هل تعجل عملية تل أبيب بسقوط حكومة بينيت؟

قضت ليلة الفزغ والرعب التي عاشها الإسرائيليون في مدينة تل أبيب أمس، عقب هجوم مسلح أسفر عن مقتل 3 أشخاص، على جهود رئيس الوزراء نفتالي بينيت لاستعادة الأمن العام، بعد 3 عمليات سابقة هزت ثقة المواطنين في نظامهم الأمني.
Sputnik
وتتجاوز تداعيات عملية تل أبيب التي نفذها الفلسطيني رعد حازم من مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، الجانب الأمني، وتأتي في وقت لم تستفق فيه حكومة بينيت بعد من زلزال سياسي أحدثته النائبة عيديت سيلمان بإعلان انسحابها من الائتلاف الحاكم.
وأدى انسحاب سيلمان النائبة عن حزب "يمينا" بقيادة بينيت إلى إفقاد الائتلاف الحاكم الأغلبية البرلمانية في الكنيست وإبقائه مع 60 مقعدا من أصل 120 ما يعني عدم قدرته على تمرير أي قوانين وتأرجحه في اتجاه السقوط والاتجاه نحو انتخابات جديدة.
وعلى الجانب الآخر، أنعشت عملية تل أبيب وقبلها انسحاب سيلمان من الائتلاف آمال زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو للعودة إلى حكم إسرائيل، وفتحت شهيته نحو استمالة عضو جديد من الائتلاف إلى المعارضة ومن ثم تشكيل أغلبية للتصويت على حل الكنيست والذهاب لجولة انتخابية جديدة.
ارتفاع حصيلة قتلى عملية تل أبيب إلى 3 إسرائيليين
اللافت أنه قبل 24 ساعة من عملية تل أبيب، كان نتنياهو يخطب في تظاهرة أمام مقر الحكومة في القدس الغربية، وسط الآلاف من "أنصار اليمين" الذين رددوا هتافات تدعو حكومة بينيت للرحيل، وأخرى تطالب بعودة نتنياهو للحكم، بينها "بيبي ملك إسرائيل".
من جانبها، اعتبرت "تال شاليف" محللة الشؤون السياسية بموقع "واللا" العبري أن الهجمات الثلاث التي سبقت هجوم تل أبيب، ووقعت في بئر السبع والخضيرة وبني براك حطمت الطمأنينة السياسية لبينيت وشريكه في قيادة الائتلاف وزير الخارجية يائير لابيد، وخلقت واقعا جديدا وتوترا أمنيا قبل شهر رمضان.
وأضافت: "حسنا، اتضح أن ذلك كله كان مجرد عرض ترويجي (برومو)، لأن هذا الأسبوع كان الأسوأ".
وأضافت في تحليلها المنشور اليوم: "بداية من الانسحاب الدراماتيكي لعيديت سيلمان إلى ليلة الإرهاب والرعب في تل أبيب – لم يكن وضع بينيت خلال الأشهر العشرة من ولايته بهذا السوء على الإطلاق".
وأشارت إلى أن بينيت قال مطلع الأسبوع الجاري بجولات أمنية بين مقر جهاز الأمن العام (شاباك) ووحدة "يهودا والسامرة" في الضفة الغربية، وتعهد بأن قوات الأمن قادرة على إعادة الأمن لمواطني إسرائيل.
نتنياهو يطالب بإقالة حكومة بينيت... من خلف زجاج واق من الرصاص
وتابعت شاليف: "قال بينيت بعد ظهر الثلاثاء، إن الهجمات الفتاكة هي "جرس إنذار لنا جميعا"، وفي صباح اليوم التالي، تلقى هو نفسه جرس إنذار آخر، واكتشف أن الهجمات الفتاكة أصبحت تهديدا حقيقيا لاستمرار حكمه"، في إشارة لانسحاب سيلمان من الائتلاف الحاكم.
وأضافت: "كما أدى الهجوم المروع الذي وقع الليلة الماضية في تل أبيب إلى تحطيم محاولات إعادة ترميم الأمن العام وقطع أيضا جهود إعادة التأهيل والإنقاذ السياسي التي أطلقها بينيت بعد انشقاق سيلمان، ومن المتوقع أن يضيف المزيد من الصعوبات في جهود تحقيق الاستقرار في حزبه".
وقالت إن إعلان سيلمان الذي جاء بشكل مفاجئ في السابعة من صباح الأربعاء أصاب المنظومة السياسية بالدهشة، وبدا وكأنه سقط على مكتب بينيت مثل الرعد في يوم صافٍ.
لكن الاتصالات كانت قد بدأت بالفعل بين سيلمان وقادة في حزب الليكود بزعامة نتنياهو قبل ذلك بـ 10 أيام بعد الهجمات في الخضيرة وبني براك، غير أن بينيت لم يأخذ التحذيرات التي وصلته من وزير العدل جدعون ساعر على محمل الجد بشأن خطوة سيلمان المرتقبة.
واعتبرت المحللة الإسرائيلية أن انشقاق سيلمان "هز أسس حكومة بينيت"، التي حاولت تأمين نفسها وضمان عدم حدوث انشقاق آخر قد يعجل بنهايتها.
وأضافت " لكن الهجوم في تل أبيب قد يقود التحالف خطوة أخرى نحو الانهيار".
وختمت بالقول: "إحدى الشكاوى الرئيسية ضد بينيت هي أن الحكومة ليست يمينية بما فيه الكفاية، واستمرار موجة الإرهاب لن يؤدي إلا إلى تفاقم الضغط والغضب الذي يمتصونه من جمهور اليمين، ويزيد من مغازلة وإغراءات نتنياهو خلف منشق واحد آخر يحذو حذو سيلمان ويفكك التحالف بالكامل".
رئيس وزراء إسرائيل يعطي قوات الأمن "الحرية الكاملة للتحرك" بعد هجوم مميت في تل أبيب
يشار إلى أن استطلاعات الرأي التي أجريت في إسرائيل عقب الهجمات الأخيرة وانشقاق النائبة سيلمان عن الائتلاف قد أظهرت تقدما كبيرا لحزب الليكود بقيادة نتنياهو حال أجريت انتخابات جديدة حاليا، مقابل تراجع الائتلاف.
ويتكون التحالف الحاكم في إسرائيل من 8 أحزاب عير متجانسة من اليمين والوسط واليسار وقد وجد نفسه أمام سيناريوهات معدودة مع انسحاب سيلمان، أحدها نجاح نتنياهو في تجنيد منشق آخر للمعارضة التي تحصل بذلك على أغلبية 61 مقعدا وتصوت على قانون حل الكنيست والعودة إلى مربع الانتخابات مرة أخرى.
وتزيد الهجمات الأخيرة من فرص نتنياهو للعودة إلى المسرح السياسي مجددا بعدما أسدلت حكومة بينيت الستار على 12 عاما متواصلا قضاها رئيسا لوزراء إسرائيل.
وينتقد أنصار اليمين الإسرائيلي الحكومة الحالية، بشأن منح الفلسطينيين إجراءات مدنية خلال شهر رمضان يهم بعضها الصلاة في المسجد الأقصى، مع استمرار العمليات الهجومية.
مناقشة