ما الجديد الذي تحمله المشاورات "اليمنية اليمنية" بالسعودية .. وهل يكتب لها النجاح؟

انطلقت اليوم في العاصمة السعودية الرياض المشاورات اليمنية- اليمنية، والتي دعا لها مجلس التعاون الخليجي ورفضتها جماعة أنصار الله (الحوثيين)، باعتبار أن السعودية طرف في الحرب، وتستمر تلك الجولة حتى 7 أبريل / نيسان المقبل.
Sputnik
يرى مراقبون أن هذه المشاورات فشلت قبل أن تبدأ لأنها أخفقت حتى في جمع الأطراف الموالية للشرعية وليس المعادين لها، وأن مجلس التعاون يعلم أن الدعوة هى مجرد عملية إعلامية ليس أكثر، وأن المدعوين للحضور لا يتعدون النشطاء السياسيين والإعلاميين، وكان الأحرى أن تجرى المجاورات بين القوى الجنوبية أو العمل على تنفيذ اتفاق الرياض الموقع منذ عدة سنوات.
"أنصار الله" تعلن طلب الحكومة اليمنية مهلة أسبوع لتبادل قوائم تتضمن 2223 أسيرا
فهل تنجح مشاورات الرياض في إحداث تحول في الصراعات الداخلية والحرب اليمنية؟
من جانبه يقول الحقوقي الجنوبي - عضو منظمة العفو الدولية، رائد الجحافي، إن المشاورات التي تمت الدعوة إليها من قبل مجلس التعاون الخليجي والتي انطلقت اليوم في العاصمة السعودية الرياض، هى محاولة لملمة الطرف المؤيد للشرعية اليمنية فقط.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن هذه الدعوة فشلت حتى في جمع أو لململة الطرف المؤيد للشرعية ولم تستطيع الحصول على موافقة الطرف المعادي في الشمال "أنصار الله"، لافتا إلى أن الدعوات التي أطلقها مجلس التعاون الخليجي شملت في بدايتها "أنصار الله" ولكنها رفضت المشاركة باعتبار أن السعودية هى طرف في الحرب، واشترطت للحضور أن تجرى تلك المشاورات في دولة محايدة.
وأشار الجحافي إلى أن: "السعودية تحاول من خلال تلك الدعوة إنشاء شىء لشرعنة ما تقوم به من حرب وتطبع قالب تحت غطاء الشرعية، يشرعن لها ما ارتكبته لذا حاولت لملمة الأمر ودعوة ناشطين وإعلاميين ولم تستطع حتى إقناع القوى الموجودة حتى في الساحة الجنوبية".
وأوضح الحقوقي الجنوبي أن: هناك اتفاق أعلن عنه منذ سنوات وهو "اتفاق الرياض" بين الشرعية والمجلس الانتقالي الموجود في الساحة الجنوبية، وحتى اليوم لم يستطع الاتفاق التوصل إلى حل جذري في المشكلة القائمة بين الطرفين، وكل ما وصلوا إليه هو تقاسم الحقائب الوزارية في الحكومة، لكن على أرض الواقع، هناك مشكلة وفراغ ولا وجود للشرعية في بعض مناطق الجنوب وأيضا بالنسبة للانتقالي في مناطق أخرى، فإذا كنا نريد مشاورات حول اليمن بشكل عام لا يمكن أن تجرى في السعودية، يجب إجراؤها في بلد محايد، أما ما يجري في الرياض فهو عكس المشاورات والحوار تماما.
محطة هروب
من جانبه يقول، عبدالكريم سالم السعدي، رئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية عضو قيادة مجلس الحراك الجنوبي السلمي، إن دعوة الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي نالت الترحيب من قوى عديدة، لكونها تميزت عن سابقاتها من الدعوات والتي كان آخرها ما سمي باتفاق الرياض ولكونها تأتي من أمانة عامة لمجلس يمثل دول الخليج مجتمعة ويضع ملف الأزمة اليمنية على مسار جديد من خلال إشراك بقية دول المجلس في إدارة هذا الملف.
وزير خارجية اليمن يدعو "أنصار الله" لوقف شامل لإطلاق النار في البلاد
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": نخشى من أن هذه الدعوة ستفقد حياديتها ومضمونها قبل انعقادها و ستضع العراقيل أمام نجاح أهدافها إذا فقدت هذه الميزة وستكون عبارة عن محطة هروب جديدة إلى الأمام لمداراة الإخفاق الذي رافق ما سمي باتفاق الرياض في إلزام ضيوف الاتفاق بتنفيذ بنوده وهذا طبعا ما لا نتمناه.
نسخة مكررة
وأشار السعدي إلى أن: "اعتماد الانتقائية في اختيار الشخصيات والمكونات المشاركة، وحصرها في أطراف معينة وتجاهل مكونات الحراك الجنوبي والقوى الوطنية في الشمال والجنوب، وعشوائية التحضير للدعوة، كل تلك أمور ستفرغ الدعوة من مضمونها وستعيدنا جميعا إلى المربع الأول وستفقد معها هذه الدعوة وظيفتها وستتحول إلى مجرد نسخة مكررة لما سمي باتفاق الرياض".
وحذر رئيس تجمع القوى المدنية "المكونات الجنوبية المدعومة إقليميا من خطورة استمرارها في نهج الاستقواء بالخارج في مواجهة فرقاء الداخل، فهذا لن يساعد مطلقا على الاستقرار في الجنوب والمنطقة برمتها ويعيدنا جميعا في الجنوب إلى أول سطر الصراعات الجنوبية وسنجد أنفسنا في دوامة صراع أخشى أنها لن تفضي بنا إلى أفضل مما أفضت بأسلافنا إليه".
وأعلنت حركة "أنصار الله" اليمنية أمس السبت التزامها بهدنة طيلة ثلاثة أيام تشمل وقف "ضرباتهم" على السعودية و"المواجهات" في اليمن، واستعدادهم لتحويل "وقف المواجهات إلى التزام نهائي ومستمر إذا أعلنت السعودية سحب جميع القوات" من اليمن.
"أنصار الله" اليمنية تعلن إسقاط طائرة أمريكية الصنع بأجواء مأرب
وتأتي تلك المبادرة بعد ساعات من قيامهم بتنفيذ 16هجوما على السعودية استهدف منشآت نفطية لشركة أرامكو في مدينة جدة.
ونشر المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام عبر موقع تويتر: "تعليق الضربات الصاروخية والطيران المسير وكافة الأعمال العسكرية باتجاه السعودية برا وبحرا وجوا لمدة ثلاثة أيام، واستعدادنا لتحويل هذا الإعلان لالتزام نهائي ودائم في حال التزمت السعودية بإنهاء الحصار ووقف غاراتها على اليمن بشكل نهائي ودائم".

يذكر أن الحوثيين رفضوا منتصف مارس/ آذار مبادرة طرحها مجلس التعاون الخليجي لتنظيم حوار للقوى المتحاربة في اليمن تعقد بين 29 مارس و7 أبريل/ نيسان في الرياض بسبب إجرائها "في دول العدوان" في إشارة للسعودية. كما سبق أن رفضوا مبادرة لوقف إطلاق النار طرحتها السعودية العام الماضي.

وتقود السعودية منذ 2015 تحالفا عسكريا في اليمن دعما للحكومة المعترف بها دوليا التي تخوض نزاعا داميا ضد الحوثيين منذ منتصف 2014.
وتسببت الحرب في اليمن بمصرع أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو غير مباشر، في أسوأ أزمة إنسانية في العالم حسب وصف الأمم المتحدة.
مناقشة