ووفقًا لمؤلف المقال، والتر راسل ميد، لم يكن الغرب الموحد أبدًا وحيدًا في أفعاله، لأنه ببساطة لم يلاحظ التمزق المتزايد في العلاقات مع الشرق، موضحا أن "لي الذراع الغربي والتأثير القوي للعقوبات المصرفية يضمنان درجة معينة من الامتثال للعقوبات ودعم قرارات الأمم المتحدة الرمزية التي تدين روسيا. لكن الافتقار إلى الحماس بين الدول "غير الغربية " لنهج أمريكا تجاه تصرفات بوتين، هي ظاهرة يتجاهلها السياسيون الأمريكيون على مسؤوليتهم".
وشدد الكاتب على أن وجهة نظر الصين، التي على حد تعبيره، "تقاوم المحاولات الغربية لمعاقبة روسيا"، تشاركها بالفعل ليس فقط دول مثل جنوب أفريقيا والبرازيل، ولكن أيضًا الهند وفيتنام، الموالية سابقًا للولايات المتحدة، وهم شركاء مهمون في أي استراتيجية أمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث يرجع ميد أحد أسباب عدم التزام هذه الدول بمتطلبات واشنطن إلى أنها لا تريد المخاطرة بأن تصبح "عدو" في نظر موسكو.
ويضيف: "بينما يرحب الليبراليون الغربيون المتحمسون بالعقوبات المفروضة على روسيا، فإن الاستعداد المتزايد للقوى الغربية لاستخدام النظام الاقتصادي العالمي كسلاح يرعب قادة العديد من البلدان الذين يعتقدون أن الغرب قوي بالفعل. ويخشى العديد من البرازيليين منذ فترة طويلة من أن دعاة حماية البيئة الغربيين يعتزمون عرقلة تطوير حوض الأمازون، إنهم يخشون أن يجبر نشطاء المناخ الاحتياطي الفيدرالي والبنوك الغربية الأخرى على "إنقاذ الكوكب" من خلال فرض عقوبات على البرازيل".
وأشار ميد أيضا إلى أن فرض إدارة ترامب الأحادي الجانب لعقوبات صارمة على إيران زاد من الوعي الدولي بالقوة التي يمنحها النظام الاقتصادي العالمي للولايات المتحدة. ونتيجة لذلك، فإن الهجمات الغربية غير المسبوقة على البنك المركزي الروسي تخيف الدول خارج أمريكا وأوروبا، حيث يشك الكثيرون في أن واشنطن قادرة على التعامل مع عواقب القرارات الصعبة في الاقتصاد العالمي. وختم بالقول: "لا دونالد ترامب ولا اليسار المستيقظ يبعثان الثقة حول العالم، والنظام السياسي الأمريكي، الذي يبدو أنه محكوم عليه بالتردد بينهما، لن يكون قادرًا إلى أجل غير مسمى على الحفاظ على القيادة التي يعتمد عليها السلام والأمن في أمريكا".