واستنكر المواطنون والمدافعون عن حقوق الإنسان في شتى أنحاء العالم الطريقة التي تعامل فيها الجنود الأوكرانيون والقوميون المتطرفون مع الجنود الأسرى الروس،
والتكتم الإعلامي الغربي عن هذه الجرائم، حتى أن الكثيرون استنكروا على وسائل التواصل الاجتماعي حذف جزء من مقابلة الرئيس الأوكراني بعد بثها مباشرة والذي تهرب فيه عن الإجابة على أسئلة المذيع حول مشاهد تعذيب الجنود الروس.
وشدد محللون في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" على أن هذه الجرائم التي تحدث بحق الجنود الروس ما هي إلا نتيجة لقيام المخابرات الأمريكية بتدريب هؤلاء المتطرفين على مدى عقدين من الزمن في أوكرانيا، مؤكدين أن هذا يؤكد مشروعية العملية العسكرية الخاصة التي تنفذها روسيا لحماية سكان دونباس.
واعتبر أستاذ العلاقات الدولية الدكتور بسام أبو عبد الله، في تصريحات لوكالة "سبوتنيك"، أن الفيديو الذي يجري تداوله عن عملية (التفنن) بقتل جنود روس أثناء الحرب، هو صورة تعكس وحشية هؤلاء (المتطرفون الأوكرانيون) وخروجهم عن أبسط القوانين والاتفاقيات الدولية المعروفة حول قوانين الحرب، إن الشكل النازي لهؤلاء شهدناه في أكثر من منطقة في العالم تديره الولايات المتحدة، ويسمى بالتوحش الجديد، وأخذ في سوريا شكلا (دينيا) بشكل (داعش) و(النصرة) وغيرها (مجموعات محظورة في روسيا)، في سوريا راينا أحد القتلة يأكل قلب جندي ورأيناهم يشوون رأس طيار، ورأينا نماذج من القتلة والمجمرين الذين أوتي بهم من كل أصقاع الأرض".
وأضاف: "هؤلاء
المجرمون في أوكرانيا جرى تدريبهم عبر أكثر من عقدين من الزمن على يد المخابرات الأمريكية والبريطانية. إن (الخوذ البيضاء) نموذج مثلا. إن القتل والتدمير والوحشية التي نراها لا تعبر عن انتماء ولا تعبر عن وطينة ولا تعبر عن إنسانية ولا تعبر عن انتماء، إنما تعبر عن قتلة يتحركون بلباس عسكري وبشعارات نازية".
وتابع أبو عبد الله: "الأطرف من ذلك، والمضحك المبكي، أن الولايات المتحدة والعالم الغربي يريدون محاكم دولية لجرائم الحرب مثل بوتشا أو غيرها، لماذا لا يحققون في هذه الجريمة مثلا، هذا من جهة، وإذا أردنا أن نفتح محاكم دولية فلنبدأ من جورج بوش الابن والأب وبيل كلينتون ثم باراك أوباما ثم ترامب ... لنبدأ بسجن أبو غريب.. لنبدأ بتدمير الرقة... لنبدأ بمحاكمة توني بلير الذي كذب على البريطانيين بوثائق بريطانية".
وتساءل أبو عبد الله قائلا: "من سنحاكم من الغرب هم مجموعة من المخادعين لشعوبهم قبل العالم.. هم يقودون شعوبهم عبر التضليل الإعلامي وإثارة النزعات والكراهية وهي اللغة التي تجعلهم يستمرون في حكم العالم كما يظنون، هذا يؤكد مرة أخرى أحقية روسيا بالاستمرار بعمليتها العسكرية".
بدوره قال الكاتب والباحث التونسي، حاتم الشلغمي: "وإن تعددت الأسماء والمسميات فإن النظرية السياسية واحدة والمشغل واحد والمستفيد جهة واحدة. إن ما تواجهه روسيا في عمليتها العسكرية المشروعة في أوكرانيا في مواجهة النازية الجديدة الوجه المحدث للإرهاب العولمي الذي تستخدمه المكنة السياسية الغربية في مواجهة الدول والأنظمة التي ترفض مبدأ الهيمنة الأمريكية على النظام والمصير العالميين، تشبه إلى حد كبير ما تواجهه (حد التطابق) ما تواجهه الدولة الوطنية السورية وجيشها وشعبها في الجرب (الاستكلابية) على الجيش السوري".
وأضاف الشلغمي: "في ذات السياق، تواجه روسيا ذات الأهداف الخفية التي واجهتها سوريا في الحرب المفروضة عليها، وهي إما ألاذعان للهيمنة الغربية أو التفكيك والتذرير وهذا ما رفضته روسيا وسوريا وانتصرت إلى حد كبير في مواجهة التضليل الساسي من جهة والإرهاب العسكري من جهة أخرى".
تابع الشلغمي: "ولأن هدف روسيا في أوكرانيا يتطلب التضحية وبالكثير أيضا، فإن روسيا تواجه ببسالة وهمة عاليتين إرهاب النازية الجديدة المنقلبة على الشرعية الدستورية في أوكرانا منذ عام 2014".
وقال الشلغمي: "الإرهاب العولمي الذي أنشؤوه في سوريا يتحول اليوم إلى شكل جديد تحت عنوان المقاومة، إن هذا الإرهاب النازي وما يقوم به من جرائم بحق الجنود الروس عبر نفس أساليب (داعش) و(النصرة) ونفس الدعم الساسي والاعلامي الغربي يرتقي إلى جرائم حرب والمستفيد هنا ليست أوكرانيا طبعا بل المشغلون الرسميون واليد الخفية في هذه الحرب ضد روسيا ومصالحها الاستراتيجية وأمنها القومي وهي حلف الأطلسي عموما والولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص.
قالت تاتيانا موسكالكوفا،
أمينة المظالم المعنية بحقوق الإنسان في روسيا، إن كل أسير حرب أوكراني يحصل على المساعدة اللازمة، بما في ذلك المساعدة الطبية، على عكس التعامل السيء مع أسرى الحرب الروس من قبل الجانب الأوكراني.
وقالت موسكالكوفا في رد على أسئلة الصحفيين: "عندما وصل سجناؤنا إلى هنا، طلبت قيادة الجيش وقتًا لإجراء مقابلة معهم، لأنه بعد الفظائع التي مروا بها، لم يتمكنوا من التحدث. والآن يقولون الحقيقة".
وفقًا لوزارة الدفاع الروسية، فإن القوات المسلحة تهاجم البنية التحتية العسكرية والقوات الأوكرانية فقط، واعتبارًا من 25 مارس، أكملت القوات المسلحة المهام الرئيسية للمرحلة الأولى، وقللت بشكل كبير من الإمكانات القتالية لأوكرانيا. وذلك كان الهدف الرئيسي للإدارة العسكرية الروسية بالإضافة إلى تحرير دونباس.