رئيس الوزراء الإيطالي يزور الجزائر... ما الاتفاقيات التي يوقعها مع الحكومة الجزائرية؟

ماريو دراجي
تكثف الأطراف الأوروبية جولاتها الخارجية خلال الفترة الأخيرة، بحثا عن تأمين ‏إمداداتها من الغاز والنفط، غير أن كل الجهود التي جرت خلال الأيام الماضية لم تتوج ‏بنتائج إيجابية.
Sputnik
في إطار التحركات الأوروبية يجري رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي، اليوم الاثنين، زيارة إلى الجزائر، على رأس وفد رفيع المستوى، وذلك تلبية لدعوة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بحسب بيان الرئاسة الجزائرية.
من ناحيته، قال عضو اللجنة المالية بالبرلمان الجزائري، الدكتور بريش عبد القادر، إن "زيارة رئيس الوزراء الإيطالي للجزائر يبحث خلالها تطوير العلاقات وتوقيع اتفاقيات في العديد من المجالات".
وبحسب حديث عبد القادر لـ"سبوتنيك"، فإن "مجال الطاقة يأتي في مقدمة الملفات التي تناقش خلال الزيارة والمرتقب توقيع اتفاقيات جديدة بشأنها في إطار ضمان إمدادات الطاقة وتوسيع التعاون القائم بين البلدين في المجال، وخاصة الاستثمارات بين "سوناطراك" الجزائرية، و"إيني" الإيطالية".
وأضاف، في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "المباحثات اليوم تشمل العديد من المشروعات بما فيها تعزيز التعاون في مجال الطاقة، خاصة أنها باتت من الأولويات في الوقت الراهن، فضلا عن أن إيطاليا هي من الزبائن الأساسيين بمجال الغاز الجزائري".
من ناحيته، قال الخبير الاقتصادي الجزائري، الدكتور سواهلية أحمد، إن "زيارة رئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراغي، على رأس وفد كبير للجزائر ترتبط بحرص إيطاليا على ضمان إمدادات الغاز".
رئيس الوزراء الإيطالي يوقع اتفاقا في الجزائر لزيادة واردات الغاز
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الزيارة تأتي في الإطار الطبيعي للعلاقات بين البلدين، خاصة أن إمدادات الغاز الجزائري لإيطاليا ليست بالحديثة.
ويرى أحمد أن "الظروف الطارئة المتعلقة بالعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، وفرض روسيا للدفع بالروبل يجعل اقتصاد أوروبا على وشك الانهيار، الأمر الذي يدفع الدول لتأمين إمداداتها، في حين أن الجزائر ملتزمة بتعاقداتها القديمة ولا يمكن أن تحل محل الغاز الروسي".
ولفت إلى أن "الجانب الإيطالي حريص على استمرار الإمدادات والثقة المتبادلة، فيما تحافظ الجزائر على المقاربة الاقتصادية دون أي دوافع سياسية او حسابات مرتبطة بالوضع الراهن".
وأشار إلى أن "الشراكة الاستثمارية بين شركة "إيني" الإيطالية، و"سوناطراك" الجزائرية لا ترتبط بالإمدادات فقط، بل تتضمن العمل على الاستكشافات للحقول النفطية والغاز في الجزائر".
وبحسب سواهلية، فإن" إيطاليا من خلال الاستثمارات التي تعمل عليها في الجزائر تبحث عن إمدادات إضافية لنفسها وليس لأوروبا، وإن مطالبها بإمدادات إضافية هي معقولة تتمثل في مخزون استراتيجي لها، على عكس إسبانيا التي كانت تسعى لمضاعفة الإمداد من أجل تزويد بعض الدول الأوروبية".
وتحتل الجزائر المركز الثاني من حيث توريد الغاز إلى إيطاليا، ويضخ خط أنابيب "أنريكو ماتيي" الرابط بين الجزائر وإيطاليا عبر التراب التونسي والمدشن في العام 1983، نحو 22 مليار متر مكعب من الغاز أي ما يعادل نحو 29 بالمئة، ما يرفع مجموع الشحنات السنوية إلى أكثر من ثلاثين مليار متر مكعب في السنة، وفقا للشروق الجزائرية.
مناقشة