وقال عبد الملك، خلال ترؤسه اجتماعاً للحكومة في العاصمة المؤقتة عدن جنوبي اليمن، إن "الحكومة حريصة على نجاح الهدنة الأممية وتنظر إليها كفرصة للاتجاه نحو السلام الشامل والعادل"، مضيفا أن "الانتهاكات المتكررة لمليشيا الحوثي للهدنة وسعيها كالعادة للدفع نحو إفشالها لغايات واضحة".
وأوضح أن "الموقف المعلن من رئيس مجلس القيادة الرئاسي واضح في الحرص على السلام وإنجاح جهود المبعوث الأممي، لكن في المقابل لا يمكن السكوت عن التصعيد الحوثي ومضاعفة معاناة الشعب اليمني"، مؤكدا أن "مليشيا الحوثي تحاول من خلال خروقاتها للهدنة الأممية وضمن عدائها الصريح للشعب اليمني إغلاق أي نافذة أمل أمام السلام، تنفيذا لأجندة ومشروع إيران".
وفي الاجتماع، طالبت الحكومة اليمنية، الأمم المتحدة ومبعوثها الى اليمن بـ"التعامل بحزم مع الخروقات الحوثية للهدنة وممارسة الضغط لتنفيذ ما عليها من التزامات بموجبها وعدم استغلالها لمزيد من التحشيد وترتيب وضعها الميداني المتهاوي"، محذرة من "أن هذا التغاضي يهدد بانهيار وقف اطلاق النار والهدنة بشكل عام، وهو ما تحرص القيادة السياسية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة على عدم حدوثه".
وفي الثاني من أبريل/ نيسان الجاري، أعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة هانس غروندبرغ، بدء سريان هدنة في اليمن لمدة شهرين، تتضمن إيقاف العمليات العسكرية الهجومية براً وبحراً وجواً داخل اليمن وعبر حدوده، وتيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة، والسماح برحلتين جويتين من وإلى مطار صنعاء كل أسبوع، وعقد اجتماع بين الأطراف للاتفاق على فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات لتحسين حرية حركة الأفراد داخل اليمن.
وتتهم جماعة "أنصار الله"، التحالف العربي باحتجاز سفينتي ديزل، قبالة سواحل جيزان، بحمولة إجمالية 59.976 طناً ولفترات متفاوتة بلغت لأولى السفن 12 يوماً، حسب شركة النفط التي تديرها الجماعة في صنعاء.
وتشترط الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف، دفع جماعة "أنصار الله"، الرسوم المفروضة على حمولات سفن المشتقات النفطية مقابل دخولها إلى ميناء الحديدة، وتخصيصها لصالح دفع رواتب الموظفين الحكوميين بناء على اتفاق السويد الذي توصلت إليه الحكومة والجماعة خلال جولة مفاوضات السلام في ستوكهولم أواخر العام 2018.
ويشهد اليمن منذ نحو 7 أعوام معارك عنيفة بين جماعة "أنصار الله" وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دولياً مدعوماً بتحالف عسكري عربي، تقوده السعودية من جهة أخرى لاستعادة مناطق شاسعة سيطرت عليها الجماعة بينها العاصمة صنعاء وسط البلاد أواخر 2014.
وأودى الصراع الدائر في اليمن منذ اندلاعه بحياة 377 ألف شخص، 40 في المئة منهم سقطوا بشكل مباشر، حسب تقرير للأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.