اليمن.. الأحزاب والمكونات السياسية في صنعاء ترفض المشاركة في مشاورات الرياض

أعلنت الأحزاب والمكونات السياسية في صنعاء، الخميس، رفضها المشاركة في المشاورات التي دعا مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى عقدها بين الأطراف اليمنية، أواخر الشهر الجاري في العاصمة السعودية الرياض، واصفةً إياها بـ "المسرحية".
Sputnik
وقالت الأحزاب والمكونات السياسية بصنعاء، في بيان خلال اجتماع بمناسبة "اليوم الوطني للصمود" في إشارة إلى ذكرى انطلاق عمليات التحالف العربي في اليمن، نقلته عنها وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" في نسختها التي تديرها "أنصار الله"، إنها "تعلن رفضها لمسرحية الدعوة لما سمي بالمشاورات في الرياض، كون السعودية طرفا رئيسيا في الحرب على اليمن، والحوار ينبغي أن يكون معها في مكان محايد".
وأضافت أن "دول العدوان [في إشارة إلى دول التحالف العربي] رفضت العديد من المبادرات التي أطلقتها صنعاء، والسلام معها يتطلب وقف عدوانها [تقصد العمليات العسكرية للتحالف]، ورفع حصارها، وسحب قواتها، والالتزام بالتعويض، وإعادة الإعمار".
وأعربت الأحزاب والمكونات السياسية في صنعاء، عن "استهجانها تحركات المبعوث الأممي مع كيانات وهمية تحت غطاء التحضير لما أسماه بالمشاورات، وإعداد إطار عملها"، متهمةً إياه بـ"الانحراف عن مهامه الأساسية كمبعوث أممي".
ويوم السبت الماضي، أعلنت جماعة "أنصار الله" رفضها المشاركة في المشاورات اليمنية - اليمنية التي أعلن مجلس التعاون الخليجي استضافتها في الرياض أواخر مارس الجاري.
وقال رئيس المجلس السياسي الأعلى المشكل من "أنصار الله"، مهدي المشاط خلال كلمة أثناء ترؤسه اجتماعاً لحكومة "الانقاذ الوطني" المعينة من الجماعة في صنعاء، حسب تلفزيون "المسيرة" الناطق باسم الجماعة: "ما يسمى بمشاورات الرياض عنوانها سلام وباطنها عدوان أكثر وحصار أشد.. يسعون في هذا المؤتمر أو ما يسمى بالمشاورات للملمة وتوحيد جبهات المنافقين الخونة [في اشارة إلى المكونات المنضوية في الحكومة اليمنية] الفاشلين فقط".
"الهدنة الرمضانية".. هل هذا أقصى ما تستطيع الأمم المتحدة تحقيقه في اليمن؟
وتابع: "يريدون من هذه المشاورات لملمة الشتات داخل صفوف النفاق والارتزاق ليستمروا في تصعيدهم وحصارهم".
ويوم الخميس الماضي، أعلن الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، نايف الحجرف، استضافة مشاورات بين كافة الأطراف اليمنية خلال الفترة من 29 مارس إلى 7 أبريل المقبل، للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يمهد لاستئناف المفاوضات السياسية وتحقيق سلام شامل في اليمن.
وذكر الحجرف في مؤتمر صحافي بالرياض، أن "الهدف من المشاورات توحيد الصف ورأب الصدع بين اليمنيين، دعماً للشرعية اليمنية ولتعزيز مؤسسات الدولة، ولخلق مقاربة تدفع باليمنيين للجلوس مجددا على طاولة المشاورات، ودعما للجهود الدولية والأممية الرامية لرفع المعاناة عن الشعب اليمني واستعادة دولته".
وأكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي أن "حل الأزمة بيد اليمنيين أنفسهم". موضحا أن "المشاورات اليمنية - اليمنية تهدف إلى حث كافة الأطراف اليمنية دون استثناء على القبول بوقف شامل لإطلاق النار والدخول في مشاورات سلام تحت رعاية الأمم المتحدة وبدعم خليجي".
وأضاف أن "المشاورات تهدف إلى وضع آلية مشاورات يمنية - يمنية مستدامة يمكن أن تؤسس لتشكيل وعاء سياسي تشاركي من كل المكونات السياسية والمدنية لتوحيد الجبهة الداخلية وتنفيذ ما تبقى من خطوات اتفاق الرياض واستئناف المشاورات السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة حتى تحقيق السلام المنشود".
انفجار سيارة يعتقد أنها مفخخة قرب حاجز تفتيش شمالي مدينة عدن
ويشهد اليمن منذ نحو 7 أعوام معارك عنيفة بين جماعة "أنصار الله" وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دولياً مدعوماً بتحالف عسكري عربي، تقوده السعودية من جهة أخرى لاستعادة مناطق شاسعة سيطرت عليها الجماعة بينها العاصمة صنعاء وسط البلاد أواخر 2014.
في المقابل، تنفذ جماعة "أنصار الله" هجمات بطائرات مُسيرة، وصواريخ باليستية، وقوارب مفخخة، تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن، وأراضي المملكة، ومنشآت في دولة الإمارات العربية المتحدة، العضو الفاعل في التحالف.
وأودى الصراع الدائر في اليمن منذ اندلاعه بحياة 377 ألف شخص، 40 % منهم سقطوا بشكل مباشر، حسب تقرير للأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
مناقشة