بالأمس وجه رئيس الوزراء الليبي فتحي باشاغا اتهامات إلى رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد دبيبة، كاشفا أن بعض الدول عرضت الوساطة بينه والدبيبة لكن الأخير رفض.
لم يكشف رئيس الحكومة عن الدول التي عرضت الوساطة، غير أن العديد من المصادر رجحت أن تكون تركيا هي من عرضت الوساطة، فيما أشار المتحدث السابق باسم المجلس الرئاسي الليبي محمد السلاك إلى دور للولايات المتحدة في المشهد في الوقت الراهن.
وقال السلاك، إن الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بتحركات حالية بشأن الأزمة في ليبيا.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن موقف الولايات المتحدة الأمريكية ظل يشوبه الغموض، لكن الاتصالات الأخيرة بين الجانب الأمريكي مع أطراف المشهد في ليبيا، تشير إلى تغير في الموقف بعض الشيء، خاصة بعد أن أبدى باشاغا مرونة بشأن ترحيبه بأي حوار من أجل تجنب التصعيد.
وتابع السلاك، أن اللقاء الأخير الذي جمع رئيس الحكومة الجديد فتحي باشاغا والمبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا ريتشاد نورلاند، يشير إلى تغير في الموقف، خاصة بعد أن تحدثوا معه بوصفه رئيس الوزراء المكلف من البرلمان.
ويرى السلاك أن توالي استقالات وزراء حكومة الدبيبة تؤكد أن الأمور ليست على ما يرام، في حين أن حكومة باشاغا مكتملة ومستعدة للعمل من العاصمة طرابلس.
وشدد على أنه لا يمكن الحكم على الموقف الدولي في الوقت الراهن، خاصة في ظل تباين الرؤى.
وأشار السلاك إلى أن البيان المشترك لمصر والسعودية الذي أكد على دعم الخطوات التي اتخذها البرلمان يؤثر بشكل كبير على الصعيد العربي والصعيد الدولي في حسم المواقف.
وأكدت مصادر برلمانية ليبية لـ"سبوتنيك"، أن الولايات المتحدة الأمريكية غيرت مواقفها بعد دعم العديد من الدول لحكومة باشاغا، واصطفاف قوات أمنية من مصراته إلى جانب باشاغا، وأنها خشيت من تحالف مصراته مع الجيش الليبي في الشرق مما يؤثر على حضورها في المشهد حال تمسكها بدعم الدبيبة، وأنها تتجه لدعم باشاغا والضغط على الدبيبة لتسليم السلطة، إلا أنها قد تسعى لفرض بعض الشروط على حكومة باشاغا بشكل غير معلن.
في الإطار قال علي الصول البرلماني الليبي، إن الدبيبة اشترط عدم تسليم السلطة للبدء في الحوار مع رئيس الحكومة المكلف فتحي باشاغا، في حين يتمتع الأخير بالشرعية القانونية.
وأضاف الصول في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن باشاغا لم يطلب وساطة أي دولة، وأن الدبيبة هو حرك الأمور نحو الوساطة بشروطه التي كان يسعى من خلالها لإجراء تعديلات في الحكومة، إلا أن الأمر رفض من قبل البرلمان والحكومة الشرعية.
وكان الدبيبة حث وزراء حكومته على الاستمرار في مهامهم، وجدد رفضه تسليم السلطة حكومة منبثقة عن برلمان جديد منتخب.
وطالب في كلمة يوم الأحد الماضي، أثناء افتتاح اجتماع لمجلس الوزراء في العاصمة طرابلس، وزراءه بـ"عدم الالتفات إلى الشائعات التي يجري ترويجها، واتخاذ قراراتهم بجرأة وشجاعة".