مسلحون موالون للجيش الأمريكي يواصلون حصارهم مدينتين شرقي سوريا للأسبوع الثاني

أتم الحصار المفروض من قبل المسلحين الموالين للجيش الأمريكي، على مناطق سيطرة الدولة السورية في مدينتي الحسكة والقامشلي شرقي سوريا، أسبوعه الثاني على التوالي مع ازدياد الأوضاع المعيشية للسكان صعوبة، بالتزامن مع اتصالات روسية لحل المشكلة.
Sputnik
وقالت مصادر محلية بمحافظة الحسكة لمراسل "سبوتنيك" شرقي سوريا إن الأوضاع الإنسانية والمعيشية لسكان مدينتي الحسكة والقامشلي شرقي سوريا، ازدادت سوءاً مع دخول حصار "قسد" الموالي للجيش الأمريكي لليوم 15 على التوالي مع منع دخول مستلزمات المعيشة للأهالي من مواد غذائية وخبز ومحروقات مع استمرار توقف المخابز العامة والأفران الخاصة.
وتابعت المصادر أن تنظيم"قسد" مستمر بمنع دخول المواد الأساسية إلى الأهالي من غذاء وخضار ومواد تموينية مع فقدان العديد من المواد في الأسواق إضافة إلى منع دخول الأدوية الخاصة بعمل المراكز الصحية والصيدليات كما تمنع دخول مادة الطحين المخصصة للمخابز العامة والأفران الخاصة في أحياء وسط مدينة الحسكة والقامشلي.
وذلك بالتزامن مع انقطاع الكهرباء عن أجزاء كبيرة من أحياء وسط مدينة الحسكة جراء منع دخول المحروقات (المازوت) لتشغيل المولدات الخاصة (الأمبيرات) والتي يعتمد عليها السكان في تأمين الكهرباء بحسب المصادر.
حصار مستمر
وقال رئيس مجلس مدينة الحسكة الحكومي المهندس عدنان خاجو في تصريح لــ"سبوتنيك" إن تنظيم "قسد" مستمر بإغلاق جميع الطرق والمنافذ التي تربط مناطق سيطرتها مع سيطرة الدولة السورية في أحياء وسط مدينة الحسكة، لليوم الخامس عشر على التوالي، باستثناء منفذ واحد فقط هو(حاجز الكراج) وذلك للسماح للمدنيين والسيارات للعبور فقط.
وتابع خاجو أن مخبز الحسكة الأول الآلي الحكومي ومخبزي شتو والسوري الخاصين ضمن أحياء وسط مدينة الحسكة متوقفة عن العمل بشكل نهائي، بسبب منع "قسد" دخول مادة الطحين المخصصة لها والتي تصل يوميا إلى أكثر من 40 طن، ما زاد من معاناة المدنيين بالحصول على الخبز المدعوم واعتمادهم على الخبز السياحي الذي يدخل بطريقة التهريب إليهم.
وأوضح رئيس مجلس مدينة الحسكة أن "قسد" تمنع أيضا دخول مادة المازوت المخصص لعمل الموالدات الخاصة (الأمبيرات) التي يعتمد عليها سكان الأحياء بتأمين الكهرباء في ظل انقطاع التيار الكهربائي والذي يصل إلى 22 ساعة يومياً، حيث بدء الظلام يغطي أحياء وسط مدينة الحسكة مع توقف عدد كبير من الآليات الحكومية المخصصة للنظافة وغيرها عن العمل نتيجة فقدان مادة المازوت.
كما يضاف إليها منع مسلحي تنظيم "قسد" دخول صهاريج مياه الشرب لتعبئة الخزانات المنتشرة في الأحياء والشوارع الرئيسية والخزانات المنزلية ولا سيما التي تعاني من ضعف في ضخ المياه، بحسب خاجو.
توسع ومظاهرات
وفي مدينة القامشلي، أكدت مصادر محلية لــ "سبوتنيك" أن مسلحي"قسد" وسعوا من سيطرتهم في المدينة بعد استيلائهم على شارع ودوار القوتلي المؤدي إلى المجمع الحكومي الذي يضم السجل المدني وقصر العدل ودائرة الزراعة والخدمات الفنية والمياه، كما استولوا على شارع المركز الثقافي وتقاطع السياحي مع شارع الرئيس، مع استمرار استيلائهم على مخبز البعث الآلي الحكومي ومنع تشغيله وحرمان الأهالي من مادة الخبز.
وتابعت المصادر بأنه في ظل هذه الوضع، زادت "قسد" من حصارها على مواقع سيطرة الدولة السورية المدنية والعسكرية في مدينة القامشلي وعزلتها عن مطار القامشلي الدولي الذي يضم قاعدة عسكرية روسية.
وخرجت صباح اليوم الخميس في مدينة القامشلي مظاهرة شعبية تنديداً بانتهاكات تنظيم "قسد" رفع خلالها المتظاهرون لافتات تندد بممارساتها القمعية وبانتشار مجموعاتها المسلحة في المدينة وتضييقها على المواطنين.
وتجمع العشرات من المواطنين أمام كنيسة مار يعقوب للسريان الأرثوذكس رافعين لافتات تطالب بوقف التهجير ضد المسيحيين وإزالة الحواجز التابعة للتنظيم من أمام دور العبادة وبين الأحياء.
حيث أقدم تنظيم "قسد" على إغلاق المحال التجارية في مركز المدينة بالتزامن مع الاحتجاجات الشعبية التي خرجت رفضاً لممارساتها.
اتصالات روسية
وفي نفس السياق أكدت مصادر مطلعة لــ "سبوتنيك"أن المفاوضات التي تجريها القوات الروسية في مطار القامشلي بين ممثلين عن الدولة السورية و قوات "قسد" مستمرة ولكنها لم تثمر عن أي نتائج على أرض الواقع، نتيجة تعنت "قسد" في سقف مطالبها التي تتركز على فك الحصار كما تدعي عن حيي الشيخ مقصود والاشرافية بحلب، مع فتح طريق عسكري بين مناطق سيطرتها بريف حلب مع الحيين المذكورين.
وبينت المصادر بان الحصار المفروض جاء أصلاً بطلب أمريكي مباشر وذلك بسبب توسع قاعدة الرفض الشعبي والعشائري لتواجده في الجزيرة السورية إضافة إلى عمليات التسويات الشعبية التي قامت بها الدولة السورية في محافظتي دير الزور والرقة والتي وصل عدد الذين تم تسوية أوضاعهم إلى الآلاف من أبناء القبائل العربية.
وأقدم مسلحو تنظيم "قسد" في التاسع من الشهر الجاري على اقتحام مخبز (البعث) الآلي الحكومي في مدينة القامشلي وطردوا العمال منه بعد أيام من استيلائهم على مبنى التأمينات الاجتماعية والعمل في المدينة، مع مواصلة حصارهم على مركز مدينة الحسكة مانعين دخول المواد الأساسية اليها وحرمان المواطنين من لقمة العيش، وذلك رداً منهم على قيام القوات الحكومية السورية بمحاصرة حيي الشيخ مقصود والأشرافية الواقعين تحت سيطرتها في حلب.
مناقشة