نبع "أفقا" يستأنف سرمديته الأزلية في بث الروح بالواحة التدمرية

عادت مياه نبع "أفقا" الأثري لتسري في عروق كروم واحة المنطقة الأثرية في مدينة تدمر وسط البادية السورية، وتبث الروح مجددا في أشجار نخيلها وزيتونها، بعد إعادة تأهيله على أيدي خبراء الآثار الروس والسوريين من التدمير الذي خلفته أيدي إرهابيي تنظيم "داعش".
Sputnik
نبع أفقا الذي يتكئ على الأطراف الجنوبية الغربية من مدينة تدمر التاريخية، تتفجر مياهه داخل كهف أثري محفور في جوف صخور جبل المنطار القريب، ويعد مصدر مائيا هاما نشأت قربه إحدى أعظم حضارات الأرض "مملكة تدمر".
واحة تدمر التي تشكل مصدر رزق لقسم كبير من سكان المدينة التاريخية، كانت قد افتقدت النبع في ري أراضيها إبان الحقبة الداعشية، إلا أنها اليوم عادت لتشرع شرايينها مجددا بعدما عاودت مياهه تدفقها الذي لم يتوقف منذ أكثر من 6 آلاف عام.
نبع أفقا في تدمر، سوريا
مدير الآثار في حمص المهندس حسام حاميش، قال لـ "سبوتنيك": "نبع أفقا الأثري هو أساس مدينة تدمر، وعلى هذا النبع تطورت الحضارة ووصلت إلى ما وصلت إليه من ازدهار ورقي"، موضحاً أن "عودة الحياة إلى تدمر، تفرض الانطلاق في تأهيل هذا الموقع الأثري الهام، لما له من آثار ايجابية على القطاع الآثاري والسياحة والزراعة، لكونه يروي جزء كبير من الواحة الواقعة ضمن المنطقة الأثرية وخارجها".
نبع أفقا في تدمر، سوريا
و بين حاميش أن "عملية تأهيل نبع أفقا، تمت بنجاح مع الفيلق الاستكشافي الروسي، بعد التنسيق مع المديرية العامة للآثار والمتاحف، حيث تم تأهيله وإعادة ترميمه حسب المواصفات والشروط الأثرية".
من جهته بين أحمد اليوسف، رئيس دائرة الزراعة في تدمر، لـ "سبوتينك": بعد دخول تنظيم (داعش) إلى تدمر، تعرضت الواحة والبساتين إلى دمار كبير، وتخريب أقنية الري وآبار المياه وتهجير المزارعين".
نبع أفقا في تدمر، سوريا
وأوضح اليوسف أن "تأهيل نبع أفقا والمجرى الرئيسي والاقنية الفرعية الموجودة ضمن مدخل الواحة من الجهة الغربية، ستعيد الحياة إلى البساتين وأشجار النخيل، وتشجع عودة المزارعين للعمل في بساتينهم وسقاية مزروعاتهم"، مشيراً إلى أن النبع "سيسهم في زيادة الإنتاجية المتوقعة إلى أكثر من 3 طن من البلح لهذا العام، وهو رقم مقبول نسبة لوضع الواحة الحالي، متوقعا أن يزيد الإنتاج أكثر العام القادم".
نبع أفقا في تدمر، سوريا
وبين اليوسف أن السكان المحليين كانوا يعتمدون على الواحة كمورد رزق أساسي، مؤكدا أنه "قبل اجتياح (داعش) للمدينة عام 2015، كان عدد أشجار الزيتون حوالي 150 ألف وقد تعرض أغلبها للحرق واليباس، أما النخيل فكان حوالي 200 ألف شجرة، منها حوالي 60 ألف شجرة وضعها جيد حاليا ولكن كلها بحاجة إلى أعمال خدمة وري كي تعود إلى نضارتها".
وذكر اليوسف بالحريق الذي التهم قسم كبير من أشجار الواحة صيف 2020، مشيراً إلى أنها كانت تسقى من آبار داخليا ضمن المزارع.
مناقشة