وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك": "هناك أحياء بأكملها مهددة بالإخلاء وتحت ذرائع واهية، استكمالا لإجراءات الفصل العنصري والتطهير العرقي والتهجير القسري التي تتبعها إسرائيل منذ فترة كبيرة".
وتابع: "الأزمة الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا أثبتت أن الغرب والمجتمع الدولي يتعامل بازدواجية في المعايير، حيث التف إلى جانب على حساب الآخر، وفي المقابل يعجز عن مواجهة إسرائيل وإجراءاتها غير العادلة، ويرفض إنصاف الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية التي تتعرض للإبادة والتنكيل".
وأكد أن حادث الطعن الأخيرة في القدس هي ردة فعل فلسطينية شعبية على القبضة الحديدية وإجرام إسرائيل واستباحتها المقدسات والتنكيل بالشعب الفلسطيني، وترك غلاة المتطرفين باستباحة الأرض والعباد، وبسبب الإعدامات التي يقوم بها خارج القانون، وإجراءات سحب الإقامات والاستيطان وهدم المنازل وإقامة المستوطنات، وحصار المدينة المقدسة بجدار فصل عنصري، وشبكة أنفاق مخيفة تستهدف طمس المعالم الوطنية الفلسطينية.
وأوضح غيث أن هناك هجمة إسرائيلية غير مسبوقة تستهدف الأرض والمواطنين والمقدسات، ومجازر ترتكب بشكل يومي بحق المدينة المقدسة، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي يمنع فيه منح المواطنين تراخيص البناء تقوم بلدية إسرائيل بمصادرة وهدم بشكل يومي، إضافة إلى التوسع الاستيطاني في المقابل، وعشرات الإعلانات عن بناء وحدات استيطانية وتوسع في مستوطنات قائمة بالفعل.
وبشأن وقف المحكمة الإسرائيلية إخلاء بعض المنازل وتجميد القرار، أكد محافظ القدس أنها مجرد خطوة مبدئية، لا تعني وقف الإخلاء، حيث يتم تهجير آلاف الفلسطينين وهدم منازلهم، بشكل قسري وضد القانون والأعراف الدولية، مؤكدًا أنه لا يمكن لفلسطين أن تأمن جانب إسرائيل، لا سيما وأن القضاء يتبعها ويعمل لصالحها وغير منصف.
وعن قرار إسرائيل بالسماح لجنودها بتأدية الخدمة الوطنية في المستوطنات، يرى غيث أنها خطوة من شأنها شرعنة الاستيطان الإسرائيلي، وشرعنة المستوطنات، وتأتي استكمالا لضرب إسرائيل بالقوانين الدولية عرض الحائط، لا سيما قرار مجلس الأمن رقم 2334، الذي اعتبر المستوطنات غير شرعية، حيث تسعى إسرائيل لإقامة آلاف المستوطنات في ظل اعتباره أن الدولة يهودية، وقام بدعمها بتشريعات جائرة تستهدف محو كل ما هو عربي فلسطيني على حساب إسرائيل.
وعن التحركات الدبلوماسية الأخيرة للقيادة الفلسطينية واللجوء لمحكمة العدل الدولية، قال محافظ القدس إن الحراك الدبلوماسي والالتفاف الشعبي كان له تأثير مؤقت لصالح القضية الفلسطينية، مطالبا العالم بالوقوف أمام مسؤولياته الأخلاقية وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وإنهاء الاحتلال.
وسمحت إسرائيل للمواطنين الإسرائيليين من اليهود بأداء ما يسمى (الخدمة الوطنية) في البؤر الاستيطانية بما في ذلك المزارع والبؤر الاستيطانية التي صدرت بحقها أوامر هدم وإخلاء.
والخدمة الوطنية في إسرائيل هي خدمة طوعية بديلة لمن هم غير مؤهلين للخدمة في الجيش الإسرائيلي، ممن حصلوا عـلى إعفاء مـن الخدمـة العسـكرية، مقابل تقديـم تسهيلات مالية.
وقبل أيام قتل 4 إسرائيليين وأصيب عدد آخر بجروح جراء تعرضهم لعملية طعن في مدينة بئر السبع. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن المهاجم من بلدة "حورة" في النقب ويدعى محمد أبو القيعان.
ومنذ أكتوبر/ تشرين الأول 2015 وعلى مدى أشهر، شهدت القدس والضفة الغربية المحتلة وإسرائيل عمليات طعن ضد إسرائيل نفذ معظمها شبان فلسطينيون معزولون.
وشهد مطلع العام الجاري صدامات بين متظاهرين من البدو وقوات الأمن الإسرائيلية في صحراء النقب بسبب أعمال تجريف أراض في المنطقة لصالح مشروع تشجير يشرف عليه الصندوق القومي اليهودي.