من هم النازيون الأوكرانيون؟
النازيون الأوكرانيون أتباع اليمين المتطرف الذي ظهرت تنظيماته في أوكرانيا خلال الحرب العالمية الثانية، حيث ذهب غالبية أبناء المناطق التابعة لجمهورية أوكرانيا السوفيتية إلى قتال النازيين الألمان الذين اعتدوا على اتحاد الجمهوريات السوفيتية في يونيو/حزيران من عام 1941، بينما سار بعض سكان الغرب الأوكراني في اتجاه آخر نحو الانتساب إلى تنظيم المتطرفين الأوكرانيين الذي ترأسه ستيبان بنديرا. وأقدم هذا التنظيم على تشكيل فرقة كاملة من المسلحين. وقامت هذه الفرقة التي حملت اسم "غاليتشينا" بتنفيذ عمليات التنكيل بالمناضلين ضد الاحتلال النازي.
وبعد تحرير أوكرانيا من الاحتلال النازي أوقف أتباع بنديرا نشاطهم العلني حتى إشعار آخر.
الانتعاش
ووجدت ظاهرة التطرف النازي تربة خصبة للنمو بعدما خرجت أوكرانيا من اتحاد الجمهوريات السوفيتية في عام 1991. وظهرت هناك تنظيمات يضع عناصرها نصب أعينهم إنشاء دولة للأوكرانيين تتميز بـ"الطهارة العرقية" والموالاة للغرب.
وفي الوقت نفسه، بدأ أتباع بنديرا ينظمون مظاهرات بمشاركة "المقاتلين القدامى" من أفراد فرقة "غاليتشينا".
ولم تحرك المؤسسة الحاكمة العليا الأوكرانية ساكنا لإيقاف النازيين الجدد، بل تحركت لتشجيعهم. فمثلا، أنشأت وساما يحمل اسم بنديرا. ومهد القابعون في المؤسسة الحاكمة العليا الأوكرانية الطريق لوصول النازيين الجدد إلى السلطة. وتم ذلك في عام 2014، حينما تمكن المتطرفون من تغيير السلطة في العاصمة الأوكرانية كييف بطريق الانقلاب.
معاداة روسيا
وما لبثت السلطة الأوكرانية الجديدة أن أظهرت المعاداة للشعب الروسي رغم أن الشعب الأوكراني يعتبر شعبا شقيقا للروس، وأقدمت على قطع العلاقات مع روسيا في المجالات كافة.
وفي موازاة ذلك، شنّ النازيون الجدد حربا على الروس المقيمين في مناطق ضُمت إلى أوكرانيا حينما كانت إحدى الجمهوريات السوفيتية المتحدة وخاصة دونباس.
غرس العداء
وانكب النازيون الجدد على غرس العداء تجاه الروس ووطنهم في نفوس الأطفال بواسطة الكتب المدرسية التي تروج لخرافات شتى تجمع بينها الكراهية للروس. فمثلا، تحكي بعض هذه الكتب قصة مسعى البلاشفة (قادة روسيا السوفيتية) إلى استعباد الشعب الأوكراني.
ويصف كتاب آخر صدر في عام 2018، تحت عنوان "حامي الوطن"، روسيا بأنها عدو عسكري لأوكرانيا، ويحدد مهمة "حماة الوطن" في صد "العدوان الروسي" وضم أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.