دونباس. الإبادة الجماعية. 2014-2022

فظائع المتطرفين الأوكرانيين: قتل الأبرياء والجرائم السادية

شهدت أوكرانيا في عام 2015 انطلاق فضيحة "تورنادو".
Sputnik
وأطلقت هذه التسمية على إحدى كتائب المتطرفين الأوكرانيين الذين ارتكبوا العديد من الجرائم الفظيعة بحق السكان في أوكرانيا.
وتحيط السلطات الأوكرانية كتائب المتطرفين برعايتها، عادة، ولكن جرائم "تورنادو" كانت فظيعة إلى درجة رأت معها السلطات الأمنية ضرورة فتح التحقيق الجنائي فيها.
وأظهر التحقيق أن عناصر "تورنادو" عذبوا وقتلوا مواطنين آمنين وارتكبوا الجرائم السادية ضد النساء والرجال والقاصرين.
عناصر في القوات المسلحة الأوكرانية من الكتيبة القومية المتطرفة "تورنادو" في قفص الاتهام بالمحكمة
متى نشأت كتيبة "تورنادو" ومن هم عناصرها؟
قامت وزارة الداخلية الأوكرانية بتشكيل كتيبة "تورنادو" من عناصر كتيبة أخرى حملت اسم "شاختيورسك" تم حلها بسبب أعمالها الهمجية ضد مدنيين، في سبتمبر/ أيلول 2014.
ومن أعمال كتيبة "شاختيورسك" التي كان يجب أن تساهم في جهود استعادة السيطرة على منطقة دونباس التي رفض سكانها الرضوخ للسلطة الأوكرانية الجديدة التي تشكلت عقب وقوع الانقلاب في العاصمة كييف في عام 2014، اختطاف مجموعة من سكان مدينة ماريينكا واستخدامهم كدرع بشري في الصراع مع ثوار دونباس الذين نعتتهم السلطة الأوكرانية بالانفصاليين أو الإرهابيين.
دانييل لياشوك (الملقب بـ "المجاهد") من الكتيبة لقومية المتطرفة "تورنادو" في قرية لوغانسكايا.
التهم الموجهة لـ"تورنادو"
ولم ينل العناصر الإجرامية في كتيبة "شاختيورسك" أي جزاء، بل واصلوا أعمالهم الهمجية في صفوف كتيبة "تورنادو" التي توجهت إلى مقاطعة لوغانسك في مهمة "حماية المدنيين والدفاع عنهم".
في الحقيقة فإنهم لم يدافعوا عن أحد، بل أقبلوا على مهاجمة الناس للاستيلاء على ممتلكاتهم. ثم امتدت "حمايتهم" إلى قطع الطرق خلف ستار "مكافحة التهريب والفساد والتجارة غير الشرعية للأسلحة".
ومع تفشي أعمالهم "الدفاعية" اضطرت السلطات إلى حل كتيبة "تورنادو" واعتقال قائدها، روسلان أونيشينكو، وسبعة عناصر أخرى في 17/06/2015.
ومن التهم الموجهة للمعتقلين تعذيب الناس وإجبارهم على الانتحار وارتكاب الجرائم الجنسية السادية ضد محتجزين آخرين.
تم قبول رسلان أونيشينكو المدان سابقًا في خدمة وزارة الشؤون الداخلية الأوكرانية.
شهادات الشهود والضحايا
وكشف شهود خلال جلسات المحاكمة أن عناصر "تورنادو" واظبوا على خطف رجال وانكبوا على تعذيب المحتجزين بعد خلع ملابسهم. وتناول المعذِبون المخدرات خلال جلسات تعذيب ضحاياهم. وأجبروا المحتجزين على ارتكاب الجرائم السادية ضد بعضهم البعض.
1 / 2
أحد الناجين من الكتيبة القومية المتطرفة "تورنادو" يظهر آثار تعذيبه بموقد اللحام.
2 / 2
أحد الناجين من الكتيبة القومية المتطرفة "تورنادو" يظهر آثار تعذيبه بموقد اللحام.
وهدد عناصر "تورنادو" بقتل مَن يرفض تنفيذ أوامرهم التي شملت "ممارسة الجنس" أمام عدسة الهاتف المحمول. وكان يجب أن يخلع الضحايا ملابسهم لينفذوا أوامر معذبيهم عراة.
وكشف أحد الضحايا الذي أدلى بشهادته أمام المحكمة كشاهد عيان أن عناصر الشرطة (هم عناصر كتيبة "تورنادو") أجبروه هو ومعتقل آخر على ممارسة الجنس السادي ضد محتجز ثالث.
الاعتداء على الأبرياء
ورفض غالبية الضحايا أن يتم تدوين شهاداتهم بسبب الخوف على سلامتهم وحياتهم.
ووفق تقرير مجموعة خاركوف لحقوق الإنسان فإن جميع سكان بلدة ستانيتسا لوغانسكايا تقريبا تعرضوا إلى تعذيب من جانب عناصر كتيبة "تورنادو" ومنهم المتقاعد إم. الذي أوقفه عناصر كتيبة "تورنادو" في العاشر من فبراير/ شباط 2015، وخلعوا ملابسه وفتشوه، وضربوها بعدما لم يعثروا على شيء. ثم استمروا في الاعتداء عليه بالضرب خلال أيام طويلة.
وأقدم عناصر "تورنادو" على تعذيب الموقوفين في قبو إحدى المدارس بمدينة ليسيتشانسك، حيث ارتكبوا جرائم الاغتصاب ضد الموقوفين وبينهم قاصرون.
وكشفت المتطوعة ليليا أوكراينسكايا التي قامت بإحضار الطعام إلى عناصر "تورنادو" أنهم اختطفوا فتاة واستمروا في اغتصابها خلال 10 أيام حتى الموت.
وذكرت صحيفة "نوفايا غازيتا" نقلا عن عناصر في كتيبة "تورنادو" أنهم قاموا بتوقيف الأبرياء ليعذبوهم أو يقتلوهم أو يجبروهم على القيام بأعمال صعبة.
المحاكمة
تصرف عناصر كتيبة "تورنادو" الذين أحيلوا إلى المحاكمة على نحو وقح. ولعل السبب هو أنهم انتظروا تبرئتهم. وحاولوا أكثر من مرة إحباط المحاكمة من خلال رمي القضاة والحضور ببولهم أو برازهم.
وتبين خلال جلسات المحاكمة أن كتيبة "تورنادو" انتسب إليها بشكل غير رسمي مجرمون. وكان هناك من قرروا الفرار من الكتيبة. وتم ضبط محاولات الفرار في أحيان كثيرة ليتعرض "الفارون" إلى تعذيب يدوم خلال أسابيع.
وبين عناصر كتيبة "تورنادو" مَن تميز بالقسوة البالغة مثل دانييل لياشوك الملقب بـ "المجاهد"، وهو من أنصار تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي شارك في اختطاف أشخاص من أجل الاستيلاء على ممتلكاتهم كما شارك في اغتصاب موقوفين.
القومي المتطرف الأوكراني دانييل لياشوك، الملقب بـ "المجاهد"، موظف في وزارة الداخلية الأوكرانية
العقوبة
وحكمت المحكمة على "المجاهد" بالسجن لمدة 10 أعوام بينما حكمت على قائد كتيبة "تورنادو"، أونيشينكو، بالسجن لمدة 11 عاما.
وحُكم على المدانين الآخرين بالسجن لمدد تتراوح بين 5 و9 أعوام في حين تمت تبرئة ثلاثة عناصر.
الإفراج عن "تورنادو"
وأبلغ أندريه سينيوك، أحد قادة النيابة العامة الأوكرانية، الصحفيين في فبرير/شباط 2022 أنه بُدئ بالإفراج عن السجناء ذوي الخبرة القتالية.
ثم أعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي قراره بإخلاء سبيل أوكرانيين من ذوي الخبرة القتالية من المحكوم عليهم بالسجن لكي يعودوا إلى جبهة القتال.
ومن المفرج عنهم القائد السابق لكتيبة "تورنادو"، أونيشينكو، الذي قام بتشكيل كتيبة جديدة من المتطرفين.
ولم يذهب المفرج عنهم إلى جبهة القتال. فمثلا، ترابط الكتيبة التي قام أونيشينكو بتشكيلها، قرب العاصمة الأوكرانية كييف.
وقد أخلي سبيل "المجاهد" في صيف 2021 وفقا للنائب الأوكراني السابق إيغور موسيتشوك. ويقول لياشوك أثناء ظهوره في مقاطع الفيديو إنه يقاتل في صفوف الجيش الأوكراني.
اقرأ وشاهد المزيد على المشروع الخاص بوكالة "سبوتنيك" - دونباس. الإبادة الجماعية. 2014-2022
مناقشة