وقرر الجيش الإسرائيلي، أمس الأحد، تعزيز منظومة "القبة الحديدية" على حدود قطاع غزة، خشية إطلاق صواريخ من المقاومة، لا سيما في ظل انطلاق صافرات الإنذار في غلاف قطاع غزة.
وطرح البعض تساؤلات بشأن إمكانية اندلاع مواجهة جديدة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، في ظل التوتر الأخير بعد اقتحام المستوطين والجيش الإسرائيلي للمسجد الأقصى.
صاروخ غزة
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، اعتراض القبة الحديدية الإسرائيلية، مساء اليوم الاثنين، لقذيقة صاروخية تم إطلاقها من قطاع غزة نحو إسرائيل.
ووفق قناة "كان" العبرية، فإن الجيش الإسرائيلي قرر "تعزيز منظومة القبة الحديدية"، خشية إطلاق صواريخ من قطاع غزة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، مساء أمس الأحد، وعقب جلسة تقييم وضع بسبب أحداث القدس، قد قال إن "الأجهزة الأمنية الإسرائيلية مستعدة لجميع السيناريوهات".
وأضاف بينت: "يجب بذل كل الجهود للسماح لأبناء جميع الأديان بإحياء أعيادهم، وأنه يجب التعامل مع الذين يخلون بالنظام العام".
انفجار قادم
واستبعد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، مصباح أبو كرش، أن تنجح جهود التهدئة بين فلسطين وإسرائيل، مؤكدًا أن الأمور ستبقى مشتعلة وقابلة للانفجار في أي لحظة، وهذا مرتبط "بتطورات الأحداث الميدانية" بشكل أكبر.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فحدوث "عملية فدائية جديدة في الداخل الفلسطيني المحتل سيعني "حدوث تصعيد إسرائيلي أكبر"، وفي المقابل فإن قيام إسرائيل بجريمة جديدة ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته سيعني حدوث تصعيد فلسطيني أكبر".
التصريحات الصادرة عن المسؤولين السياسيين في الفصائل الفلسطينية تشير إلى أن هناك قرارًا حاسمًا كان قد تم اتخاذه حول طبيعة مشاركة هذه الفصائل عسكريا في الأحداث الساخنة الجارية ومستوى هذه المشاركة في حال لم تتراجع إسرائيل عن جرائمها وانتهاكاتها في الأرض الفلسطينية.
وأكد أن الإعلام العبري كان قد أعلن أن إطلاق صافرات الإنذار كان بسبب "بلاغ كاذب"؛ وبغض النظر عن إذا ما كان قد ورد في الإعلام العبري صحيح أم لا، فإن رسائل الصواريخ التجريبية التي أطلقتها فصائل المقاومة باتجاه البحر بشكل مكثف خلال الأيام القليلة الماضية يعبر عن بلاغ مقاوم حقيقي ولا يمكن للإعلام العبري أن يعتبره بلاغًا كاذبًا.
تصعيد مستبعد
بدوره أكد أستاذ العلوم السياسية والقيادي في حركة "فتح"، الدكتور أيمن الرقب، أن هناك وساطات كبيرة قامت بها بعض الدول الإقليمية مثل مصر وقطر حتى لا يحدث سيناريو العام الماضي، وذلك من خلال إطلاق حماس لصواريخ، تتبعها إسرائيل بحرب ضروس في قطاع عزة كما جرت العادة.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فحتى هذه اللحظة لا يوجد إطلاق صواريخ من قطاع غزة ضد مستوطنات إسرائيل، وهناك 6 صواريخ أطلقت تجاه البحر، وهي "صواريخ تجريبية" كما جرت العادةن وإسرائيل لا تكترث بهذه الأمور، وصافرات الإنذار التي دوت في بعض المستوطنات بجنوب إسرائيل كانت وهمية وكاذبة، وحماس لم تطلق أي صواريخ حتى الآن.
"رغبة لدى حركة حماس ألا تدخل في معركة مع إسرائيل، وألا تخسر ما حققته، لأنه في النهاية هناك عمالة فلسطينية تدخل الآن لإسرائيل تبلغ 20 ألفًا، وهناك وعود بأن تصل إلى 30 ألفًا، وهذا يعني إدخال الأموال وإنعاش الاقتصاد في غزة، وكذلك لا تريد خسارة الأموال القطرية التي تدخل بشكل منتظم منذ عدة أشهر".
وتابع: "حماس في مصلحتها أن تضعف السلطة في الضفة الغربية وهي تقدم نفسها كبديل جاهز وتسيطر على الضفة، وهذا يعيدنا لسيناريو غزة عام 2000 لحد 2005، حيث تركت حماس إسرائيل تنفرد بالسلطة حتى ضعفت وأنقضت عليها".
ويعتقد الرقب أن "دخول حماس في إطلاق الصواريخ على إسرائيل أبعد من المتوقع، ولن يكون هناك أي حرب قريبة في الأفق، فقط مجرد عمليات فردية تستمر من قبل بعض الشباب الفلسطيني، دون أن يكون هناك موقف فصائلي ولا حتى انتفاضة شعبية واسعة، في ظل غياب الثقة بين فتح وحماس، في وقت تمكنت فيه إسرائيل من تنفيذ التقسيم الزماني والمكاني في القدس بشكل جزئي".
وأصيب عدد من المصلين واعتُقل آخرون، صباح أمس الأحد، خلال اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، من أجل تأمين الاقتحامات الجماعية للمستوطنين.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" نقلا عن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس، بأن طواقمها تعاملت مع 17 إصابة خلال اعتداءات قوات الإسرائيلية على المتواجدين بمنطقة باب الأسباط، أحد أبواب المسجد الأقصى نقل 5 منها للمستشفى.
وأضافت الوكالة: "قوات الاحتلال اقتحمت بأعداد كبيرة المسجد الأقصى واعتدت على المعتكفين فيه والمرابطين في باحاته، واعتقلت ثلاثة شبان، وسط إطلاق كثيف لقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، في محاولة لإخراج المصلين من باحاته تهيئة لاقتحامات المستوطنين الاستفزازية".
كما أشارت الوكالة إلى أن قوات الاحتلال اعتدت على النساء على أبواب مصلى قبة الصخرة، وأجبرت المصلين على الدخول إلى المصليات وأغلقت أبوابها عليهم، كما ضيقت على موظفي الأوقاف بالمسجد وأجبرتهم على مغادرة أماكنهم.
هذا واقتحمت القوات الإسرائيلية، صباح الجمعة الماضية، المسجد الأقصى في القدس الشرقية وقمعت المصلين داخل المسجد القبلي، ما أدى إلى إصابة 158 فلسطينيا بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، واعتقال ما يزيد عن 400 فلسطيني.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن قوات كبيرة من الجيش والشرطة الإسرائيليين اقتحمت باحات المسجد الأقصى عقب صلاة فجر الجمعة، وأطلقت وابلا من قنابل الغاز المسيل للدموع والأعيرة النارية المغلفة بالمطاط تجاه المصلين.
وشارك آلاف المواطنين الفلسطينيين الذين قدموا بمسيرات من مختلف مساجد مدينة غزة بعد صلاة الجمعة في المهرجان المركزي الحاشد للفصائل والقوى الوطنية والإسلامية بميدان فلسطين "الساحة" وسط مدينة غزة، نصرة للقدس والأقصى.