ميادة بسيليس.. عام على رحيل الأيقونة الحلبية

عام على الغياب، ولا زال صدى صوت السيدة ميادة بسيليس يتردد مطرباً أسماع محبيها، ولا زالت صورتها على المسرح بحضورها الآسر الممتلئ بالعنفوان مطبوعة في عيونهم الدامعة.
Sputnik
بسيليس كانت قد ودعت العالم منذ عام عن عمر ناهز الرابعة والخمسين، ليفقد جمهورها صوتاً لطالما أطرب مسامعهم وطيّب جراحهم وصبّرهم على ما ألمّ بهم.
ميادة بسيليس.. عام على رحيل الأيقونة الحلبية
ولأنها الحاضرة الغائبة التي لطالما اعتلت مسرح دار الأوبرا بدمشق وملأته بحضورها المهيب، تكرّم الفنانة الطيبة صاحبة "يا طيوب"، على ذات المسرح وفاءً لذكراها وتقديراً لمسيرتها الفنية بمناسبة مرور السنة الأولى على رحيلها، في حفل تضمّن أول صعود على المسرح للموسيقار سمير كويفاتي منذ رحيل زوجته، بينما أحيت الأمسية الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية بقيادة المايسترو عدنان فتح الله الذي شارك الراحلة في العديد من الحفلات، أما أغنياتها جاءت بصوت المغنيات ليندا بيطار، سناء بركات، نانسي زعبلاوي، وشهد برمدا.
الفنانة، ليندا بيطار، أكدت في حديثها لـ "سبوتنيك"، أنها تتشرف بمشاركتها في حفل إحياء ذكرى السيدة ميادة بسيليس التي لم ترحل بفنها ولا زالت باقية في إرثها الفني الكبير الذي قدمته برفقة زوجها الملحن سمير كويفاتي، وقالت: "لا أحد يقف مكان السيدة ميادة بسيليس ونحن اليوم هنا لإحياء ذكراها التي ستبقى موجودة في كل مكان وفي كل حفلة وسنحافظ على الخط الذي مشته، فجميع أغانيها ستبقى في أرواح الجمهور ورافقتنا بكل أيامنا".
ميادة بسيليس.. عام على رحيل الأيقونة الحلبية
من جانبه، لفت المخرج، باسل الخطيب إلى كون السيدة ميادة لا زالت موجودة مع الناس الذين أحبوها عن قرب على الصعيد الإنساني، وتابع: "تربطي مع السيدة بسيليس عشرة عمر، فقد كانت شريك في أهم محطات حياتي لا سيما في السينما والتلفزيون، وصوتها كان دائماً حاضر وأنا كنت سعيد بكونها أول شخص يرى العمل ويناقشني فيه".
وأضاف لـ "سبوتنيك": "لا شك أننا نفتقدها وأن رحيلها خسارة كبيرة لكننا نعزي أنفسنا بأنها تركت تراثاً وإرثاً عظيماً من الأغاني واللحظات الجميلة، وهذه الحفلة اليوم لتكريم السيدة ميادة وتقديم عربون وفاء ومحبة للسيدة التي غمرتنا بلحظات من الفرح والسعادة، ونحن هنا اليوم كي نرد لها جزءاً مما قدمته".
ميادة بسيليس.. عام على رحيل الأيقونة الحلبية
وفيما يخص غيابها عن شارات المسلسلات الرمضانية، أشار الخطيب إلى أن غيابها لن يؤثر فقط على شارات مسلسلات رمضان، بل على حياتنا أيضاً، وعلى فننا وثقافتنا، فغيابها أكبر من أن نحصيه في غياب صوتها عن شارات المسلسلات الرمضانية، خسارتها الحقيقية هي خسارتها كإنسانة وكأم وكسيدة سورية أحبت وطنها وقدمت له ما استطاعت حتى النهاية، والكثير من الناس لا يعرفون كم العروض التي أتيحت للسيدة ميادة وللأستاذ سمير للسفر والعمل في الخارج لكنهما فضلا البقاء في وطنهم وبين محبيهم.
مدير دار الأوبرا، السيد أندريه معلولي أوضح أن دار الأوبرا تحيي الذكرى السنوية الأولى للسيدة ميادة بسيليس، لأن السيدة ميادة ذاكرة سورية محفورة في قلوب كل الجمهور، وكشف أنه مع لحظة إعلان الحفل في دار الأوبرا وردت الكثير من الاتصالات من الجمهور الذي عبر عن رغبته بحضور "حفلة السيدة ميادة بسيليس" ما يعني أنها لا زالت حية بيننا وفي قلوبنا، ورحلت جسداً لكن بقيت روحاً وفناً، فالفنان لا يموت ولو ذهب جسداً لكن روحه وصوته يبقى في قلوب جمهوره، والسيدة ميادة بسيليس كل كلمة من كلماتها حملت معاني إنسانية وثقافية للعالم أجمع، هذه الفنانة والإنسانة المحبوبة التي أحيت الكثير من الحفلات في دار الأوبرا واجب علينا أن نكرمها وأن نستذكرها في كل حفل نقيمه.
ميادة بسيليس.. عام على رحيل الأيقونة الحلبية
ابنة مدينة حلب الفنانة القديرة بسيليس كانت قد خطّت مسيرتها الفنية على مدار خمسة وثلاثين عاماً بأحرف من ذهب، فبدأت أولى أعمالها الفنية وهي في التاسعة من عمرها عبر إذاعة حلب، وأصدرت أول ألبوم لها عام 1986 بعنوان يا قاتلي بالهجر، لتقدّم 14 ألبوماً غنائياً خلال مسيرة عطائها الفني، التي حصدت فيها العديد من الجوائز في سورية وخارجها
مناقشة