وقفة تضامنية حاشدة في لبنان تنديدا بالعقوبات على موسكو وضد تجييش مشاعر "الخوف من روسيا"
نظّم مجلس جمعيات خريجي جامعات روسيا والاتحاد السوفياتي في لبنان وبدعم من السفارة الروسية في لبنان والبيت الروسي في بيروت وبلدية عيناب، اليوم 16 أبريل/ أبريل، وقفة تضامنية في حديقة الصداقة الروسية اللبنانية في بلدة عيناب قضاء عالية "ضد الخوف من روسيا والعقوبات ضد روسيا".
Sputnikوشارك بالوقفة السفير الروسي في لبنان ألكسندر روداكوف، ورئيس اتحاد بلديات الغرب الأعلى والشحار غازي الشعار بالإضافة إلى شخصيات وفعاليات سياسية وثقافية والجالية الروسية ومواطنين لبنانيين.
ورفع المشاركون الأعلام الروسية واللبنانية ولافتات تدعو للتوقف عن الرهبة من الروس والعنصرية ضدهم.
وقال روداكوف، خلال كلمة ألقاها أننا "نجتمع اليوم مجددا أصدقاء وأحباء في حدث هام وجلل، هو وقفتكم المساندة والداعمة لروسيا في وجه العقوبات المجحفة واعتراضا على نشر ثقافة الإرهاب ومعاداة روسيا أو بما يعرف بال روسيافوبيا، يعبر الطابع الدوري للقاءاتنا على وحدة الجالية الروسية في لبنان مما يتيح لنا مجتمعين تفعيل عملية حفاظنا وحمايتنا لهويتنا العرقية والوطنية والدينية ولتراثنا الروحي والثقافي، خاصة في ضوء الأحداث الناتجة عن مسيرة الغدر والغطرسة التي تقودها الولايات المتحدة في سياق ممارستها للهيمنة والسيطرة المطلقة على العالم حيث تجري على قدم وساق محاولات تقويض النظام العالمي المعمول به منذ قرون واستبدال سيادة القانون الدولي بقواعد جديدة استنبطتها واشنطن وتقوم بفرضها بقوة على الجميع".
وأضاف "ما يشهده العالم في الآونة الأخيرة من تطورات عسكرية هو نتيجة للمحاولات الغير مسؤولة لدول الناتو لإنشاء نقطة انطلاق متقدمة على أراضي أوكرانيا ورأس جسرا للعدوان على دول ذات سيادة غير مرغوب بها من قبل الغرب، والتي يمكن أن تستهدف حاضرا ومستقبلا أي دولة ذات سيادة تحرص وتدافع عن حقها في تنفيذ سياستها الداخلية والخارجية الخاصة والمستقلة".
وأشار إلى أن "تصدي روسيا وعدم رغبتها بالخضوع لإملاءات الناتو ودفاعها و تمسكها بمصالحها الوطنية وخصوصيتها القومية، كان السبب في رد الفعل الغربي الجماعي المحموم والموتور والهستيري الذي نشهده اليوم، وما يجري في أوكرانيا من أحداث ما هو إلا مواجهة شاملة مع الولايات المتحدة في هيمنتها على القرار العالمي وسعيها إلى السيطرة المطلقة على مسارات العلاقات والقرارات الدولية واحتكارها".
وأكد أن روسيا "تواجه اليوم عدوانا شرسا غير مسبوق ضد كل شيء روسي الدين الثقافة اللغة التعليم والمصالح الاقتصادية والمالية وغيرها، والسبب في ذلك هو عمل روسيا الدائم على تعزيز السلام الدولي وضمان الأمن والاستقرار العالميان، وإقامة نظام عادل للعلاقات الدولية".
وتابع "تستهدف روسيا اليوم في هيئات دولية مختلفة بما في ذلك الأمم المتحدة بشتى أنواع العداء والإجحاف عبر تدابير مخالفة للقوانين والأعراف الدولية، وذات طابع وأهداف سياسية واضحة وعبر اتخاذ إجراءات وقيود اقتصادية صارمة مجحفة ظالمة غير عادلة وغير أخلاقية".
وأوضح أنه "تم إطلاق حملة دعائية واسعة النطاق لتشويه الأسباب والأهداف والمسار الحقيقي للعملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، وكنا سباقين ومنذ الأيام الأولى للعملية لدعوة الجانب الأوكراني في أقرب وقت ممكن إلى إجراء مفاوضات سلمية تهدف إلى وضع حد لإراقة الدماء التي لا داع ولا معنى لها، ولسوء الحظ فإن نظام كييف الدمية في الدمية أيدي مشغليه وأولاء أمره الغربيين لم يدرك حتمية الحل السلمي الذي يقتضي نزع السلاح واجتثاث النازية في أوكرانيا وتحويلها إلى دولة محايدة لما فيه مصلحة الشعب الأوكراني والشعوب الأوروبية كلها، أما الهدف من عملية الاستفزاز الوحشية المدبرة في بوتشا وقصف محطة كراماتوسك باستخدام قذيفة عنقودية من نوع توشكا-أو المحظورة الأوكرانية الصنع والتي قام بها الطرف الأوكراني كان تعطيل مبادرة وجهود التفاوض السلمية الروسية".
وأكد أن "روسيا لم ولن تكون بقيمها وتقاليدها وتاريخها وعراقتها أبدا في موقع التابع وستصمد وستنتصر، كما كانت على مر التاريخ وستكون مستعدة لتقديم يد المساعدة للشعوب الشقيقة التي عانت وما زالت تعاني من مفاعيل خطة الغرب بالهجوم على الشرق".
وتطرق خلال كلمته للوضع اللبناني قائلا: "فيما يختص بلبنان الذي يعاني اليوم من وضع صعب وأزمة حادة شديدة التعقيد، نتيجة المحاولات الغير مسؤولة لعدد من البلدان في عملية إدارة مصالحها ولعبتها الجيوسياسية الأنانية في المنطقة، زاد من تفاقم الأوضاع فيه حدة ووتيرة وشدة القيود والعقوبات الغربية الممنهجة التي تقود أسس منظومة التجارة العالمية واللوجستيات والنظم المالية والاقتصادية، وفي هذا الإطار يتم ممارسة ضغوط شديدة على الحكومة اللبنانية من أجل إجبارها على اتخاذ موقف مناهض لروسيا، سنتصدى بشدة وحزم لكل هذه المحاولات خاصة لعلمنا اليقين بما يكنه ويعرب عنه الشعب اللبناني وقيادة القوى السياسية الرئيسية في لبنان من دعم وتضامن معها".
وختم "في ظل هذه الظروف نشعر بقلق بالغ إزاء وضع المواطنين الروس وأفراد الجاليات في بلاد الاغتراب الذين غالبا ما يصبحون أهدافا لمنفذي السياسة العدوانية الغربية نعاهدهم بأننا سنستخدم جميع الوسائل القانونية المتاحة لحمايتهم وحماية أصدقاء روسيا حيث ما وجدوا".
وبدوره قال رئيس اتحاد بلديات الغرب الأعلى والشحار غازي الشعار إن "الوقفة هي لنؤكد على وفائنا للبلد الذي احتضننا في فترات الحرب ببلادنا، وفتح لنا أبواب جامعاته وأعطانا فرصا للعمل والحياة الكريمة، نقول أننا فخورين بانتمائنا القلبي لروسيا ممتنون لفضلها علينا، وأننا نقف إلى جانبها خاصة في ظل الأوضاع الراهنة في وجه ماكينة الإعلام الغربي الموجه والمضلل للحقيقة وخاصة ما بان من عنصرية ضدها إن قومية أو ثقافية أو لغوية".
وتابع "هجمة شرسة لنوايا مبيته قديمة ضد أمن روسيا الاستراتيجي وتهديد مباشر لاستقرارها الاقتصادي والوجودي دفعها الى خوض عملية أمنية أصبحت أمرا محتما لا مفر منه، قلوبنا مع الجنود الروس كما مع الأبرياء الذين هم وقودا للحروب دائما، أميركا تحارب الروس بدم الأوكرانيين والرأي العام يجيّش ضد الروس في تعمية مقصودة عن الحقيقة".
وأكد على "رفض التطرف والتعصب والعقوبات المجحفة ضد روسيا، وكلنا ثقة بأن الإدارة الحكيمة لشؤون البلاد تتجاوز كل الصعوبات فهي قادرة على الصمود وهذه المرحلة تتطلب تكاتفا من جميع المخلصين وبكل الوسائل للتأكيد على حق روسيا في الدفاع عن نفسها وحمايته أمنها واستقرار اقتصادها".
وختم "في الظروف الصعبة يختبر الأصدقاء الحقيقيون، يختبر الولاء الحقيقي ونحن اليوم جئنا لنقول أننا نفتخر بثقافة روسيا وتاريخها وعطائها ولغتها وجيشها وشعبها ومواردها وقيادتها ورئيسها، نفتخر بكل ما يربطنا بها وأملنا كبير بانتهاء هذه العملية بالنصر الأكيد روسيا اليوم تحارب عنا جميعا في وجه ظلم القطب الواحد روسيا تحاول ارساء توازن عالمي يحفظ حقوقنا جميعا، ونصرها هو لكل الشعوب المستضعفة و المستباحة".
وبدأت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا في 24 فبراير/شباط. وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن هدفها حماية الناس الذين تعرضوا للبلطجة والإبادة الجماعية من قبل نظام كييف لمدة ثماني سنوات.
وتهدف العملية، كما أوضح الرئيس فلاديمير بوتين، إلى وقف عسكرة أوكرانيا ومواجهة النازيين الجدد، وتقديم جميع المسؤولين عن الجرائم الدموية ضد المدنيين في دونباس، إلى العدالة.
قالت وزارة الدفاع الروسية إن العملية تستهدف البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا وأن المدنيين ليسوا في خطر. وتقول موسكو إنها لا تخطط لاحتلال أوكرانيا وإنما نزع سلاح كييف ووقف تهديداتها.
واعتبارًا من يوم 25 مارس/ آذار، أكملت القوات المسلحة المهام الرئيسية للمرحلة الأولى، حيث حدت بشكل كبير من الإمكانات والقدرات القتالية لأوكرانيا، علماً بأن الهدف الرئيسي للعملية كما أعلنته وزارة الدفاع الروسية هو تحرير إقليم دونباس.