الحصار الأمريكي "يطعن" بهجة رمضان في أسواق حمص... فيديو صور

رغم تراجع الواقع المعيشي في سوريا بسبب الحرب والحصار الاقتصادي، إلا أن شهر رمضان، لا يزال يحتفظ بطابعه الخاص لدى سكان مدينة حمص وسط سوريا.
Sputnik
ولم تقو قسوة الحصار الأمريكي على البلاد على هزيمة الطقوس والعادات التي يمارسها سكان هذه المدينة، جيلا بعد جيل، على الرغم من نجاحها في تدمير جزء كبير من القدرة الشرائية للمواطنين السوريين عموما.
وتعج أسواق حمص الشعبية قبيل ساعات من موعد الإفطار، بالمشترين ممن تتصدر سحناتهم مسحة من الوجل الممزوج بالارتباك، فتراهم يقصدون المحال والباعة المنتشرين في أرجاء السوق، علهم ينجحون باستجرار احتياجاتهم واحتياجات عوائلهم من المشروبات والأطعمة الرمضانية، بأسعار مقبولة نسبيا.
الحصار الأمريكي "يطعن" بهجة رمضان في أسواق حمص
وكما هي عادتهم في أسواق رمضان، ينتشر باعة التمر، والجلاب، والعرق السوس، و"التمرية الحمصية"، و"خبز الصايم"، وكل من زاويته التي يحولها إلى ما يشبه مملكته الخاصة، فيتعالى صوته بتعابير الترويج التقليدية لسلعته، وعلى الطرف الآخر يسابق الصائمون الوقت لشراء احتياجاتهم قبيل دوي مدفع الإفطار، أو تعالي صوت المآذن، فتراهم في عجلة من أمرهم للعودة إلى المنزل والانضمام إلى عائلاتهم على موائد الافطار.
الحصار الأمريكي "يطعن" بهجة رمضان في أسواق حمص
ويقول أحد تجار السوق المسقوف في المدينة القديمة لـ "سبوتنيك": "شهر رمضان له طابع خاص لدى أهل حمص، كتجمع الناس قبل الإفطار وبعده، إضافة إلى مساعدة الناس لبعضهم البعض وعبر الجمعيات الخيرية، إلى جانب المساهمات الممكنة لتجار السوق".
ويلفت التاجر إلى أن "شهر رمضان هذا العام ليس مثل السنوات السابقة، بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة وغلاء الأسعار، والغلاء عالمي وليس فقط في سوريا التي تمر بظروف أقسى من غيرها"، مستدركا بقوله: "إلا أن المحبة والألفة موجودة والناس تساعد بعضها في تجاوز المحنة".
الحصار الأمريكي "يطعن" بهجة رمضان في أسواق حمص
في الأسواق الشعبية ضمن الأحياء القديمة للمدينة، يتكرر المشهد، ضجيج التسوق ممزوج بصوت الأناشيد الدينية والابتهالات الرمضانية.
ولم يستطع هذا الضجيج المعتاد في أسواق رمضان بحمص القديمة، أن يخفي الحركة الخجولة للمشترين ممن "طعن" الحصار الاقتصادي الغربي قدرتهم الشرائية في الصميم.
ويقول تاجر في أحد الأسواق الشعبية في حمص القديمة لـ "سبوتنيك": "يتميز الشهر الفضيل بالإقبال على الأكلات الشعبية التي تشتهر بها أسواقنا ولكن الإقبال على غير عادته في رمضان بسبب الوضع الراهن وقلة المادة، مما نتج عنه بطء في عمليتي التسوق والإنتاج"، واصفاً السنوات السابقة بأنها كانت "أحلى و فيها سخاء أكثر".
الحصار الأمريكي "يطعن" بهجة رمضان في أسواق حمص
وفي سوق آخر يشهد حركة تسوق كالتي في السوق المسقوف، يعرض أصحاب المحال بضاعتهم على عربات بشكل مرتب، مشفوعة بصيحات الترغيب لعل ذلك يجدي نفعا في جذب الزبائن، لينتهي النهار برزق جيد.
ويقول صاحب محل معجنات لـ "سبوتنيك": "على الرغم من الظروف المعيشية الصعبة، يبقى لرمضان بهجته والناس تتهافت لشراء المشروبات والأكلات الرمضانية والحلويات من عوامات ومشبك، والقطايف والتمرية وهي محببة في الشهر الفضيل".
وتابع: "صحيح أنها موجودة بشكل دائم، ولكن في رمضان لها بهجة خاصة كونها ترتبط بالحياة الاجتماعية، والعادات والتقاليد الرمضانية التي يتميز بها الشهر الفضيل، فالناس تجتمع على مائدة واحدة ومنهم من يرسل الحلويات والأطعمة إلى الجيران"، مؤكدا أن "هذه العادات لا تزال إلى يومنا هذا، وهي ما يميز المجتمع السوري".
مناقشة