ويمكن لهذا الاختراق العلمي، الذي وصفه أطباء الأورام السريرية بـ"المثير"، أن يحدث ثورة في مراقبة حالة المرضى، خاصة وأنه لا يزال هناك خطر من عودة المرض، على الرغم من أن السنوات الأخيرة شهدت تقدما في العلاج، وقد يعزز من فرص البقاء على قيد الحياة.
وحددت دراسة أجرتها مؤسسة "Royal Marsden NHS Foundation Trust"، ومعهد أبحاث السرطان في لندن وإمبريال كوليدج لندن، نموذجا يستخدم "التعلم الآلي"، يمكنه التنبؤ بخطر عودة السرطان، وفقا لصحيفة "ذا غارديان" البريطانية.
وفي الدراسة المنشورة في مجلة "لانسيت" الطبية، طوّر الأطباء والعلماء والباحثون نموذجا لـ"التعلم الآلي"، لتحديد ما إذا كان بإمكانه التعرف بدقة على مرضى سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة، المعرّضين لخطر التكرار بعد العلاج الإشعاعي.
و"التعلم الآلي" هو شكل من أشكال الذكاء الاصطناعي يمكّن البرنامج من توقع النتائج تلقائيًا.
ويعد "سرطان الرئة" هو السبب الرئيسي للوفاة من السرطان في جميع أنحاء العالم، ويمثل ما يزيد قليلا عن خمس (21 بالمئة) وفيات السرطان في بريطانيا، كما يشكل ما يقرب من خمسة أسداس (85 بالمئة) حالات سرطان الرئة، وعندما يتم اكتشافه مبكرا، غالبا ما يكون المرض قابلا للشفاء.
واستخدم معدو الدراسة البيانات السريرية من 657 مريضا بسرطان الرئة ذو الخلايا غير الصعيرة الذين تم علاجهم في خمسة مستشفيات في المملكة المتحدة لإمداد جهازهم الجديد، كما أضافوا في البيانات عوامل الإنذار المختلفة، لكي يتنبأ بشكل أفضل بفرصة تكرار الإصابة لدى المريض.
وشملت هذه العوامل عمر المريض، وجنسه، ومؤشر كتلة الجسم، وحالة التدخين، وشدة العلاج الإشعاعي، وخصائص الورم، ثم استخدم الباحثون نموذج الذكاء الاصطناعي لتصنيف المرضى إلى مخاطر منخفضة وعالية من التكرار، والمدة التي قد يمرون بها قبل تكرار الإصابة، والبقاء على قيد الحياة بشكل عام بعد عامين من العلاج.
من ناحيته، قال الطبيب الاستشاري في طب الجهاز التنفسي والتشخصي المبكر، الدكتور ريتشارد لي: "هذه خطوة مهمة للأمام في القدرة على استخدام الذكاء الاصطناعي لفهم أي المرضى هم الأكثر تعرضا لخطر تكرار الإصابة بالسرطان، واكتشاف هذا الانتكاس في وقت أقرب حتى تكون إعادة العلاج أكثر فعالية".