خبير أردني: من مصلحة الصين الحقيقية والوجودية أن تبقى حليفة لروسيا

أكد الخبير الأردني في الاقتصاد السياسي، زيان زوانة أن من مصلحة الصين الحقيقية والوجودية أن تبقى حليفة لروسيا، موضحا أن هناك ثلاثة أسباب استراتيجية لذلك.
Sputnik
عمان - سبوتنيك. وأشار الخبير الأردني إلى أن الأسباب هي أن الصين لن تتنازل عن تايوان كما ترفض روسيا ترك أوكرانيا كوسيلة تهديد لها، إلى جانب العقوبات الاقتصادية الواقعة على كل من الصين وروسيا، وأخيراً وجود حلف مثيل لحلف شمال الأطلسي "ناتو" يسعى لتطويق الصين، كما يهدد الناتو روسيا.
وقال زوانة، في تصريح لوكالة سبوتنيك، "الصين لن تتنازل عن تايوان لكنها تعاملها بطريقتها الخاصة"، مبيناً أن "الصين صبرت على هونك كونج 100 سنة حتى تمكنت من أخذها من بريطانيا حين انتهت الاتفاقية".
سيكون لها تأثير مدمر... الرئيس الصيني يحذر بايدن من التعامل مع قضية تايوان بشكل غير سليم


وأضاف "بالتالي الصين لن تتنازل عن تايوان كما أن روسيا أعلنت أنها لن تترك أوكرانيا تهددها".

وتواصل القوات المسلحة الروسية، منذ الـ 24 من شباط/فبراير الفائت، تنفيذ عملية عسكرية خاصة في إقليم دونباس أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنها تهدف إلى حماية الأشخاص، الذين تعرضوا على مدى ثماني سنوات، إلى الاضطهاد والإبادة الجماعية، من قبل نظام كييف.

ولفت الخبير زوانة إلى أن "العقوبات الاقتصادية الواقعة على الصين كما هي واقعة على روسيا، وأن حلف الناتو الذي تشكل بعد الحرب العالمية الثانية ويحارب الآن روسيا" مبيناً أن "مثيله يُشكل [اليوم] لتطويق الصين".

واعتبر أن "العناصر الاستراتيجية الثلاثة هذه [تجعل] مصلحة الصين الأساسية ومن مصلحة وجودها هو أن تبقى حليفة لروسيا، لكن بطريقتها الخاصة، سواء الصينية أو كقوة عظمى".

ورأى زوانة أن "الظرف الموضوعي الذي دعا الصين للتقارب مع الولايات المتحدة ضد الاتحاد السوفييتي في العام 1970، لم يعد موجوداً، موضحا أنه في ذلك الوقت، وعندما أراد الرئيس الأميركي الأسبق [ريتشارد] نيكسون ومستشاره هنري كيسنجر أن يضعفا الاتحاد السوفييتي ففتحا زاوية الصين، علما بأنه كان هناك قبل ذلك بسنوات حرب حدودية سيئة جداً بين الاتحاد السوفييتي وبين الصين، فنجحت أميركا في الانفتاح على الصين".
أمريكا تحذر الصين من عواقب دعم روسيا وتبرر تقديم السلاح لأوكرانيا بأنه "دفاعي"


واستطرد قائلا إنه "وبسبب هذا الانفتاح بين الولايات المتحدة والصين في حينه لم يكن في بال الولايات المتحدة إطلاقاً نهضة الصين التي نهضتها خلال السنوات الخمسة والثلاثين الماضية".

وبناء على ما سبق أشار زوانة إلى استراتيجية الولايات المتحدة، التي قامت على التحول من منطقة الشرق الأوسط ومن منطقة أوروبا، إلى منطقة الباسفيك لمواجهة الصين، وذلك من عهد [الرئيس الأميركي السابق باراك] أوباما، إذ أرادت [الولايات المتحدة] الانسحاب من الشرق الأوسط لأن الصين أصبحت هي التحدي الرئيسي لها".

واعتبر زوانة أنه وبسبب معاناة الصين من العقوبات الاقتصادية الأميركية والتي مازالت حتى هذه اللحظة، "ستجد الصين نفسها مع روسيا في نفس المركب أمام أميركا، فهما تعانيان من العقوبات الاقتصادية الأميركية وعملية الحصار"، مبيناً أن الحصار الذي يُمارس على روسيا منذ العام 2014 حتى الآن، هو نفسه الذي ينفذ على الصين من الجانب الأميركي، والذي تعاني منه الصين، وتحاول قدر جهدها امتصاص هذه العقوبات".

كما أشار إلى أنه وإلى جانب معاناة روسيا منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، واتخاذ الغرب بقيادة الولايات المتحدة والناتو استراتيجية لمحاصرة روسيا وتطويقها، "فإن الصين الآن تعاني ذات المعاناة".
الصين ترد على ادعاءات تحريك جيشها وتعهدها بحماية أوكرانيا من ضربة نووية


وتابع زوانة موضحا "نحن نعلم أن الولايات المتحدة خلال السنتين الأخيرتين، اتخذت قرارين مهمين، الأول: عملية إلغاء صفقة الغواصات لأستراليا ضمن المحور العسكري الجديد الذي تريد به أميركا محاصرة الصين".

كما أشار إلى أن الولايات المتحدة "أنشأت في عملية حصار الصين مجموعة إيكوس، التي أرادت من خلالها ترجمة سياستها في محاصرة الصين وتطويقها"، حسب زوانة الذي يستشهد بحديث لأحد المسؤولين الصينيين خلال الأزمة عندما وصف ذلك بأنه "ناتو صغير. ومفتوح للتوسع كي يكون ناتو موجه ضد الصين".

كانت وزارة الخارجية الصينية قد نقلت أمس عن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، قوله خلال محادثة عبر الفيديو مع الرئيس الأميركي جو بايدن، قوله إن "العلاقات بين الصين والولايات المتحدة لم تخرج من حالة الجمود الذي خلقته الإدارة الأميركية السابقة"، مشيرا إلى أن العلاقات بين البلدين تواجه تحديات بسبب تايوان.

كما لفت شي جين بينغ، إلى أن قادة البلدين يتفقان، على أنه ينبغي على الصين والولايات المتحدة احترام بعضهما البعض، والتعايش السلمي وتجنب المواجهة، وتعزيز التعاون والحوار على جميع المستويات وفي جميع المجالات.
مناقشة