رصدت "سبوتنيك" أحد نماذج الخير المجتمعي في رمضان، والذي تقوم عليه حملة "ولك مثل أجره" لإفطار الصائمين للسنة الرابعة على التوالي، حيث تقدم وجبات إفطار كاملة لما يقارب 2000 صائم يوميا طوال شهر رمضان ويرعى تلك المبادرة أهل الخير ومسجد عمر بن الخطاب بحي المنصورة بعدن.
بداية يقول محمد الكازمي، القائم على حملة "ولك مثل أجره" والتي انطلقت مع بداية شهر رمضان من مسجد عمر بن الخطاب بحي المنصورة بعدن للسنة الرابعة على التوالي، أن تلك الحملة تستهدف إفطار آلاف الصائمين طوال الشهر بوجبة كاملة من أرز ودجاج وفاكهة.
أهل الخير
وأضاف الكاظمي لـ"سبوتنيك"، هذه الحملة يشرف عليها مسجد عمر بن الخطاب ويرعاها أبناء وأهل الخير من داخل الوطن وخارجه، كل شخص يقوم بتقديم الدعم الذي يستطيعه، لذا تتحول ساحة المسجد إلى احتفالية رمضانية كبرى تعم فيها روح الإخاء والمودة والتراحم، الجميع هنا يخدم ضيوف الرحمن.
مشاهد غالية
وتعليقا على المشاهد الرمضانية في عدن وتسابق أهل الخير لتقديم التبرعات والتكافل المجتمعي يقول علي العمري، الناشط في مجال العمل الاجتماعي بعدن، أنا شاب من أبناء المحافظة وكان كل أملي منذ أن بدأت بلادنا بالتأرجح إلى الوراء وتزايدت فيها الأزمات، بأنه على كل من يستطيع أن يتقدم بكل ما يستطيع لفعل الخير والتكافل المجتمعي.
وتابع العمري، ومن تلك المبادرات الجميلة "حملة ولك مثل أجره"، والتي يقوم برعايتها للسنة الرابعة على التوالي الكثير من أهل الخير في الداخل والخارج، وتقدم الحملة الوجبات اليومية للعديد من الفئات المتوسطة الحال والمتعففين والمحتاجين، كما تشمل تلك الموائد كل عزيز وليس لديه المقدرة في وضعنا الراهن الذي زاد من مطالب واحتياجات هذه الأمة.
أجواء البهجة
أما السياسية الجنوبية، ليلى الكثيري، فتعود بالذكريات لسنوات رمضانية ماضية قبل اندلاع الحرب قائلة: قبل الحرب الأخيرة سواء قبل الوحدة اليمنية أو بعدها، كانت هناك أجواء من البهجة والفرح، تتم ترجمتها في تعليق الزينات على المنازل وفي الشوارع والزيارات الاجتماعية وتجمع الأسرة وقت الإفطار وكان الأهل يجتمعون في رمضان، كما كانت هناك مناطق يمكن الخروج والتنزه فيها.
وتابعت لـ"سبوتنيك"، الآن الوضع مختلف تماما بعد الحرب فنحن محاصرون سواء جنوبا أو شمالا، قبل الحرب لم تكن تشعر أن هناك فقيرا في رمضان، وكأي بلد إسلامي هناك عادات وطقوس لكل بلد وإن كانت لا تختلف سوى في المظاهر المجتمعية، حيث تمثل التمر والقهوة إحدى الأساسيات في إفطار رمضان، علاوة على تشكيلة من الأطعمة اليمنية وغير اليمنية، أن هناك بعض العادات لدى مناطق بعينها بأن يتم تناول عشاء بعد الإفطار.
وحول أعمال الخير في رمضان تقول الكثيري، في كل الطرقات قبل الإفطار في رمضان تجد فاعلي الخير يحملون أطباق بها تمر وعصير، ومن يستطع تقديم وجبات كاملة للإفطار كان يفعل ذلك، وتكاد تكون تلك الصورة مكررة في معظم الشوارع والمناطق بشكل عام، تلك الأعمال الخيرية ليست للفقراء فقط وإنما لكل من يعبر تلك الطرق والشوارع وقت آذان المغرب.
انتظار العيد
وأوضحت أن الأيام الأخيرة من رمضان يكون لها زخم مختلف، حيث تتوزع فيها الصدقات والأسواق تكون مكتظة بالمشترين لطلبات العيد، وتبدأ المرأة الجنوبية في نهاية الشهر بإعداد كعك العيد وباقي الأصناف الأخرى في المنزل، فكنا نعيش من بداية الشهر إلى تكبيرات العيد فرحة لا تنسى طوال الأشهر الباقية من العام حتى يأتي رمضان مرة أخرى، كانت الأمور المادية متوفرة بطريقة أو بأخرى في السابق، أما الآن فالأمور جميعها اختلفت.
وكان المبعوث الأممي لليمن قد أعلن في الأول من أبريل/ نيسان الجاري عن التوصل إلى هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد بين أطراف الصراع، تبدأ في أول أيام شهر رمضان، ما يشكل بصيص أمل في حرب طاحنة أودت بمئات الآلاف ودفعت الملايين إلى شفا المجاعة.
وقال غروندبرغ: "وافق الأطراف على وقف جميع العمليات العسكرية الهجومية، بما فيها الجوية والبرية والبحرية، داخل اليمن وعبر حدوده".
وأوضح المبعوث الأممي أنهم وافقوا على "دخول سفن المشتقات النفطية إلى موانئ الحديدة وتسيير الرحلات الجوية التجارية من وإلى مطار صنعاء نحو وجهات في المنطقة محددة مسبقا".
وأردف: "اتفق الأطراف أيضا على الالتقاء تحت رعايتي للبحث في فتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى في اليمن".
وأثنى هانس غروندبرغ على ما قام به "الحوثيون" والحكومة المعترف بها دوليا، مؤكدا أنهم عملوا معه "بحسن نية و لتقديم التنازلات الضرورية للوصول إلى هذا الاتفاق".
ويشهد اليمن منذ 7 أعوام معارك عنيفة بين جماعة "أنصار الله" وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دوليا مدعوما بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية من جهة أخرى لاستعادة مناطق شاسعة سيطرت عليها الجماعة بينها العاصمة صنعاء وسط البلاد أواخر 2014.
وأودى الصراع الدائر في اليمن منذ اندلاعه بحياة 377 ألف شخص، 40 في المئة منهم سقطوا بشكل مباشر، حسب تقرير للأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.