اليونان تحاول أن تكون مركزا للطاقة في البلقان وأوروبا كبديل عن روسيا

أفادت تقارير إعلامية أن اليونان تعمل على تعزيز وجودها الجيوسياسي في المنطقة وأوروبا عن طريق استثمار التزام الاتحاد الأوروبي بإنهاء اعتماده تدريجيا على النفط والغاز الطبيعي الروسي.
Sputnik
وأشارت التقارير إلى أنه على الرغم من الموقف المتناقض لدى كل من الدولة والمجتمع حول علاقة الغرب مع روسيا، قرر رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، ليس فقط متابعة قضية رد الغرب على روسيا عن طريق التعليقات أو التحفظات، بل قرر أن يكون من بين الاصوات الرئيسية لهذه القضية.
وبحسب التقرير المنشور في موقع "ekathimerini" فإن قرار رئيس الوزراء اليوناني سيؤثر ايضا على السياسة الداخلية لبلاده، حيث سيستخدم هذا الموقف لحسم الانتخابات لصالح حزبه أمام المعارضة سيريزا في المعركة الانتخابية المقبلة في عام 2023.
وتركز الحكومة اليونانية اليوم في محاولة لتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة الروسية، على ضمان الإمداد المستمر لمثل هذه المصادر مع تقليل، قدر الإمكان، ارتفاع التكاليف على المنازل والشركات. كما تهدف إلى جعل اليونان مركزا للطاقة في منطقة البلقان وبقية أوروبا.
وزير الخارجية المجري يؤكد استعداد بلاده لدفع ثمن الغاز بالروبل الروسي

اعتماد نهج واشنطن في مسألة الطاقة

وبين المقال أن الهدف النهائي لهذه الخطوات يعتمد إلى حد كبير على نهج الولايات المتحدة في مسألة الطاقة، حيث أعلنت واشنطن معارضتها لمشروع خط أنابيب شرق البحر المتوسط.

وتدرك واشنطن، بحسب المصدر، أن كلا من اليونان وتركيا يمكنهما ضمان إمدادات الطاقة دون انقطاع إلى أوروبا من خلال خط الأنابيب عبر البحر الأدرياتيكي (أحد أفرع البحر المتوسط) الحالي الذي ينقل الغاز الطبيعي من أذربيجان إلى أوروبا الغربية عبر تركيا واليونان وألبانيا، ولكن أيضًا من خلال الغاز الطبيعي المسال (LNG).

اليونان تعمل على إنشاء محطات تكرير في المتوسط

وبحسب المصدر يمكن لليونان مع وجود التكرير الخاصة بها على جزيرة رفيسيوزا وثلاث محطات أخرى قيد الإنشاء، أن تساعد في إعادة تحويل الغاز الطبيعي المسال إلى غاز قابل للتصدير، بالإضافة إلى أن جزءا كبيرا من الغاز يمكن توريده عن طريق أساطيل الشحن التي تحمل الغاز الطبيعي المسال مملوك لليونان.

واعتبر المقال أن عملية توصيل الكهرباء المخطط لها بين مصر واليونان، مع الإمكانات العالية لمصر في مجال إنتاج الطاقة الشمسية، تعد طريقة أخرى لضمان استقلال الطاقة الأوروبية عن روسيا.

هنغاريا: نرفض شمول وارداتنا من الطاقة الروسية بالعقوبات

مشروع يوناني يسمح بالتعاون الدولي في القطاع النفطي

بدوره أشار موقع "OT" نقلا عن مصادر خاصة إلى أن رئيس الوزراء اليوناني من المتوقع يعلن عن شركة واحدة تتولى نيابة عن الدولة اليونانية حقوق التنقيب عن المحروقات واستغلالها ومشاركة شركة "DEPA" في خطوط الأنابيب الدولية للغاز الطبيعي.

وأشار المصدر إلى أن عملية إنشاء الشركة ودمج بعض الشركات على وشك الانتهاء، إذا لم تكن قد انتهت بالفعل، وبهذه الطريقة يتم إنشاء شركة واحدة ستمتلك بالإضافة إلى حقوق التنقيب عن المحروقات واستغلالها والمشاركة، ستكون قادرة على المشاركة في مشاريع مشتركة مع شركات أجنبية لخطوط أنابيب الغاز الدولية.

والمشاريع التي يمكن أن تشترك معها هي مشاريع خط الأنابيب اليوناني البلغاري (IGB) و"EastMed" وخط الأنابيب اليوناني الإيطالي (IGI) الذي تشارك "إديسون" فيه.
بدء الاجتماع بين الرئيس بوتين والمستشار النمساوي نهامر
وفقًا للمعلومات المتاحة لموقع "OT"، فإن الخطوة المذكورة أعلاه المتمثلة بدمج الشركات بشركة واحدة، تمكن اليونان من وضع استراتيجية وطنية موحدة في مجالات استغلال الغاز الطبيعي وتطوير خطوط الأنابيب التي ستنقل كميات من الوقود إلى مناطق جنوب شرق أوروبا.

دول أروبية تدفع بالروبل مقال الغاز الروسي

وعلى الرغم من هذه الأنباء، فقد أعلنت عدة دول بشكل صريح استمرار عمليات توريد الغاز الروسي، حيث قال وزير الخارجية المجري، بيتر سيارتو، اليوم الاثنين، إن بلاده على استعداد تام لدفع ثمن الغاز بالروبل الروسي.

وأكد سيارتو، في حديث للصحفيين بعد اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ، أن هذا لن يكون انتهاكا لعقوبات الاتحاد الأوروبي.

وكان رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، قد أكد أن بلاده ستدفع بالروبل الروسي إذا طلبت روسيا الدفع به، مشيرا إلى أن "ارتفاع أسعار الطاقة يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة من بروكسل".
وفي وقت سابق، قال أوربان: إن "المجر تعارض تطبيق العقوبات ضد روسيا على موارد الطاقة، لأن ذلك سيؤدي إلى تباطؤ وتوقف الاقتصاد المجري في أقصر وقت ممكن".
أكدت هنغاريا، في وقت سابق، أنها لن تتراجع عن رفضها شمول وارداتها من الطاقة الروسية في العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا بسبب العملية العسكرية في أوكرانيا.
مناقشة