بحسب المسؤول وخبراء في مجال الطاقة، فإن العديد من المسؤولين في الحكومات المتعاقبة، وكذلك قادة المليشيات تورطوا في عمليات تهريب النفط، خاصة في ظل الفوضى وعدم السيطرة الكاملة على حقول النفط أو المؤسسات الليبية.
موانىء تهريب النفط
وبحسب الدكتور عبد الجليل معيوف، مستشار الطاقة والنفط بالحكومة الليبية السابقة، إن العديد من الموانئ الليبية الواقعة غرب ليبيا يتم تهريب النفط منها.
وأضاف معيوف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن مصفاة الزاوية وميناءها وكذلك ميناء صبراتة وزوارة على حدود تونس، يهرب منها النفط منذ سنوات.
وبحسب المسؤول الليبي السابق، فإن بعض الكتائب والمليشيات الموجودة هناك ومنها ما يسمى بـ"كتيبة النصر"، تتولى عمليات التهريب، وأن هذه المليشيات على علاقة بشخصيات في الحكومة والمؤسسة الوطنية للنفط، حسب حديثه.
مافيا إيطالية
يشير المسؤول السابق إلى أن هذه المليشيات لديها علاقات مع "المافيا" في إيطاليا ومالطا، والتي تقوم بعمليات التنسيق للتخزين والنقل عن طريق البحر منذ 2012 حتى اليوم.
مقتل الصحفية المالطية
وأشار إلى أن الصحفية المالطية، دافني كروانا غاليتزيا، التي قتلت في العام 2017 ، مرتبط بمافيا تهريب النفط، حيث أنها كانت تعمل على كشف شخصيات وازنة متورطة في عمليات تهريب النفط من ليبيا عبر مالطا، ومشاركة المافيا الإيطالية في عمليات التهريب.
وأشار إلى تورط العديد من المسؤولين في الحكومة السابقة والحكومة الحالية، إلى جانب العديد من المليشيات.
أوامر قبض
في فبراير/ شباط 2019 أصدر مكتب النائب العام الليبي بالعاصمة طرابلس، أوامر بالقبض على 103 أشخاص من مدن الغرب الليبي، بتهمة الاتجار بالنفط الليبي بطريقة غير شرعية.
وضمّت القائمة أصحاب بعض محطات توزيع الوقود التابعة للدولة بمناطق الزنتان والجميل وغريان والأصابعة ورقدالين وزوارة والجميل والعجيلات ورقدالين وبني وليد ونالوت ومدن أخرى.
من يقف وراء عمليات التهريب؟
في الإطار قال المهندس عيسى رشوان، خبير الطاقة والنفط، إن الموانئ التي يهرب منها النفط تشمل" السدرة والبريقة، والزويتينة"، كما يتم التهريب من الموانىء التي لا يوجد بها عداد قياس رئيسي ( MAIN METER BANK) ووحدة معايرة مرافقة له (PROF METER OIL GAS).
يتفق المهندس عيسى رشوان حول تورط العديد من المسؤولين في المؤسسة أو الحكومات، وأنهم يتعاونون مع العديد من المهربين الدوليين، حيث تتم عمليات التهريب عبر البحر المتوسط إلى أوروبا.
وأشار إلى أن رئيس خفر السواحل عبد الرحمن البيدجا أكد في مقابلة تلفزيونية سابقة، تورط المؤسسة الوطنية للنفط.
ولفت إلى أن جميع الأدلة والإثباتات لدى مكتب النائب العام الليبي، وأن هناك العديد من الشخصيات المتورطة في عمليات التهريب.
تقرير أممي
كشف تقرير أممي عن عملية نهب منظم تحدث للبترول الليبي، في ظل حالة الفوضى التي تعيشها ليبيا منذ عام 2011.
وقال التقرير الذي أعده فريق الخبراء التابع لمنظمة الأمم المتحدة، والذي تم رفعه إلى مجلس الأمن إن النفط الليبي يتعرض لـ"تلاعب ونهب منظم"، حسب موقع قناة "218".
وأضاف التقرير أن النفط يتعرض لعدد من عمليات التهريب التي توزعت بين البر والبحر.
ورسم التقرير الأممي "مسارا تشاؤميا" حول عمليات مكافحة تهريب الوقود "عصابات التهريب نوعت في أساليب تهريبها، وأصبحت تسلك طرقا جديدة، وهو ما يعني أن سائر عمليات مكافحة التهريب، قد جرى التحايل عليها".
ورصد التقرير المخاطر التي تشكلها المؤسسة الوطنية للنفط على النفط الليبي، بعد "رصد 6 محاولات بيع غير شرعية للنفط"، إضافة إلى تخفيض برميل النفط 5 دولارات أقل من السعر الذي تحدده المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس.