مسؤول سابق: زيارة الملك عبد الله إلى رام الله جاءت للتأكيد على مواقف الأردن من قضية فلسطين

رأى نائب رئيس الوزراء الأردني الأسبق، جواد العناني أن زيارة الملك عبد الله الثاني إلى رام الله أمس جاءت للتأكيد على موقف الأردن الذي لن يتغير حيال القضية الفلسطينية، وتحديداً قبيل شهر رمضان المبارك، ورأى أن قمة النقب كانت فرصة مناسبة للتأكيد على أن الأردن لن يحضرها، لأن أولوياته مختلفة.
Sputnik
عمان -سبوتنيك. وقال العناني، في تصريح لوكالة سبوتنيك حول تزامن زيارة العاهل الأردني إلى رام الله، مع انعقاد قمة النقب، "التزامن لم يكن مقصوداً باعتقادي. إن الملك كان يريد الذهاب إلى الضفة كي يؤكد قبل رمضان على موضوع الوصاية الهاشمية [للمقدسات الإسلامية]، ويريد أن يتحدث مع الفلسطينيين لأجل التهدئة، لأن إسرائيل هي التي تخلق مشاكل ولا نريد الانجرار خلف هذه المشاكل، في الوقت الذي ينشغل فيه الغرب كله والولايات المتحدة في أوكرانيا".

يُشار إلى أن العاهل الأردني أكد في مستهل مباحثات عقدها مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله يوم أمس، أن الأردن سيبقى على الدوام مع الفلسطينيين ويقف إلى جانبهم أمام التحديات، داعماً لحقوقهم. وقال العاهل الأردني "نحن والفلسطينيون الأقرب إلى بعض وفي نفس الخندق".

وشدد العاهل الأردني، خلال المباحثات، على أهمية أن تحظى القضية الفلسطينية بالزخم المطلوب دولياً وألا تقلل أية أزمات مستجدة من حضورها على الساحة العالمية.

كما تجدر الإشارة إلى أن شهر رمضان هذا العام يتقاطع مع فترة عيد الفصح العبري، الذي يعد في أدبيات اليمين الإسرائيلي المتطرف أحد المواسم الكبرى لاقتحام المسجد الأقصى المبارك وتثبيت أمر واقع جديد فيه كل عام. الأمر الذي يعني احتمالية وجود تصعيد في فلسطين بسبب سلوك اليمين الإسرائيلي المتطرف.

وتعليقا على ما سبق يسعى العناني لتحليل مناسبة زيارة العاهل الأردني لرام الله متوقعاً أنها كانت "لأن الاستفزازات في شهر رمضان قادمة".

وقال العناني "الخلاصة أن زيارة الملك هي تأكيد على موقف الأردن الذي لن يتغير وهو موقف الملك وولي العهد".

وحول موضوع قمة النقب قال العناني "عندما جاء اجتماع النقب كانت فرصة مناسبة للتأكيد أولا أنه [الأردن] لن يحضر، وثانيا أن أولويتي [أي الأردن] مختلفة عن أولوياتكم، موضحاً أن "الأردن تمت دعوته ولم يقبل الحضور، وكان واضحا القرار أن وزير الخارجية سيرافق الملك معه ولن يذهب إلى ذلك الاجتماع". على حد تعبير العناني.

وأكد العناني أن "الأردن لديه خَطُّهُ ويرى أن مصلحته الاستراتيجية بقيام دولة فلسطينية"، معلقاً بالقول إن هذا هو الخيار الأول للملك عبد الله الثاني "كما أنا أفهمه"، مبيناً أن "السبب يكمن في أن الأردن سيتأثر بطبيعة أي حل موجود في فلسطين".

وعقد أمس في النقب شمالي إسرائيل لقاء قمة جمع وزراء خارجية كل من إسرائيل، والولايات المتحدة، ومصر، والمغرب بالإضافة إلى وزيري خارجية الإمارات والبحرين وهما دولتان عربيتان منخرطتان في اتفاق سلام بينها وبين إسرائيل يسمى "اتفاقيات إبراهيم".

والاتفاقيات الإبراهيمية هو اسم يُطلق على مجموعة من اتفاقيات السلام التي عُقِدت بين إسرائيل ودول عربية برعاية الولايات المتحدة. استخدم الاسم أوّل مرة في بيان مشترك لإسرائيل والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة، صدر في 13 آب/أغسطس 2020، واستخدم لاحقًا للإشارة بشكل جماعي إلى اتفاقيات السلام الموقعة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة وبين إسرائيل والبحرين.

وفي 13 آب/أغسطس 2020 أصدر الأردن بياناً قال فيه وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بأن أثر الاتفاق بين دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وإسرائيل إقامة علاقات طبيعية على جهود تحقيق السلام سيكون مرتبطاً بما ستقوم به إسرائيل فإن تعاملت معه إسرائيل حافزاً لإنهاء الاحتلال وتلبية حق الشعب الفلسطيني في الحرية والدولة المستقلة القابلة للحياة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران/يونيو 1967 ستتقدم المنطقة نحو تحقيق السلام العادل، لكن إن لم تقم إسرائيل بذلك ستعمق الصراع الذي سينفجر تهديداً لأمن المنطقة برمتها.
مناقشة