي فيروس كورونا، حققت إيران تقدماً لافتاً في العديد من المجالات التكنولوجية والصحية"، لافتا إلى أن "إيران استطاعت بفضل الاعتماد على طاقاتها الذاتية والتكنولوجية تصنيع العديد من الأجهزة الطبية المعقدة والتخصصية، كأجهزة التنفس الاصطناعي".
وكان قائد القوة الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني، العميد أمير علي حاجي زاده، أعلن في وقت سابق، نجاح اختبار إطلاق أول قمر اصطناعي إيراني يعمل بالوقود الصلب، الأسبوع الماضي، لافتًا إلى استعداد بلاده لإطلاق العديد من الأقمار الفضائية مستقبلا.
وقال علي حاجي زاده: "من الآن فصاعدًا، ستطلق إيران العديد من الأقمار الصناعية إلى الفضاء بمحركات رخيصة، وأن الأقمار الصناعية الإيرانية الجديدة مصنوعة من أجسام غير معدنية وغير مركبة ودوافعها غير قابلة للتحرك، ما سيزيد من طاقة الصواريخ ويجعلها موفرة في التكاليف".
رد إيراني
اعتبر عماد ابشناس، المحلل السياسي الإيراني، أن إطلاق بلاده لقمر عسكري جديد تزامنًا مع مفاوضات النووي في فيينا بين إيران والمجموعة الدولية، هي خطوة من أجل تقوية الموقف الإيراني في المفاوضات القائمة.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، يأتي الموقف الإيراني المدروس، للتوضيح بشكل أو بآخر بأن طهران لن تتخلى عن برنامجها الصاروخي، وسوف تستمر بتطويره، في ظل التلميح له من قبل الغرب وأمريكا خلال المفاوضات.
وأكد ابشناس أن أمريكا تصر على أن تشمل المفاوضات القائمة البرنامج الصاروخي الإيراني والنفوذ الإقليمي، ويمكن القول إن هذه الخطوة تأتي ردًا على الإصرار والتعنت الأمريكي في ذلك الجانب.
وعن إمكانية تأثير هذه الخطوة على المفاوضات القائمة، لا سيما في ظل قرب الانتهاء منها، استبعد ابشناس أن يكون هناك أي تأثير، في ظل الظروف الحالية، فموقف إيران أقوى، وهي تستطيع أن تملي إرادتها على الأطراف المقابلة.
ذكاء إيراني
بدوره اعتبر مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إطلاق إيران لقمر عسكري جديد بالتزامن مع مباحثات فيينا، أمر طبيعي، في ظل تودد الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الغربي إلى طهران بأن تنهي مسألة التوصل لاتفاق بأي شكل كان، حتى يتم تفريغ الساحة للصراع المستحكم الجديد، بين روسيا وأوكرانيا.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، الغرب وأمريكا يريدون تحييد إيران لأمور متعددة، منها احتياجهم الشديد للنفط الإيراني والفنزويلي لخلق معادلة جديدة نتيجة قطع النفط الروسي عن العالم الغربي، حيث ذهب مسؤول أمريكي كبير لفنزويلا من أجل محاولة مساومتهم لمد الغرب وأمريكا بالغاز.
ويرى غباشي أن الخطوة الإيرانية تتسم بالدهاء والذكاء، فهي تفعل هذا الآن وهي تعلم أن لا أحد يستطيع التحدث في هذا الأمر، بحكم انشغال أمريكا والعالم الغربي بالصراع الكبير والجديد على الساحة الدولية، وما له من تداعيات خطيرة على الغرب وأمريكا وحتى العالم العربي.
يذكر أن وكالة أنباء "إرنا" الإيرانية الحكومية، ذكرت في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أن أربعة أقمار اصطناعية إيرانية دخلت مرحلة الاختبار النهائي على أن تكون جاهزة للإطلاق والاستقرار في المدار الفضائي حول الأرض قريبا.
وأوضحت الوكالة أن الأقمار الاصطناعية الإيرانية الأربعة والمحرك الفضائي وكتلة النقل المداري للقمر الصناعي من أهم الإنجازات التي حققتها صناعة الفضاء الإيرانية المهمة، خلال العامين الماضيين.
هذا وتطمح إيران لتكون ضمن الدول الخمس الأولى عالميّا في مجال الفضاء في غضون أعوام قليلة، بحسب تصريح لوزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيراني السابق محمد جواد آذري جهرمي.
وتصف الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية برنامج الأقمار الاصطناعية الإيراني بأنه غطاء لتجارب الصواريخ.
ويأتي إطلاق الأقمار الاصطناعية الإيرانية إلى الفضاء بالتزامن مع استئناف المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة في فيينا بشأن برنامجها النووي، في محاولة لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015.