عودة الأسواق الشعبية الرمضانية في بنغازي وسط الدمار

تُعد منطقة سوق الحوت من أعرق أحياء مدينة بنغازي، التي تتميز بطيعة خاصة لأهلها من حيث التواد المجتمعي.
Sputnik
كما تعتبر (سوق الحوت)، من أكبر المناطق المتضررة جراء الحرب على التنظيمات الإرهابية عام 2014، حيث يعود الضرر الأكبر لها بسبب استقرار التنظيمات الإرهابية بها طيلة أعوام الحرب.
هجوم انتحاري يوقع 14 قتيلا وجريحا في صفوف الجيش الليبي في بنغازي
تحدي الحياة
بالرغم من تحرير مدينة بنغازي من التنظيمات الإرهابية المتطرفة عام 2017 إلا أن الدمار والخراب وركام الحرب يملأ المنطقة بالكامل، ولايزال أغلب سكان المنطقة في نزوح كبير، بسبب الدمار الذي طال بيوتهم التي تأويهم.
وعلى الرغم من غيابهم عن المنطقة، إلا أن طقوس رمضان لم تغب عن المنطقة وشوارعها، ومن أبرز هذه الطقوس إحياء السوق الشعبي المعروف لدى كل أهالي المدينة.
وتحمل منطقة سوق الحوت مكانة كبيرة لدى سكان مدينة بنغازي، ومكانة أكبر لدى كل الليبيين، حيثُ تعتبر أول مكان تجمع به الأهالي تعبيرا لرفضهم نظام القذافي في فبراير من عام 2011، والتي كانت ولازالت رمزا ومكانا معروف لتجمع أهالي المدينة حتى سقوط نظام القذافي.
الأكلات الشعبية ودلالتها
تجولنا في هذا السوق الرمضاني الموسمي الذي يتميز بالطابع الليبي الشعبي، ويعرض الباعة فيه أشهى وألذ المأكولات الشعبية، والعصائر والخبز وغيرها، من الأكل البيتي الشهي. أجواء تبعث الأمل في مكان تتناثر به قذائف الحرب، وأظرف الرصاص الفارغة محاولين بذلك إحياء المنطقة وعودة الحياة لها بعد الدمار الذي لحق بها.
هنا يتوافد كل أهالي المدينة صُحبة أولادهم للتسوق ولقضاء يوم رمضاني مميز حيث يرى الأهالي أن اليوم لا يكتمل إلا بزيارة هذه المنطقة.
ماهر الغرياني أحد سكان منطقة وسط البلاد سوق الحوت في لقاء خاص لـ"سبوتنيك"يصف ميدان سوق الحوت بأنه "يحمل خصوصية لدى أهالي مدينة بنغازي، بالرغم من الضرر الكبير الذي لحق بالمنطقة، وخلوها الكامل من السكان، إلا أنه يمثل الحياة لكل أهالي المدينة، ولا يشعر المواطن بكمال يومه، الا بزيارة هذه المنطقة".
لكل المدينة
ويتابع "هذا السوق ليس حكرا على سكان المنطقة الأصليين والباعة ليسوا من أهل المنطقة بل من كل سكان المدينة، يتميز هذا السوق ببيع أشهى المأكولات الشعبية والخبز بجميع أنواعه".
وأوضح أن "ربات البيوت يبدعن في تحضير الأكل ويقوم الرجال والأولاد ببيعه هنا، ويعتبر هذا السوق دخلا ثابتا لهم طيلة أيام شهر رمضان، وهناك إقبال كبير عليه من قِبل المواطنين بالرغم من ارتفاع الأسعار بشكل كبير في ليبيا وتأخر المرتبات وقلة السيولة النقدية".
1 / 7
عودة الأسواق الشعبية الرمضانية في بنغازي وسط الدمار
2 / 7
عودة الأسواق الشعبية الرمضانية في بنغازي وسط الدمار
3 / 7
عودة الأسواق الشعبية الرمضانية في بنغازي وسط الدمار
4 / 7
عودة الأسواق الشعبية الرمضانية في بنغازي وسط الدمار
5 / 7
عودة الأسواق الشعبية الرمضانية في بنغازي وسط الدمار
6 / 7
عودة الأسواق الشعبية الرمضانية في بنغازي وسط الدمار
7 / 7
عودة الأسواق الشعبية الرمضانية في بنغازي وسط الدمار
وأكد الغرياني أن "إياب وحدة متابعة الأسعار الرقابة سببت خلل كبير يتمثل في ارتفاع الأسعار إلى أضعاف السعر الحقيقي للسلع كما سبب أيضا جشع كبير لدى أغلب التجار".
ويصف أهالي سكان منطقة سوق الحوت بأنهم "تأذوا كثيرا وفقدنا أخوتنا وأعز الأحباب والأصحاب بسبب الحرب"، لافتا إلى أنه "عندما يلتقي المتخاصمون في هذا الميدان نرى العناق والود الكبير بينهم، بحكم عملي هنا كمشرف لإحدى الصفحات الكبيرة أرى فاعلي الخير يسارعون في مساعدة الغير، ويسألون عن أحوال الناس المحتاجة، ويبحثون عنهم، بالرغم من كل السلبيات الموجودة في المجتمع الا ان الخيرين متواجدين والحمد لله".
مناقشة