وقال مراسل "سبوتنيك" في دير الزور، أن انتفاضة أبناء القبائل العربية في المنطقة الواقعة تحت سيطرة قوات الاحتلال الأمريكي والعناصر الموالية له بريف دير الزور الغربي، اندلعت على خلفية الغضب الشعبي المتصاعد في المنطقة إثر مقتل أحد أبناء القبائل العربية برصاص مسلحين موالين للجيش الأمريكي في تنظيم "قسد"، دون معرفة الأسباب.
ومع تصاعد حدة الاشتباكات في المنطقة، سيطر أبناء القبائل العربية على حاجز للمسلحين في بلدة "حاوي الحصان" وعلى حاجز "البريد" في بلدة "محيميدة" بريف دير الزور الغربي.
وأكدت مصادر محلية لمراسل "سبوتنيك" بدير الزور، أن أبناء المنطقة خرجوا بمظاهرات مناهضة لمسلحي تنظيم "قسد" الموالين لقوات الاحتلال الأمريكي، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن مقتل الشاب ياسر العيسى.
وأضافت المصادر، أن المظاهرات التي ترافقت مع قطع الطرقات وإحراق الإطارات، نخللها السيطرة على حاجزين وطرد مسلحي تنظيم "قسد" من المنطقة، كما هدد أبناء العشائر العربية بالاستمرار في قطع الطرقات والقيام بالمزيد من أعمال المقاومة ضد قوات الاحتلال الأمريكي ومسلحي "قسد"، في حال لم تكن هناك استجابة لمطالبهم تتكلل بمحاسبة المسؤول عن مقتل الشاب.
كما أكدت المصادر، أن أبناء العشائر العربية حشدوا مقاتليهم في بلدتي "الحصان" و"محيمدة" تحسبا لأي عمل عسكري انتقامي تقوم به قوات الاحتلال الأمريكي والمسلحين المواليين لها.
ولفتت المصادر إلى أن أبناء العشائر في بلدات الريف الغربي لدير الزور ماضون في عمليات التصعيد، وسيبدؤون بالقيام بأعمال عسكرية ضد عناصر القوات الأمريكية والعناصر الموالية لها خلال الفترة القادمة.
بلدتا "الحصان" و"محيمدة" اللتان تشهدان توترا متصاعدا منذ يومين، تتاخمان أكبر حقل للغاز الطبيعي في سوريا، وهو حقل "كونيكو" الذي تتخذه قوات الاحتلال الأمريكي كقاعدة عسكرية لا شرعية لها، وكان قد شهد الحقل صباح اليوم قيام القوات الأمريكية بتدريبات عسكرية بالذخيرة الحية.
ويعد "حقل كونيكو" الذي يحتله الجيش الأمريكي، أكبر حقول الغاز السورية (20 كم شمال دير الزور)، ويحوي مصنعا للغاز تم بناؤه عام 2005 بالتعاقد بين شركة الغاز السورية، وشركة "كونوكو فيليبس" الأمريكية.
يذكر أن ريف دير الزور الواقع تحت سيطرة قوات الاحتلال الأمريكي والعناصر الموالية له يعيش حالة من الفوضى وانعدام الأمان في ظل استمرار عمليات الاغتيال والاستهداف المستمر لعناصره ومقراته العسكرية، إلى جانب استهداف متكرر للقواعد العسكرية في حقول النفط والغاز.