فحركة التجارة بين دول الخليج وإيران التي تمارَس في السر تعد شريان الحياة الذي يخفف وطأة العقوبات الأمريكية على طهران، بحسب مجلة "إيكونومست" البريطانية.
وذكرت المجلة أن السلطات العمانية تغض الطرف عن حركة تجارية تنشط ليلا بين ميناء خصب في عمان وميناء بندر عباس في إيران.
وأشارت إلى أن الرحلة التي قد تستغرق ساعة أو ساعتين بواسطة مركب شراعي جعلت من موقع ميناء خصب العماني مركزا خصبا لعمليات التهريب.
صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية من جانبها أكدت أن عمليات تهريب المنتجات النفطية الإيرانية بالتحديد، تم توثيقها وأنها ما زالت متواصلة على الرغم من تنديد الولايات المتحدة بهذا النشاط.
وكان الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، قد أعلن في 7 ديسمبر/كانون الأول 2021، أن مبيعات النفط الإيراني شهدت تحسنا ملحوظا رغم التهديدات والحظر الأمريكي.
الأنشطة التجارية التي تجريها إيران عبر الخليج في الخفاء لا تقتصر فقط على سلطنة عمان، بل تشمل كذلك الإمارات، على الرغم من أن الأخيرة تنظر لإيران كتهديد إقليمي.
ترى الإمارات أن الهيمنة الإقليمية الإيرانية على أنها واحدة من أكبر التهديدات لأمنها الوطني، فضلا عن القلق الذي تستشعره بشكل خاص من احتمال وجود إيران مسلحة نوويا.
وتشير التقارير إلى أن القوارب تنطلق من الإمارات محملة بالأجهزة والسيارات الفاخرة، وفي رحلة العودة، تعود محملة ببعض الأغنام ذات المظهر الجيد لبيعها في دولة الإمارات العربية المتحدة المجاورة.
العلاقات التجارية بين إيران والإمارات هي أقوى العلاقات الاقتصادية بين دول الخليج، ويرجع الفضل في ذلك بشكل جزئي إلى وجود مجتمع كبير من المهاجرين الإيرانيين في دبي.
وتستحوذ طهران على نحو 3% من الصادرات السنوية لدولة الإمارات العربية المتحدة. وفي الوقت الذي يجري فيه الحديث عن مضاعفة التجارة الثنائية إلى 30 مليار دولار في عام 2025، توجد مليارات الدولارات من الأصول الإيرانية في البنوك الإماراتية.
وتثير هذه العلاقات المزعومة قلق المسؤولين الأمريكيين، ففي ديسمبر/كانون الأول 2021، توجه وفد من وزارة الخزانة الأمريكية إلى أبوظبي، عاصمة الإمارات العربية المتحدة، للشكوى من خرق العقوبات ضد إيران.
وخلال فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كانت إدارته غاضبة من قطر بسبب مزاعم تتحدث عن تقويض الدوحة لحملة "الضغط الأقصى" ضد إيران.