وأصدرت الخارجية الروسية بيانا رسميا، أمس الجمعة، جاء فيه: "لفتنا الهجوم الذي قام به وزير الخارجية الإسرائيلية، يائير لابيد، بتصريحاته في 7 أبريل/ نيسان بشأن دعم بلاده لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بتعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان".
وأكد مراقبون أن التصريحات الروسية تنبع من موقفها الدائم والداعم للقضية الفلسطينية، في مقابل السياسة الغربية والأمريكية الداعمة للاستيطان والاحتلال ومحاولات تزييف الحقائق، والكيل بمكيالين فيما يخص القوانين الدولية والالتزام بها.
سياسة إسرائيلية
وأضاف بيان الخارجية الروسية قائلا: "في ضوء تقييماتنا لهذا القرار فهو غير قانوني وذو دوافع السياسية"، مشيرا إلى أن تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلية مرفوضة ومؤسفة للغاية وهناك محاولة مبطنة للاستفادة من الوضع بشأن أوكرانيا وصرف انتباه المجتمع الدولي عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
كما شددت وزارة الخارجية الروسية على أن قطاع غزة أصبح بشكل أساسي "سجنًا في الهواء الطلق" واضطر الملايين البقاء على قيد الحياة لمدة 14 عامًا تقريبًا في ظل ظروف الحصار البحري والجوي والبري الذي تفرضه إسرائيل.
وخلص البيان: "من الجدير بالذكر أيضًا أن مسار إسرائيل في الحفاظ على أطول احتلال في تاريخ العالم بعد الحرب ويتم بتواطؤ ضمني من الدول الغربية وبدعم فعلي من الولايات المتحدة".
موقف واضح
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، إسرائيل خططت ودبرت للهجوم على المصلين في المسجد الأقصى، ومن غير المعقول إن يتجهز 1000 شرطي إسرائيلي يقومون بردة فعل عفوية على حجر مزعوم ألقى عليهم.
وتابع: "لم يحدث أي استفزاز من قبل المصليين الفلسطينيين في المسجد الأقصى، والاقتحام كان مدبرًا ومبيتًا له مسبقًا من قبل إسرائيل، لكن المجتمع الدولي لا يرى الحقيقية ولا يريد أن يعرفها".
وأكد أن فلسطين تريد أن تسمع أصواتًا واضحة وصريحة مثل الموقف الروسي، ويجب أن تتخلى الدول المنافقة عن نفاقهم، وأن يعبروا عن مواقفهم بشكل واضح وقوى تجاه الاحتلال الإسرائيلي، والتوقف عن سياسية الكيل بمكيالين.
أهمية سياسية
بدوره اعتبر فادي أبوبكر، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، أن المسبب الرئيسي للأوضاع التي نشهدها اليوم في أوكرانيا، هي ازدواجية المعايير لدى الغرب، وانفصام الشخصية السياسية الأوروبية والأمريكية، واختطاف المنظومة القانونية ومنظومة النظام الدولي وآليات عمله لتصبح تعمل فقط وفق المنظور الغربي، وفلسطين أبرز مثال على ذلك من ناحية تعامل أوروبا وأمريكا.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، تحاول إسرائيل ممارسة سلوكًا دبلوماسيًا مخادعًا ومغايرًا للواقع، من خلال تصوير نفسها كوسيط لوقف الحرب، في الوقت نفسه تستثمر الأزمة لصالحها في زيادة نشاطها الاستيطاني، وتعزيز الوجود اليهودي في فلسطين من المهاجرين الأوكرانيين والغربيين، وكذلك تعمل على تدعيم اقتصادها من خلال زيادة صادراتها العسكرية لأوروبا.
ويرى أن التصريحات الروسية الأخيرة تأتي كرسالة مفادها أن موسكو على دراية تامة بالسلوك الإسرائيلي وأبعاده المختلفة، وبتحركاتها في الداخل الفلسطيني، عبر الاستيطان وقضم المزيد من الأراضي، مؤكدًا أن هذه التصريحات تصب في صالح القضية الفلسطينية.
القضية الفلسطينية
وأكد أبوبكر أن هناك انخفاضًا كبيرًا في الاهتمام الدولي بالقضية الفلسطينية والتي تراجع مكانتها على الأجندة الأممية لصالح ما يجري في أوكرانيا، وهذه التصريحات الروسية من شأنها أن تعزز زخم التعاطي الأممي من جديد مع القضية الفلسطينية، ومحاولة تسليط الضوء عليها وعلى الانتهاكات الإسرائيلية.
وتابع: "والمطلوب من الفلسطينيين أيضا التركيز على قضاياهم الوطنية وعدم تغليب الشأن الدولي على القضية الفلسطينية، إضافة إلى رفع درجة فلسفة المواجهة أمام أسطول الإعلام الإسرائيلي، الذي يؤثر بقوة في الرأي العام الدولي، وعلى فلسطين تكثيف تحركاتها المشتركة مع الأصدقاء بما يعود إيجابًا على عموم القضية الفلسطينية".
واقتحمت القوات الإسرائيلية، صباح أمس الجمعة، المسجد الأقصى في القدس الشرقية وقمعت المصلين داخل المسجد القبلي، ما أدى إلى إصابة 158 فلسطينيا بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، واعتقال ما يزيد عن 400 فلسطيني.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن قوات كبيرة من الجيش والشرطة الإسرائيليين اقتحمت باحات المسجد الأقصى عقب صلاة فجر الجمعة، وأطلقت وابلا من قنابل الغاز المسيل للدموع والأعيرة النارية المغلفة بالمطاط تجاه المصلين.
وشارك آلاف المواطنين الفلسطينيين الذين قدموا بمسيرات من مختلف مساجد مدينة غزة بعد صلاة الجمعة في المهرجان المركزي الحاشد للفصائل والقوى الوطنية والإسلامية بميدان فلسطين "الساحة" وسط مدينة غزة، نصرة للقدس والأقصى.