ما هي قدرات تنظيم القاعدة في اليمن...وكيف يتم استغلاله في الصراع

طرح الظهور الأخير لتنظيم القاعدة في اليمن والبيان الذي أصدره بعد تشكيل المجلس الرئاسي، العديد من علامات الاستفهام حول حقيقة وجود التنظيم وقدراته والدور الذي يقوم به.
Sputnik
يرى مراقبون أن هناك نوعا من التضليل المعلوماتي الذي يهدف إلى خلط الأوراق، حيث يتم تصدير القاعدة في الواجهة وتقوم بعض الجماعات والميليشيات والأحزاب بتنفيذ ما تريد تحت هذا الغطاء، لأن الواقع يقر بوجود التنظيم في الجنوب، لكن بقدرات ضعيفة جدا وربما تكون معدومة، لذا فالسؤال هنا..هل هناك تنظيمات قاعدية أخرى لا تنتمي للتنظيم الأم؟.
بداية يقول رئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية، عبد الكريم سالم السعدي، منذ سنوات وأنا لي وجهة نظر خاصة فيما يتعلق بتواجد وانتشار تنظيم القاعدة، وقلت إن التنظيم الحقيقي للقاعدة نشاطه خامل في اليمن، وكانت آخر نشاطاته في العام 1994، هذا في وقت حكم الراحل علي عبد الله صالح.
وزير الخارجية السعودي: نؤكد دعمنا الكامل للمجلس الرئاسي اليمني
قاعدة لكل فصيل
وأضاف في حديثه لوكالة "سبوتنيك"، ما حدث بعد حرب العام 1994 كان عبارة عن فرق مسلحة سرية خارج سياق مؤسسات الدولة، تم تأسيسها عن طريق الأطراف المتصارعة، وأصبح لكل طرف قاعدة يقوم بتحريكها شمالا وجنوبا وقتما يريد.
وحول تهديدات التنظيم والبيان الأخير الذي أصدره بعد تشكيل المجلس الرئاسي الانتقالي يرى السعدي، أن أي فعل يقوم على أساس إرضاء طرف على حساب الآخر أو الدفع بطرف على حساب طرف ستكون لها تداعيات سلبية، فأي اتفاقات لا تراعي كل الأطراف وكل القضايا والأمور الشائكة وتعمل على حلها، مثل هذه الأمور تولد حالة من الصراع وعدم الاستقرار، وعلى كل حال هى صراعات بين أطراف سياسية محتدمة تحت مسميات مختلفة، لأننا لم نشهد فعل سياسي حقيقي يتناول القضايا اليمنية سواء شمالا أم جنوبا بشكل موضوعي وعادل ومتزن وحيادي، وطالما لا توجد تلك المعاني في الإقليم أو في الداخل أو الخارج، هنا ستكون البلاد عرضة لسطوة المعارك الجانبية التي يتم إدارتها سواء عبر الإقليم أو الأدوات الداخلية.
وتابع السعدي، نظرا للوضع السائد في البلاد، فليس غريبا أن نتوقع أن يكون هناك فشل لأي خطوة أو موضوع، طالما ابتعد هذا الفعل عن الحيادية والموضوعية ولم يلتزم بالواقع كما هو لا كما يريد تصويره الطرف القائم على هذا الفعل أو ذاك.
بعد مقتل زعيم "القاعدة" في مأرب... من يدعم التنظيم في اليمن
صناعة يمنية
وتمنى رئيس تجمع القوى المدنية أن يشهد خلال المرحلة القادمة، فعلا يستحضر القضايا وليس الشخوص ويضع لها الحلول، نحن لا نزال حتى الآن نستحضر الشخوص، وهؤلاء ليسوا صناعة يمنية خالصة رغم انتمائهم للشمال والجنوب اليمني، لكن ولائهم للإقليم ومعاركه وليس لليمن، وحتى هذه اللحظة لم يثبتوا ولاءهم لليمن.
وقال السعدي، عندما نريد التغيير علينا أن نتبع المعايير التي يمكن أن تؤدي نتائجها إلى تغيير حقيقي، ومن غير المقبول تكرار الأخطاء وإعادة نفس الوجوه لكن برتوش مختلفة لمجرد انتمائها لطرف هنا أو هناك، مع استمرار تلك الطريقة سوف نظل ندور في دائرة مفرغة لن نستطيع الخروج منها، وسوف تظل قضايانا الوطنية وخلافاتنا بلا حلول، ولا زلنا نقوم بترحيل قضايانا ونراهن على المجهول وأوضاع لا ترتبط باليمن أومشاكله.
أذرع سياسية
من جانبه، يقول الباحث السياسي، الدكتور عبد الستار الشميري، إن البيان والظهور الأخير لتنظيم القاعدة، يؤكد بشكل قطعي أن القاعدة في اليمن هي "قواعد" وليست قاعدة واحدة، حيث أن هناك أجنحة من التنظيم تتبع أطرافا سياسية، وبعضها يتبع أطرافا أو جماعات دينية.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، بعض القيادات القاعدية لها ارتباط بنائب الرئيس السابق "علي محسن الأحمر"، وقد خرج علي محسن من اللعبة السياسية بعد تشكيل المجلس الرئاسي، ولا شك أنه الآن يحرك أدواته القوية للعبث بالجنوب وهي أدوات تمتد لأكثر من 40 عاما، كما أن جناح من "الإخوان المسلمين" غير راض عن الاتفاق الأخير الذي حدث في الرياض، وما ترتب عليه من انتقال السلطة، هناك تشابكات سياسية تمتد من جماعات دينية إلى أحزاب سياسية إلى القاعدة و"داعش" (تنظيمان إرهابييان محظوران في روسيا)، وكل تلك الجماعات تاريخها طويل في اليمن، وأعتقد أنها سوف تتحرك في هذا الوقت بشكل ما.
فرار 10 معتقلين ينتمون إلى تنظيم القاعدة من سجن في محافظة حضرموت باليمن
جماعة للإيجار
وتابع الشميري، كما أن الحوثيين "أنصار الله"، يستفيدون من بعض أجنحة القاعدة واستطاعوا استثمارها، إذاً القاعدة أشبه بجماعة للإيجار تستفيد منها جماعات دينية وأحزاب سياسية في اليمن وشخصيات سابقة ونافذة بلا شك، والتحرك والظهور الأخير للتنظيم يأتي في هذا الاتجاه.
وأشار الباحث اليمني إلى أن هناك فصيل واحد لقاعدة بن لادن من بين 5 فصائل، أي أن 4 فصائل هي قاعدة لا تنتمي للقاعدة الأصلية، وفصيل القاعدة الأصلي موجود، لكن ربما هو أضعف أنواع القاعدة في اليمن، والباقي أصبح تابعا لجماعات دينية أو أطراف خارجية.
كان تنظيم القاعدة في اليمن قد أصدر بيانًا مطولا هاجم فيه الأطراف السياسية اليمنية والدول الخليجية التي رعت الاتفاق الذي تأسس بموجبه المجلس الرئاسي في البلاد.
وادعى التنظيم في البيان الذي اطلعت عليه "سبوتنيك"، أن الاتفاق لم يضف جديدا للمشهد السياسي، وإنما هو إعادة إنتاج لنفس النخب السياسية القديمة، لافتا إلى أن الاتفاق يلمح إلى إمكانية التوصل لحل سياسي مع جماعة الحوثي في اليمن، وزعم التنظيم أنه سيواصل العمل وفق مشروعه الخاص، منتقدا السعي لحل الصراع في اليمن بصورة سياسية، ووصف السعي للحل السياسي في اليمن أو التواصل مع جماعة الحوثي بـ"الخيانة".
ويشهد اليمن منذ نحو 7 أعوام معارك عنيفة بين "أنصار الله" وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دوليا مدعوما بتحالف عسكري عربي، تقوده السعودية من جهة أخرى لاستعادة مناطق شاسعة سيطرت عليها الجماعة بينها العاصمة صنعاء وسط البلاد أواخر 2014.
وأودى الصراع الدائر في اليمن منذ اندلاعه بحياة 377 ألف شخص، 40 % منهم سقطوا بشكل مباشر، حسب تقرير للأمم المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
مناقشة