هل تستمر الهدنة رغم الخروقات وما هي المكاسب التي يحققها كل طرف من ورائها، وهل سيتم البناء عليها أم تشتعل الجبهات مجددا بعد انتهاء تلك الهدنة.
بداية يقول المحلل السياسي اليمني، أكرم الحاج، إن الهدنة الأممية الحالية والتي تسري منذ أيام قليلة وإن شابتها بعض الخروقات في أماكن متفرقة ببعض الجبهات، إلا أنها لا تختلف كثيرا عن التهدئات السابقة والتي انتهى بها الحال إلى الفشل.
تجارب سابقة
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "تم اختراق كل التهدئات السابقة الواحدة تلو الأخرى، وكل من يراهن على تلك الهدنة يرى أنها مضمونة من السعودية وأنها تتزامن مع احتضان الرياض للقاء التشاوري (اليمني - اليمني)، وهي التي أتت بهم من الخارج ولم تشارك فيها "أنصار الله".
وقال الحاج: "المبعوث الأممي استغل الوضع الراهن بعد دعوة صنعاء لهدنة من جانب واحد ودعوة الرياض لهدنة خلال شهر رمضان، فتبنى المبعوث الأممي تلك الأفكار ليعلن عن هدنة لمدة شهرين في اليمن".
وتابع: "لكن في اعتقادي أن تلك الهدنة لم تبن على أساس متين، فليست هناك أي ضمانات أو ملامح واضحة وآلية تنفيذ ما جاء في بنودها، لذا أرى أن تلك الهدنة ما هى إلا تحصيل حاصل جاءت في وقت كانت كل الأطراف في حاجة إليها، لكنها لم تبن على أسس وقواعد متينة تمكنها من الاستمرار، وتكون مخرجاتها موجودة مستقبلا على أرض الواقع".
الحاجة للهدنة
وأشار المحلل السياسي إلى أن المبعوث الأممي الجديد لليمن هانس غروندبرغ، في كل ما يقوم به كأنه يسير على نفس الخطى التي سار عليها من سبقوه، فقد عمل على جمع مبادرتي التهدئة اللتين أطلقتا من صنعاء والرياض وأطلق مبادرته من أجل حفظ ماء الوجه، وفي الوقت الذي تزامن فيه إطلاق الهدنة يبدو أن كل الأطراف كانت في احتياج لها في هذا الوقت، لذا لم نسمع عن تحفظ أو رفض للهدنة من أي من الأطراف.
وتابع: "إن كانت نقاط المبادرة منطقية من حيث فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة وغيرها، قد تكون تلك النقاط مؤشر للوصول إلى تسوية فيما بعد، لكن من الصعب أن يتم تنفيذ ذلك خلال شهرين وهما مدة الهدنة فهذا الحديث فيه مبالغة".
مكاسب "أنصار الله"
من جانبه يرى رئيس مركز جهود للدراسات باليمن عبد الستار الشميري، أن الهدنة الأممية في اليمن قد تمتد لشهر أو شهرين، حيث أن الحوثيين "أنصار الله"، اكتسبت ورقة كبيرة جدا جراء هذه الهدنة، وسوف يكونون حريصين جدا على استمرار الهدنة من أجل استكمال إدخال ناقلات النفط وانتظام بعض الرحلات اليمنية من مطار صنعاء، حيث هبط الطيران بالفعل في مطار صنعاء، كما بدأت السفن النفطية بالدخول إلى ميناء الحديدة.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "هذه الهدنة تكاد تكون مكاسبها لصالح طرف واحد هو "أنصار الله"، أما طرف الشرعية فليس مستفيدا بشيء من تلك الهدنة، لذا يحاول "الحوثيون" تهدئة أو منع عملية إطلاق أي صواريخ أو طائرات مسيرة باتجاه السعودية والإمارات أو حتى على الشرعية، فهم يستغلون الهدنة لترتيب أوضاعهم وهم بحاجة إلى شيء من التعافي المالي، لذلك سيكتب لها النجاح.
عودة التصعيد
وتابع الشميري، سوف يكتب النجاح لتلك الهدنة في الفترة الزمنية المحددة، لكن لا يعني ذلك أنها سوف تستمر طويلا، لأن "الحوثيين" عندما يشعرون بالتعافي سيبدؤون بالتصعيد لانتزاع ورقة جديدة، على ما يبدو أننا في جولات الشرعية فيها أضعف، تعطي كثيرا ولا تأخذ شىء بالمقابل، وربما هذا هو إفراز لواقع المعركة.
وكان المبعوث الأممي لليمن قد أعلن في الأول من أبريل/ نيسان الجاري عن التوصل إلى هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد بين أطراف الصراع، تبدأ في أول أيام شهر رمضان، ما يشكل بصيص أمل في حرب طاحنة أودت بمئات الآلاف ودفعت الملايين إلى شفا المجاعة.
وقال غروندبرغ: "وافق الأطراف على وقف جميع العمليات العسكرية الهجومية، بما فيها الجوية والبرية والبحرية، داخل اليمن وعبر حدوده".
وأوضح المبعوث الأممي أنهم وافقوا على "دخول سفن المشتقات النفطية إلى موانئ الحديدة وتسيير الرحلات الجوية التجارية من وإلى مطار صنعاء نحو وجهات في المنطقة محددة مسبقا".
وأردف: "اتفق الأطراف أيضا على الالتقاء تحت رعايتي للبحث في فتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى في اليمن".
وأثنى هانس غروندبرغ على ما قام به "الحوثيون" والحكومة المعترف بها دوليا، مؤكدا أنهم عملوا معه "بحسن نية و لتقديم التنازلات الضرورية للوصول إلى هذا الاتفاق".
وتقود السعودية، منذ 26 مارس/ أذار 2015، تحالفا عسكريا من دول عربية وإسلامية، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال وغرب اليمن، سيطرت عليها جماعة "أنصار الله" في أواخر 2014، أبرزها العاصمة صنعاء.
8 سنوات من الحرب في اليمن
© Sputnik