القاهرة – سبوتنيك. جاء ذلك في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك" فيما يلي نصها:
هناك وضع يحيطه الضباب في ليبيا، عاد وجود حكومتين… ما موقف الجيش الليبي من هذا الوضع وكيف يراه؟
الجيش دائما صمام أمان، نحن قضيتنا هي استرجاع سيادة الوطن والمحافظة على ليبيا والقضاء على الإرهاب المتفشي.
لكن الأجسام التي انتخبت من الشعب والأجسام الشعبية لا بد أن تأخذ دورها.
وكما هو معروف في كل دول العالم البرلمان هو من يشرع، وبالأمس سحب البرلمان من حكومة الدبيبة الثقة وأعطيت لحكومة باشاغا، ونحن كعسكريين لا نتدخل في السياسية لأنه قضيتنا الآن هي بناء جيش قوي يحافظ على سيادة البلد، فالعالم لا يعترف إلا بالأقوياء، والإرهاب لديه مشروع في المنطقة وكاد أن يسيطر، وكان يدق على أبواب مصر وتونس وأفريقيا وشاهدناه في ليبيا، التي هي أكثر دولة عانت من هذه المجموعات، وسيطرت على مدن وكونت إمارات. فنحن مستمرون في رسالتنا في بناء جيش يكون ملاذ لليبيا.
اللواء خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي
© Sputnik . SALMA KHATTAB
وما تم في اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 هو ما يريده الليبيين، القضاء على المجموعات المسلحة والخلل الأمني الحاصل، وإجلاء المرتزقة والأجانب وهذه هي الأمور التي نحن نؤمن بها ونعمل عليها.
وماذا إذا طلب من الجيش الليبي أن يساهم في تسليم حكومة باشاغا السلطة، أو تدعيم حكومة الدبيبة، هل سيشارك في هذا؟
لا أعتقد أنه سيطلب الآن ذلك، لأننا كما قلت صمام أمان، ولا نريد أن ندخل البلد في أي صراعات، ولا أعتقد أن أي طرف سيتجرأ على هذا الطلب، وإن حصل ذلك فسنراه في وقته، وهذه المسائل تعود لقيادة الجيش، فنحن لسنا مجموعات مسلحة وهذه الأمور تتخذ على مستوى قيادة الجيش وهي من تقرر.
وماذا إذا تطور الأمر لصراع مسلح بين المجموعات الموالية للدبيبة والمجموعات الموالية لباشاغا، هل سيتدخل الجيش الليبي؟
المعارك داخل طرابلس لم تتوقف أصلا، سواء بسبب الحكومة أو غيرها، نحن ذهبنا في خط 5+5، وتحقيق بنوده بند إثر بند، هناك البند الخاص بالمرتزقة، والبند الخاص بالمجموعات المسلحة وتفكيكها وإعادة دمجها في المجتمع، وهذه هي الخطة الحقيقية على الأرض.
اللواء خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي
© Sputnik . SALMA KHATTAB
نحن نعرف أن الكثير من الشباب تم التغرير بهم، وكثير من الشباب لم يتم توضيح الصورة لهم بشكل جيد، ولا شك أن تنظيم الإخوان قام بدور كبير في خلق هذه الصراعات في ليبيا وإثارة البلابل وحاول أن يقضى على الجيش في البداية ثم اتجه لسياسية التشويه، والآن سياسية التشويه هذه تعني أنه فشل في القضاء على الجيش، وسياسية التشويه ستفشل أيضا ويخرج الإخوان والإعلام الإخواني.
هل وضع وجود حكومتين يمكن أن يؤثر على مسار عمل اللجنة العسكرية؟
لن يستمر هذا الموضوع، هذا الوضع مؤقت. هناك عمل على الذهاب للانتخابات، لأن مشكلة ليبيا هي مسألة الانتخابات، والحكومة التي تم تكليفها، حكومة الوحدة الوطنية، للأسف لم تكن حكومة وحدة وطنية، ولم تقم بتنفيذ أي من التزاماتها، والآن هناك فرصة لحكومة آخرى يعتقد الليبيين أنها أفضل، لأن حكومة الدبيبة هي الحكومة التي أفشلت الانتخابات، كان دورها أن تهيأ الأجواء للانتخابات وأن تجمع المؤسسات على إجراء الانتخابات، لكنها لم تقم بشيء سوى عقد صفقات زواج لليبيين، وزادت الطين بلة، وأصبح الشباب بدون عمل وبدون مسكن، وعقدوا المشكلة الاجتماعية بالبلد.
اللواء خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي
© Sputnik . SALMA KHATTAB
تم نهب المال العام بشكل خطير جدا، وتم سرقة أموال بشكل كبير جدا لا يصدق، ويتم صرف ملايين على المجموعات المسلحة، ويتم من وراءهم نهب مليارات، وهذه دائرة نحن انتبهنا لها، ولا نريد أن ندخل البلاد في مسالك أخرى، لأن الإيمان بمسألة المراحل مهم الآن، ولا يمكن أن نقفز على المراحل.
وبالتالي لابد من وجود حكومة تهيئ للانتخابات، ثم بعد ذلك إجراء انتخابات عاجلة، أما وجود حكومة تنافس في الانتخابات مثل حكومة الدبيبة، فهذه مسألة صعبة، ودليل على أن الأمانة لم تكن في المستوى.
ما استنتجه أنكم تدعمون تسلم حكومة باشاغا الحكم؟
طبعا نحن ندعم الشرعية، وهذه مسألة لا نقاش بها.
كانت هناك انتقادات وجهت إلى اللجنة العسكرية أنها لم تحدث تقدم في ملفات أساسية مثل توحيد المؤسسة العسكرية وإخراج المقاتلين الأجانب… هل توضح لنا وضع هذين الملفين الآن؟
مسألة إخراج المرتزقة الأجانب مسألة وقت، وهناك اختلاف على هذه المسألة، لكن مجموعة 5+5 وصلت إلى توافق مع جميع الأطراف واتفقت على ذلك، لكن وجود حكومة تطالب تدعم مجموعة 5+5 وتدعم هذه المطالب هذه هي المشكلة الأساسية، لأن الحكومة التي جاءت، حكومة الوحدة الوطنية، كانت أيضا طرف في الصراع ولم تكن حكومة ليبية، وكانت منحازة بشكل واضح، وبالتالي كان من الصعب تحقيق هذا الأمر إلا في وجود حكومة تؤمن بما قلناه.
اللواء خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي
© Sputnik . SALMA KHATTAB
توحيد المؤسسة العسكرية له شروط، المجموعات المسلحة الموجودة بها مجموعات متطرفة دينيا لا يمكن ضمهم، وهناك شباب يمكن الاستفادة منهم، وهناك شباب يمكن إرسالهم إلى وسائل مدنية وغيرها، لكن هناك من ارتكبوا جرائم ولا تنطبق عليهم مواصفات الضم العسكري، وأهم مواصفات العسكري خلوه من السوابق والحالة الصحية، مثلا لا يمكن أن نضم شخص يتعاطى المخدرات إلى الجيش، أيضا المستوى الدراسي والعلمي وهناك الكثير من الأمور المعروفة من شروط الانضمام للقوات المسلحة، ومن غيرها لا يمكن ضم شخص إلى القوات المسلحة.
وهذه المسألة تعتبر في مرحلة لاحقة. الوضع الحالي يؤخر من تحقيق أهداف مجموعة 5+5.
مع إعلان كل من روسيا وأوكرانيا فتح باب التطوع للمقاتلين الأجانب، هل تتوقع أن يخرج مقاتلون أجانب من الموجودين في ليبيا للمشاركة في هذه المعارك؟
طالما هم مرتزقة يأخذون المال، أتوقع أن يخرجوا من كل العالم وليس فقط ليبيا. هذه مسألة تتعلق بالجميع.
اللواء خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي
© Sputnik . SALMA KHATTAB
بالنسبة للمرتزقة في ليبيا، كثير منهم بدأ يحاول الاتجاه إلى أوروبا عن طريق الهجرة غير الشرعية، وبعض منهم كانت ظروفهم المادية صعبة جدا، وأجبروا على القتال، وهم ضحايا للصراع في منطقة آخرى، استفادوا منهم في ليبيا، لكن ما يحصل في أوكرانيا وروسيا، من ضمن الصور التي عليها العالم، وأصبحت الآن ينظر إليها على أنها شكل من أشكال الحرب.
هل تتوقع خروج أعداد ملحوظة من المرتزقة في ليبيا؟
هذا يتعلق بالجهة التي أحضرت هؤلاء المقاتلين، لو على المستوى الفردي لن تكون الأعداد كبيرة، لو على مستوى الجهة، فبالتأكيد لو وجهتهم ستكون أعداد ملحوظة.
هل هناك قرارات بشأن الليبيين ممن يريدون التطوع في هذه المعارك؟ هل يدعم الجيش الليبي هذه الفكرة أو يعارضها؟
نحن لا نريد أن نكون طرف في صراعات العالم، نحن لدينا من المشاكل ما يجعلنا نهتم بالشأن الداخلي قبل أي شأن آخر. ليس من مصلحة الليبيين الدخول في صراعات أكثر من الصراع الموجود في الوطن. ونحن كجيش وطني موقفنا ودورنا معروف وواضح، نحن نبنى سيادة بلدنا ونقضي على الإرهاب ونساعد في تحقيق الأمن والأمان والمحافظة على ثروات البلد مثل أي جيش آخر.
مؤخرا أعلن الجيش الليبي عن تجارب صاروخية لصواريخ "أر- 17" والتي تمت إعادة صيانتها؟
صواريخ "أر-17" هي سلاح روسي الصنع، كنا استعنا ببعض الخبراء وقالوا لا يمكن الاستفادة منه، ولكن لدينا خبرات درست هذا النوع من الصواريخ واستطاعت إعادته إلى الخدمة بنسبة كبيرة، وأصبح عندنا عدد جيد يخدمنا في الحرب. نحن الآن عدونا هو الإرهاب، متمركز ويستفيد من المنطقة الصحراوية ويحاول عبور الحدود بين ليبيا والدول المتاخمة لها، وبالتالي هو يتنقل في هذه المنطقة، هذه الصواريخ تذهب لمدى 300 كم تقريبا، إذا بالإمكان إصابة هذه الأهداف خاصة بعد دراستها، بدلا من القتال المباشر وخسارة المزيد من الجنود.
اللواء خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي
© Sputnik . SALMA KHATTAB
هذه الصواريخ رسالة حقيقية للإرهاب أنه بإمكاننا أن نضربهم في أي مكان، وأيضا هذا النوع من الأسلحة التقليدية المتفوقة، مهمة لأي جيش تقليدي، وتعتبر من الأسلحة المهمة، ونحن استفدنا منها في تعزيز السلام في ليبيا والمنطقة عبر القضاء على الإرهاب، لأن الإرهاب عابر للحدود ويهدد المنطقة بالكامل.
القصة متشابكة، حين يصبح الجيش الليبي قوي ولديه القدرة على تأمين هذا البلد المترامي الأطراف، هذا يعتبر تأمين للمنطقة ككل.
كيف أثر حظر توريد الأسلحة المفروض على ليبيا على عمليات الصيانة هذه؟ وهل هناك أسلحة أخرى يتم إعادة صيانتها؟
بالتأكيد، هذا الأمر جعلنا نخلق بدائل. عدد الصواريخ التي تم إعادة صيانتها هو عدد جيد، لا يمكنني الإفصاح عنه تحديدا، لكنه عدد جيد ويؤمن احتياجاتنا.
اللواء خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي
© Sputnik . SALMA KHATTAB
وطبعا نعمل على إعادة صيانة طائراتنا وكل الأسلحة، نعمل على إعادتها للخدمة، وقريبا سنفصح عن ذلك.
مع تكرار مجموعات متمردة إغلاق المنشآت النفطية أو التهديد بإغلاقها، ما دور الجيش الليبي في منع مثل هذه الأحداث، ولماذا تتكرر في ظل حماية الجيش للحقول والمنشآت النفطية؟
المناطق الموجودة في الغرب ليست تحت سيطرتنا، أما المناطق التي يؤمنها الجيش فلا يوجد بها عراقيل، ونحن منذ أن أمنا النفط بدأ في التدفق وبدأ الليبيين يستفيدون منه، بعد أن أغلق 3 سنوات تحت ميليشيا ومجموعة مسلحة، نحن حررنا هذه الموانئ وهذه المنشآت، وارتفاع أسعار النفط الحالي يبشر الليبيين.
إذا أغلقت منشآت النفط يجب أن يكون هذا الإغلاق لسبب يستفيد منه الليبيين لسبب مهم ومقنع، لكن الإغلاق لمجرد الإغلاق مسألة غير صحيحة.
الانتخابات الرئاسية الليبية
© Sputnik