وبحسب الخبراء، فإن رفع الإنتاج لن يسهم في حل أزمة الطاقة بالنسبة لأوروبا، خاصة في ظل عدم إمكانية تعويض النفط والغاز الروسي بنفس الأسعار، أو آليات النقل، ما يعني أي طرق أخرى ترتفع معها التكلفة بقدر كبير.
أما السبب الثاني، بحسب الخبراء، يتمثل في عدم رغبة دول الخليج بالمشاركة في العقوبات المفروضة على روسيا، حيث يرى الخبراء أن استجابة الخليج للمطالب تعني الضلوع بالحرب والمشاركة في الأزمة.
من جانبه، قال المهندس ربيع ياغي الخبير النفطي اللبناني، في حديثه مع سبوتنيك، إن "العقوبات والحصار الذي يفرضه الغرب على روسيا سلاح ذو حدين، خاصة أن الأسعار تنعكس بشكل كبير على السوق الأوروبية".
وأضاف ياغي، أن "أوروبا لا يمكنها الاستغناء عن النفط والغاز الروسي لعدة اعتبارات ترتبط بالأسعار وخدمات النقل"، متابعا: "ألضغوط الأمريكية والأوروبية على دول الخليج لزيادة الإنتاج لا يمكن أن تفلح خاصة أن أوبك مرتبطة بمعدل إنتاج يتناسب مع قيمة الطلب في السوق، خاصة أنه لا يمكن لأي دولة أن تعوض الإمدادات الروسية لأوروبا".
وأشار إلى أن "دول الخليج تتجه خلال الفترة المقبلة للسوق الصيني الذي يمكنه استيعاب أي فائض، ما يعني أن "أوبك +" ستحافظ على نفس المعدل دون الاستجابة لأي ضغوط حتى تحافظ على استقرار الأسعار".
في هذه الأثناء، قال الخبير النفطي العراقي حمزة الجواهري، إن "استجابة دول الخليج للمطالب الغربية لرفع الأسعار تعني مشاركة دول الخليج في العقوبات على روسيا، والضلوع بالحرب علىها".
وأضاف الجواهري، في حديثه مع وكالة "سبوتنيك"، أن "دول الخليج هي أعضاء في منظمة "أوبك" وأن أي استجابة للمطالب الغربية تعني معاداة روسيا، وأن دول الخليج لن تخل بأي حال من الأحوال في الأزمة".
وفي تصريحات سابقة، قال كبير مستشاري وزير البترول السعودي سابقا، الدكتور محمد سرور الصبان، إن المساعي الأوروبية لزيادة إنتاج النفط من قبل الدول التي تمتلك طاقة إنتاجية فائضة مثل السعودية والإمارات ووجهت بتحفظ شديد من السعودية والإمارات.
وأضاف الصبان لـ"سبوتنيك"، أن "المملكة العربية السعودية والإمارات المتحدة هما عضوان في "أوبك بلس" يلتزمتان بقرارات التحالف، ما يعني أن المطالب الفردية من أي جهة لا يمكن قبولها، لأن ذلك يعني خرق الاتفاق والالتزام، وأن البلدين لم يخرقا أي اتفاق أو التزام".
وأوضح أن إجابة المملكة كانت عبر حديث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بـ :"أننا عضو في تحالف أوبك بلس، والتحالف يعمل على إحداث توازن في الأسواق".
وتابع الصبان بقوله: "ما تدعيه وكالة الطاقة الدولية بالحديث عن نقص قادم في الصادرات الروسية بنحو 3 مليون برميل يوميا هو استباق غير علمي للأحداث، وليس من المؤكد أن يتم ذلك"، مشيرا إلى وجود نقص طفيف في الصادرات الروسية لكنه لن يصل إلى الرقم الذي تدعيه وكالة الطاقة.
وأكد الصبان أن السعودية كانت صريحة مع جونسون، وهو الأمر نفسه الذي حدث مع خلال الاتصال بين الرئيس الأمريكي والملك سلمان، حيث أبلغه خادم الحرمين الشريفين أن المملكة حريصة على تحقيق التوازن من خلال تعاونها في تحالف" أوبك بلس".
وقال رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، الأربعاء الماضي، إنه "اتفق مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على التعاون لضمان استقرار أسواق الطاقة في أعقاب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا".
جاء ذلك وفق ما أفاد به وقال متحدث باسم جونسون، في بيان بعد زيارة قام بها رئيس الوزراء البريطاني، أمس الأربعاء، إلى كل من الإمارات والسعودية.
وقال المتحدث على ما نقلت وكالة "رويترز": "اتفق رئيس الوزراء وولي العهد على التعاون للحفاظ على الاستقرار في سوق الطاقة ومواصلة الانتقال إلى التكنولوجيا المتجددة والنظيفة".
وأضاف المتحدث: "أشاد رئيس الوزراء بالتقدم في مبادرة رؤية السعودية 2030، بما في ذلك ما يتعلق بتمكين المرأة وعملها، لكنه أثار بواعث قلق المملكة المتحدة بشأن مشكلات مستمرة تتعلق بحقوق الإنسان".