وبحسب المهندس فابيان إسكولير، الذي يدير برنامج أبحاث OCAPI في فرنسا، تحتاج النباتات إلى العناصر الغذائية، بما في ذلك النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم، التي يتم الحصول عليه من خلال الطعام الذي نأكله "ويتم فرزها غالبا عن طريق البول".
قال إسكولير إن هذا الأمر يمثل فرصة، لكن في الوقت نفسه، فإن جمع كمية كافية من البول لتلبية طلب الزراعة الصناعية سيتطلب تغييرات في المرافق وآلية العمل، بما في ذلك إنشاء مراحيض خاصة لتحويل البول، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وفيما يتعلق بإشكالية استخدام الأسمدة الكيماوية، أوضح إسكولير أن الأسمدة الكيماوية تحتوي على النيتروجين الاصطناعي، المستخدمة منذ حوالي قرن من الزمان، ما ساعد في زيادة المحاصيل والإنتاج الزراعي، لكن استخدامها بكميات كبيرة، فإنها تشق طريقها إلى أنظمة الأنهار والممرات المائية الأخرى، ما يؤدي إلى هلاك أزهار الطحالب وبالتالي التسبب في قتل الأسماك والحياة المائية الأخرى.
ووفقا لمدير البرنامج، لاستبدال الأسمدة الكيماوية، ستكون هناك حاجة إلى أضعاف الوزن في البول المعالج، ولكن نظرا لأن النيتروجين الاصطناعي مصدر مهم لغازات الاحتباس الحراري، فإن إنشاء أنظمة لجمع البول سيكون "نموذجا مرنا طويل الأجل" للزراعة.
من جهة ثانية، قالت جوليا كافيتشي، من معهد ريتش إيرث بالولايات المتحدة: "تمثل أنظمة الصرف الصحي الحديثة أحد المصادر الرئيسية لتلوث المغذيات"، مشيرة إلى أن البول مسؤول عن حوالي 80 في المائة من النيتروجين الموجود في مياه الصرف الصحي وأكثر من نصف الفوسفور: "نظرًا لأن إنتاج النيتروجين الاصطناعي هو مصدر مهم لغازات الاحتباس الحراري، والفوسفور مورد محدود وغير متجدد، فإن أنظمة تحويل البول تقدم نموذجًا مرنًا طويل الأجل لإدارة النفايات البشرية والإنتاج الزراعي".
وبدأ المشروع بشكل تجريبي في السويد في أوائل التسعينيات في مجموعة مختارة من القرى البيئية، فيما يتم العمل الآن على مشاريع في كل من سويسرا وألمانيا والولايات المتحدة وجنوب إفريقيا وإثيوبيا والهند والمكسيك وفرنسا.