وأكدت الخارجية الإيرانية أن الرد الأمريكي على طهران عبر الوسيط الأوروبي في إطار المفاوضات حول العودة للامتثال للاتفاق النووي لا تلبي الحد الأدنى من مطالبها.
من جانبها أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية "استعداد واشنطن للعودة الكاملة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة".
شروط ومماطلة
وأوضح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس، في مؤتمر صحفي، أن بلاده "لن تتفاوض في العلن، وتتطلع إلى العودة المشتركة"، مؤكدا استعداها للجلوس من أجل مناقشة قضايا خارج الاتفاق النووي.
وتابع: "نريد أن تكون هناك قيود تفرض على برنامج إيران النووي، وليس واضحا لنا أننا قادرون على العودة للاتفاق في المرحلة الحالية"".
وقال برايس: "من الممكن التصدي لكل أنشطة الحرس الثوري الإيراني، المزعزعة للاستقرار في المنطقة، إذا تعاونا مع الحلفاء".
وقال المتحدث باسم الخارجية، سعيد خطيب زادة، في مؤتمر صحفي: "ردود أمريكا عبر إنريكي مورا، لا تلبي الحد الأدنى من مطالبنا، ولا يمكن لواشنطن أن تحتفظ بجزء من عقوبات (إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب) في أي اتفاق نووي جديد".
وشدد خطيب زادة على أنه "لن يكون هناك اتفاق في فيينا ما لم يتم الاتفاق على كافة القضايا العالقة"، مضيفا: "إنريكي مورا، لا يزال ينقل الرسائل غير الرسمية بيننا وبين الأمريكيين حول مفاوضات فيينا".
وبين أن "إدراة (الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن) تتبع سياسة المماطلة فيما يخص الوصول إلى اتفاق جديد، ولكن لا تزال هناك فرصة، والأجواء لا تزال مناسبة للتوصل لاتفاق".
خلاف أمريكي داخلي
اعتبر المحلل السياسي الإيراني صادق الموسوي، أن المفاوضات النووية في فيينا انتهت المداولات فيها، وأن المشكلة الآن عند فريق بايدن والسبب أن المشكلة في الولايات المتحدة الأمريكية مرتبطة بجماعة ترامب الذين يحاولون وضع العراقيل في وجه بايدن.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فإن ترامب يحاول بكل السبل عرقلة بايدن وتجييش الرأي العام الأمريكي من أجل إفشال مساعيه في التوصل لاتفاق نووي، حيث يريد ترامب أن يمنع أي انتصار لبايدن في مسيرته الرئاسية بعهده الأول.
وتابع: "المعركة الآن داخلية في خضم المنافسات الرئاسية الأمريكية، وليس هناك أزمة في رفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة العقوبات الأمريكية، بل المشكلة في الرأي العام الأمريكي الذي عملت السلطات الأمريكية المتعاقبة على شيطنة إيران أمامه".
وأكد أن الإيرانيين ليس لديهم مشكلة في الاتفاق، حيث أنجزوا المطلوب، وأمريكا تريد إنجاز الاتفاق لكن هناك مشكلة في الداخل من خلال الجمهوريين سواء في مجلس الشيوخ أو النواب، أو من جانب ترامب في حملاته ضد بايدن من أجل إفشاله في إدارة البلاد.
تعقيد أمريكي
ويؤكد عماد ابشناس، المحلل السياسي الإيراني، أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من تعقد المفاوضات، ففي كل مرة يصل المجتمعون في فيينا إلى نتيجة ما، تخرج الولايات المتحدة بعقدة جديدة تعقد فيها المفاوضات وتؤخر الوصول إلى نتيجة.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فإنه خلال الشهر الماضي فقط، تراجعت الولايات المتحدة عن مواضيع تم الاتفاق عليها مسبقا بين المتفاوضين مثل موضوع الضمانات التي أخلت الولايات المتحدة بها وأدى الموضوع إلى اعتراض الصين وروسيا، وحاولت الولايات المتحدة عبر وسائل إعلامها رمي الكرة في ملعب روسيا في حين أنها كانت عمليا من عرقل كل شيء.
وتابع: "تارة أخرى وبعد حل الخلافات على موضوع الضمانات تتراجع الولايات المتحدة عن موضوع رفع الحرس الثوري من لائحة الإرهاب، وهذا ما كان متفقا عليه قبل بدء مفاوضات فيينا وكشرط مسبق لقبول إيران المشاركة في هذه المفاوضات".
وأكد: "حتى لو تم حل هذا الموضوع، فنتوقع أن نرى الولايات المتحدة تخرج بحجج واهية أخرى، خاصة وأنها تريد الاستفادة من الحرب في أوكرانيا بأكثر حد ممكن عبر إلزام الأوروبيين شراء الطاقة والسلاح من أمريكا، وإذا تم التوقيع على الاتفاق وحل الخلاف بين روسيا وأوكرانيا سوف تكون الولايات المتحدة الخاسر الأكبر في اللعبة".
وأعلنت وسائل إعلام إيرانية، الأربعاء الماضي، عن اتفاق للإفراج عن جزء كبير من الأموال الإيرانية المجمدة. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، عن مصدر مطلع قوله، إنه "سيتم الإفراج عن جزء كبير من الأصول الإيرانية المجمدة بعد التوصل الی اتفاق جدید".
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الأربعاء الماضي، التوصل إلى اتفاق بشأن الإفراج عن مطالب مالية إيرانية مودعة لدى أحد البنوك الأجنبية.
وأكد عبد اللهيان أن وفدا لأحد الدول تواجد في طهران، لمتابعة المراحل التنفيذية الخاصة بالإفراج عن مطالب إيران المالية، حيث أجرى الوفد مباحثات مع كبار المسؤولين في البنك المركزي والشؤون الاقتصادية ووزارة الخارجية الإيرانية.
وأوضح عبد اللهيان أنه تم التوصل إلى اتفاق مبدئي حول تاريخ وطريقة الإفراج عن الأموال الإيرانية.
9 محطات في البرنامج النووي الإيراني
© Sputnik