وقال المتحدث باسم سفارة المملكة العربية السعودية بأمريكا فهد ناظر إن "العلاقات تقف على أرضية صلبة وظلّت صامدة مع مرور الوقت وفي الكثير من النواحي العلاقات لها أبعاد متعددة".
وأضاف في مقابلة إذاعية "بودكاست" أجراها على إذاعة سانت لويس الأمريكية أن "هناك مكونات سياسية وعسكرية وأمنية واقتصادية للعلاقة وهناك أيضا مكون (اجتماعي) من الناس إلى الناس التي لا ينتبه له البعض أحيانا وعليه أعتقد أن العلاقة مهمة وطورت مصالح الأمن القومي والمصالح الاقتصادية بكلا الأمتين".
وتابع فهد ناظر: "لدينا نحو 35 ألف طالب سعودي يدرسون في مختلف المناطق بالولايات المتحدة، لدينا طلاب على حد علمي فعليا في كل ولاية وكلهم هنا لتلقي التعليم الرسمي وفي الوقت ذاته أعتقد أن العديد من هؤلاء الطلاب يستغلون وقتهم في أمريكا ليأخذوا معهم ما استقادوه إلى مجتمعاتهم المحلية وعليه فهم يتطوعون في دور التقاعد والمدارس والمستشفيات".
وأكد ناظر أن بلاده عملت مع أمريكا "في قتال ودحر جماعات إرهابية مثل القاعدة وداعش"، وقال: "بصراحة يبدو أن بعض الناس ينسون أن القوات السعودية والأمريكية قاتلوا جنبا إلى جنب ليس مرة واحدة بل مرتين، المرة الأولى في 1990 ضد صدام حسين ومؤخرا في 2014-2015 لطرد تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق".
ويأتي رد المتحدث باسم السفارة السعودية تعليقا على تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، مؤخرا، وأكدت فيه أن العلاقة السعودية الأمريكية "وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ عقود وباتت عند نقطة الانهيار".
ذكرت "وول ستريت جورنال" أيضا، أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان "ثار" في وجه مستشار الأمن القومي جيك سوليفان خلال اجتماع العام الماضي، عندما أثار الأخير قضية خاشقجي.
وقالت الصحيفة إن الخلاف حدث، في سبتمبر/ أيلول الماضي، عندما التقى الرجلان للمرة الأولى منذ تولي الرئيس جو بايدن منصبه.
وذكرت أنه على الرغم من أن ولي العهد أراد إبداء "نبرة هادئة" خلال لقائهما، فقد "انتهى به الأمر بالصراخ في السيد سوليفان بعد أن أثار مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في 2018".
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على النقاش قولها: "الأمير أخبر السيد سوليفان أنه لم يرغب أبدا في مناقشة الأمر مرة أخرى. كما قال ولي العهد إن الولايات المتحدة يمكن أن تنسى طلبها لزيادة إنتاج النفط".
ومؤخرا كذلك أفادت "بلومبيرغ نيوز" ووسائل إعلام أخرى بتصاعد التوترات بين الحليفين، وقالت إن الولايات المتحدة شعرت بالإحباط بسبب رفض المملكة زيادة إنتاج النفط والمساعدة في خفض أسعار الوقود العالمية في أعقاب الأزمة الأوكرانية.
تريد الحكومة السعودية من الولايات المتحدة أن تفعل المزيد لمواجهة الهجمات الصاروخية على المملكة من المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، وفقا للوكالة. كما أن الرياض قلقة أيضا من محاولات واشنطن إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران، منافستها الإقليمية الرئيسية.
قالت السفارة السعودية: "على مدار الـ77 عاما الماضية من العلاقات السعودية الأمريكية، كانت هناك خلافات كثيرة، لكن هذا لم يمنع البلدين من إيجاد طريقة للعمل معا".
أصبحت الولايات المتحدة والسعودية حليفتين منذ وقت قصير من تأسيس المملكة في أوائل الثلاثينيات، مع اكتشاف الشركات الأمريكية النفط في وقت لاحق من هذا العقد. توفر واشنطن الدعم الأمني والدفاعي للبلد.
توترت العلاقات منذ مقتل الكاتب الصحفي جمال خاشقجي على يد سعوديين في عام 2018، ما أثار غضبا دوليا، ووعد الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال حملته الانتخابية بتحويل المملكة إلى دولة "منبوذة" بسبب سجل حقوق الإنسان.
اغتيل خاشقجي، 59 عاما، كاتب عمود قديم في صحيفة "واشنطن بوست" معروف بانتقاده للمملكة السعودية، وقطعت أوصاله في القنصلية السعودية في اسطنبول في 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2018، بعد أن ذهب إلى هناك للحصول على الأوراق اللازمة لزواجه القادم.
وخلصت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بعد أكثر من شهر بقليل إلى أن الأمير محمد أمر شخصيا بقتل خاشقجي، وهو ادعاء ترفضه المملكة قطعا، وتقول إنها استنتاجات غير صحيحة عن قيادة المملكة ولا يمكن قبولها، مؤكدة استنكار السعودية لجريمة مقتل جمال خاشقجي.
بينما أكد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في وقت سابق، أنه "لم يأمر بقتل الصحفي جمال خاشقجي"، قائلا: "شعوريا هذا الأمر يؤذيني ويؤذي السعودية".
وقال ابن سلمان، في مقابلة مع مجلة "أتلانتك" الأمريكية: "أعتقد أن قوانين حقوق الإنسان لم تطبق معي في قضية مقتل خاشقجي، لأن المادة الحادية عشرة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تنص على أن أي شخص بريء حتى تثبت إدانته".
وأضاف: "أتفهم الغضب وخصوصا بين الصحفيين على مقتل خاشقجي، لكننا لدينا مشاعر وغضب أيضا. مقتل خاشقجي كان أسوأ شيء حصل لي على الإطلاق، لأنه كاد أن يخرب كل خطط الإصلاح".
وأكد ولي العهد السعودي أن المملكة عاقبت المسؤولين عن جريمة قتل خاشقجي لكن الفظائع المماثلة، مثل تفجير حفلات الزفاف في أفغانستان وتعذيب السجناء في غوانتنامو، لم يعاقب عنها أحد.