جاء ذلك وفق ما أفاد به تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) نشرته، اليوم الأربعاء، وفق وكالة رويترز.
وأرجع التقرير تزايد نسبة الوفيات بين النساء الحوامل في لبنان إلى الأزمة الاقتصادية التي دفعت الآلاف من الأطباء والقابلات إلى الفرار من البلاد.
كما ألقت الأزمة بظلالها على صحة الأطفال خاصة بين اللاجئين السوريين الذين فروا إلى لبنان عبر الحدود.
واستقبل لبنان منذ عام 2011 نحو 1.5 مليون لاجئ سوري يمثلون نحو ربع سكانه بحسب تقديرات رسمية.
وبحسب تقرير اليونيسيف فإن "ثلث الأطفال لم تكن لديهم القدرة على الحصول على الرعاية الصحية حتى أكتوبر/ تشرين الأول 2021".
كذلك "زاد عدد الأطفال الذين يموتون خلال الأسابيع الأربعة الأولى من الولادة بدرجة كبيرة بين اللاجئين في أربعة أقاليم جرى تقييمها من 65 وفاة لحديثي الولادة في الربع الأول من 2020 إلى 137 وفاة في الربع الثالث".
وتلخص إيتي هيجنز ممثلة اليونيسيف في لبنان الوضع، بقولها: "تتكرر عدم قدرة الآباء والأسر على الوصول للرعاية الصحية الأساسية لأطفالهم في حين يجاهد العديد من العاملين المخلصين في مجال الرعاية الصحية للإبقاء على العمل جاريا في ظل الأزمة".
وغادر نحو 40% من الأطباء المختصين في النساء والأطفال و30% من القابلات لبنان خلال السنوات الأخيرة الماضية، الأمر الذي قاد إلى تراجع نوعية هذه الخدمات، وفق تقرير المنظمة.
وكان لبنان الذي اعتبر في السابق، مركزا للرعاية الصحية في المنطقة قد حقق نجاحا كبيرا في الحد من وفيات الحوامل قبل أن تتزايد الأرقام مجددا في الفترة من 2019 إلى 2021 من 13.7 إلى 37 وفاة من كل ألف ولادة، بحسب التقرير.
وقاد ارتفاع تكاليف النقل والخدمات بسبب انهيار قيمة العملة ورفع أغلب الدعم عن الوقود والأدوية في لبنان إلى جعل الرعاية الصحية ليست في مقدور الكثيرين، بحسب اليونيسيف.