وتسبب إعلان سيلمان إلى تراجع تحالف بينيت الذي يضم أحزاباً متباينة من اليمين المتشدد واليسار بالإضافة إلى حزب عربي إسلامي إلى 60 مقعداً ما يجعله متساوياً مع مقاعد المعارضة.
وقال مراقبون إن الاستقالة تفتح الباب أمام عدة سيناريوهات، واحدة منها انهيار الائتلاف الحكومي، مؤكدين أن نتنياهو يقف خلف هذه الاستقالة بهدف إزاحة بينيت وتولي اليمين الحكومة قبل نهاية العام.
استقالة مفاجئة
بدورها، قالت سيلمان في بيان إنها "جربت طريق الوحدة وعملت كثيراً من أجل هذا الائتلاف"، وأضافت "للأسف لا يمكنني المشاركة في المساس بهوية إسرائيل اليهودية"، بحسب العربية.
وكانت النائبة الإسرائيلية انتقدت أول أمس الاثنين تعليمات صادرة عن وزير الصحة نيتسان هوروفيتش، تقضي بالسماح للمستشفيات بالتزود بمنتجات الخبز المخمر خلال عطلة عيد الفصح اليهودي الذي يصادف الشهر الحالي. في حين تمنع التعاليم الدينية اليهودية استخدام الخبز المخمر في الأماكن العامة خلال عيد الفصح.
انهيار الحكومة
اعتبر محمد حسن كنعان، رئيس الحزب القومي العربي، وعضو الكنيست السابق، إن إعلان النائبة عيديت سليمان انسحابها من الائتلاف الحكومي الذي يترأسه نفتالي بينت مؤشر خطير ويهدد الكيان الحكومي، متوقعًا أن تكون النائبة قد حصلت على وعودة من نتنياهو بتولي وزارة في الحكومة التي قد يشكلها في المستقبل، مقابل الخروج من ائتلاف بينيت.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، يبذل رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت جهودًا مكثفة من أجل إقناع عيديت بالعدول عن استقالتها، والعودة لصفوف الائتلاف الحكومي وحزبه، مؤكدًا أن الأيام القليلة القادمة ستكشف موقف عيديت النهائي من الائتلاف الحكومي.
ويرى كنعان، أنه في حال بقى الوضع كما هو، فلن يستطيع بينيت أن يمرر أي قوانين في الكنيست، مقابل أحزاب المعارضة والقائمة المشتركة بنوابها العرب، مشيرًا إلى أن نتنياهو بات الأوفر حظًا في تشكيل الحكومة المقبلة، في حل جرت الانتخابات مرة أخرى، وأن الخاسر الأكبر أحزاب الائتلاف الحكومي بدون استثناء.
وأكد أن استقالة عيديت تقع على عاتق نفتالي بينيت للحفاظ على الائتلاف الحكومي، وفي حال لم يستطع إقناعها فإن الحكومة قابلة للانهيار ولن تستطيع أن تستمر في هذه الظروف.
حكومة يمينية
بدوره اعتبر أيمن الرقب، القيادي في حركة فتح، وأستاذ العلوم السياسية، أن حكومة بينيت تفقد النصاب بعد استقالة عضو الكنيست ورئيس الائتلاف عيديت سيلمان التي تنتمي لحزب رئيس الوزراء يمينا، وبذلك لن تستطيع حكومة بينيت تمرير أي قانون ولا حتى اعتماد الموازنة التي من المقرر التصويت عليها قبل نهاية هذا العام.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، هذه الاستقالة تدفع تجاه عدة سيناريوهات، منها سقوط الحكومة وتشكيل حكومة جديدة كما يخطط نتنياهو، أو الدعوة لانتخابات مبكرة قبل التصويت على الموازنة بقرار من الكنيست، أو استمرار الحكومة دون اتخاذ أي قرارات جدية حتى انتهاء فترة التناوب الأولى وبعدها حل الكنيست عند عجزها تمرير الموازنة وبالتالي يستلم يائير لابيد موقع رئاسة الوزراء لمدة 3 أشهر فقط.
وتابع: "بكل الأحوال اليمين لعب باليسار والوسط بشكل محترف، خاصة أن بعض التقارير تتحدث أن الاستقالة جاءت بعد اتصالات من نتنياهو لإسقاط الحكومة وتشكيل حكومة يمينية قبل نهاية العام.
ورحب زعيم المعارضة ورئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو بقرار سيلمان. وقال نتنياهو الذي يتزعم حزب الليكود اليميني في تسجيل مصور مخاطبا النائبة :"عيديت إنك دليل على أن ما قادك إلى ذلك هو الاهتمام بهوية إسرائيل اليهودية والاهتمام بأرض إسرائيل، أرحب بك مجددا في أرض إسرائيل وفي المعسكر الوطني".
وأضاف "أدعو كل من تم انتخابه بأصوات المعسكر الوطني للالتحاق بعيديت والعودة (إلى قاعدتهم)، سيتم استقبالكم بأذرع مفتوحة وبفخر".
ولتشكيل ائتلاف جديد خاص به من دون خوض انتخابات جديدة، سيحتاج نتنياهو إلى دعم 61 نائبا على الأقل. ولا يتمتع نتنياهو بهذه الغالبية.