وبحسب الخبراء فإن بعض الجماعات وعلى رأسها "الإخوان المسلمين" تسعى خلال الفترة الحالية تقديم ولاءات للواشنطن وأوروبا من أجل التموقع والحصول على دعم سياسي ومالي في المستقبل.
وشدد الخبراء على أن تنظيم "داعش" يمكن أن يعيد تنظيم صفوفه خلال الفترة المقبلة للقيام بأي عمليات في بعض الدول منها سوريا والعراق، خاصة أن الجماعات المتطرفة كافة يمكن أن تستفيد من التوترات العالمية الحالية.
زعيم جديد لتنظيم "داعش"
وفي 11 مارس/ آذار قال مسؤولان أمنيان عراقيان ومصدر أمني غربي، إن الزعيم الجديد لتنظيم "داعش" (الإرهابي المحظور في روسيا ودول كثيرة) هو الأخ الشقيق للخليفة الراحل الزعيم الأسبق للتنظيم أبو بكر البغدادي.
وأوضح المسؤولان اللذان تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما لوكالة "رويترز"، اليوم الجمعة، أن الاسم الحقيقي للزعيم الجديد هو جمعة عوض البدري من العراق، وإنه الشقيق الأكبر للبغدادي، فيما أكد المسؤول الأمني الغربي أن الرجلين شقيقان لكنه لم يحدد أيهما الأكبر سنا.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن هذه المعلومة منذ إعلان "داعش" الإرهابي عن تعيين زعيم جديد.
واختار الزعيم الجديد لنفسه اسم "أبو الحسن الهاشمي القرشي"، وهو الاسم الذي جاء في إعلان في رسالة صوتية مسجلة نشرها التنظيم على الإنترنت الخميس.
وحذر الخبراء من عمليات محتملة للتنظيم، قد يسعى الزعيم الجديد للإعلان عن حضوره وقوته، وهى استراتيجية تعمل من خلالها التنظيمات الإرهابية منذ سنوات.
ضوء واشنطن الأخضر
من ناحيته قال الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية باسيل الترجمان، إن الجماعات الإرهابية والمتطرفة في العالم مستأجرة، وأنها لن تتوانى عن تقديم خدماتها في أي منطقة في العالم.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن بعض القيادات في جماعات "الإخوان" -المصنفة إرهابية في العديد من الدول- بدؤوا في تقديم الفتاوى والمواقف لصالح الغرب وواشنطن، وأن نور الدين الخادمي قدم فتاوى في هذا الإطار
ويرى أن الجماعات الإرهابية وجماعة الإخوان يسعون لتقديم خدماتهم لمشغليهم وعلى رأسهم واشنطن.
العقل المدبر
وشدد على أن بريطانيا هي العقل المدبر للجماعات، في حين تقوم واشنطن بتحريك الأخيرة لإدارة هذه الجماعات.
وأشار إلى أن واشنطن تسعى لاستعمال المجموعات الإرهابية في العديد من الدول وعلى رأسها سوريا أو العراق وليبيا وأفريقيا الوسطى ودعمهم لإشعال هذه المناطق.
وحذر الترجمان من إعادة السيناريوهات التي وقعت في المنطقة العربية في 2011، والتي نفذت المجموعات الإرهابية سيناريو الفوضى الهدامة، حيث تدفق الآلاف تحت شعارات متعددة لتنفيذ المخطط والذي استهدف سوريا وطال الأراضي العراقية أيضا.
في الإطار قال الخبير الأمني الجزائري، أكرم خريف، إن ارتفاع نسب الفقر وتدهور الاقتصاد يعززان دور الجماعات المسلحة كبديل للدول من ناحية الحكم والتسيير الإداري.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أنه كلما زاد الفقر كلما زاد التشدد والتطرف، وأن الأزمة الراهنة تساعد المتطرفين وتفاقم الطلب على المسلحين للاشتراك في الحرب، وهو ما يمثل مخاطر عدة".
فيما قال الخبير السياسي التشادي أبو بكر عبد السلام، إن أن الدول الغربية بقيادة واشنطن يسعون إلى تغير نمط العالمية، وأن واشنطن دائما ما دعمت الجماعات المتطرفة لتقطع بها مراحل من أجل مصالحها وضمان الاستمرارية.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الجماعات الإرهابية عبارة عن مشاريع استثمارية تبقي عليها البلدان الداعمة للإرهاب كورقة ضغط لتحقيق مصالحها وانتعاش سوق السلاح.
وشدد على أن واشنطن تسخر كل جهودها في الوقت الراهن من أجل تبرير وجودها في أراضي العديد من الدول بزعم مواجهة الإرهاب غير أنها تقدم له الدعم بطرق ملتوية.