وقالت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الثلاثاء، إن وزير الخارجية وانغ يي ونظيره في جزر سليمان جيريمايا مانيلي وقعا الاتفاق "في الأيام الأخيرة"، الأمر الذي أثار مخاوف لدى بلدان غربية على رأسها أمريكا وأستراليا، بحسب تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز".
للتوقيت دلالة كبيرة أيضا، حيث جاء هذا الإعلان بعد ساعات فقط من تأكيد البيت الأبيض أن كورت كامبل، كبير مسؤوليه الآسيويين، ودانييل كريتنبرينك، مساعد وزير الخارجية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ، سيزوران جزر سليمان هذا الأسبوع.
تأتي الزيارة في أعقاب مخاوف أعربت عنها واشنطن، وكذلك وأستراليا ونيوزيلندا، وهما دولتان تتعاونان تقليديا مع بلدان جنوب المحيط الهادئ، بشأن التحركات الصينية لتكثيف وجودها العسكري في المنطقة.
زعمت بكين أن الاتفاق الأمني لا يحتوي بنودا عسكرية، لكن وفقا لمسودة وثيقة سربها سياسيون معارضون في جزر سليمان الشهر الماضي، فإن الاتفاقية قد تسمح للصين بإرسال الشرطة والقوات شبه العسكرية والجنود إلى البلاد وتوقف السفن البحرية في موانئها لإعادة الإمداد ونقل الطواقم، بحسب الصحيفة.
وقال مسؤولون أمريكيون إن الاتفاق يترك الباب مفتوحا على ما يبدو للصين لإرسال قوات عسكرية إلى الجزر، وأعربوا عن قلقهم من أن عمليات الانتشار هذه قد تزيد التوتر إذا تم تنفيذها بطريقة غير شفافة.
من غير الواضح ما إذا كان قد تم إجراء أي تغييرات على نص الاتفاقية النهائي قبل توقيعها، حيث لم تنشر الصين ولا جزر سليمان الشكل النهائي للاتفاق الموقع.
دولة جزر سليمان المكونة من 6 جزر رئيسية ومئات الجزر الصغيرة جنوبي المحيط الهادئ ويقطنها نحو 700 ألف، أبرمت اتفاقا أمنيا مع أستراليا منذ عام 2003 عندما بدأت كانبيرا مهمة سلام لمدة 14 عاما ردا على أعمال الشغب العرقية التي انتهت في عام 2017.
عندما اندلعت اضطرابات جديدة في العاصمة هونيارا أواخر العام الماضي، أرسلت أستراليا ونيوزيلندا وبابوا غينيا الجديدة قوات لدعم الشرطة المحلية بناء على طلب جزر سليمان، لكن بعد فترة وجيزة، أرسلت الصين الشرطة لتدريب قوات مكافحة الشغب المحلية لأول مرة.
هذه المهمة والاتفاقية الأمنية الجديدة هي جزء من حملة صينية أوسع لتكثيف العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية مع دول جنوب المحيط الهادئ التي رغم صغر حجمها وفقرها، تسيطر على مناطق شاسعة من المحيط.
في عام 2019، أقامت بكين علاقات دبلوماسية مع جزر سليمان ومع كيريباتي، وكلاهما اعترف سابقا بتايوان. تعتبر المنطقة، منطقة إستراتيجية للغاية منذ ما قبل الحرب العالمية الثانية.
تخشى واشنطن أن الحصول على موطئ قدم في بعض أراضيها يمكن أن يسمح للصين بالتجسس على القوات الأمريكية المتمركزة في هاواي وغوام، وقد يسمح البعض الآخر للقوات الصينية بالاقتراب من خطوط الاتصال البحرية المهمة التي تربط أستراليا بالولايات المتحدة.
قالت أستراليا، اليوم الثلاثاء، إنها "تشعر بخيبة أمل شديدة" من الاتفاق الأمني، بما في ذلك "الافتقار إلى الشفافية" و"إمكانية تقويض الاستقرار" في المنطقة.
ومع ذلك، رحبت كانبيرا في بيان لها أيضا بما وصفته بأنه التزام من جيريمايا مانيلي بأن جزر سليمان "لن تستخدم أبدا كقواعد عسكرية أو مؤسسات عسكرية أخرى لقوى أجنبية".
من جانبه قال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة قلقة بشأن الافتقار إلى الشفافية في الاتفاقية الأمنية الصينية مع جزر سليمان، ووصفها بأنها جزء من نمط تقديم بكين صفقات "غامضة" للدول.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض في بيان، إن المسؤولين الأمريكيين سيثيرون القضية مع جزر سليمان في زيارة مقررة هذا الأسبوع، حسبما نقلت وكالة "رويترز".
وأضاف المسؤول: "نشعر بالقلق إزاء الافتقار إلى الشفافية والطبيعة غير المحددة لهذه الاتفاقية، والتي تتبع نمطا من الصين تقدم صفقات غامضة وغامضة مع القليل من المشاورات الإقليمية في الصيد وإدارة الموارد والمساعدة الإنمائية والآن الممارسات الأمنية".