دونباس. الإبادة الجماعية. 2014-2022

فاجعة أوديسا... ثمانية أعوام دون عقاب

مرت 8 أعوام على وقوع فاجعة أودت بحياة 48 شخصا في مدينة أوديسا.
Sputnik
مناوئو انقلاب كييف
غالبية قتلى فاجعة أوديسا أعضاء في حركة "كوليكوفو بولي" المناوئة للانقلاب الذي قام به عناصر التنظيمات المتطرفة ومؤيدوها في العاصمة الأوكرانية كييف في عام 2014.
ونظمت الحركة عددا من المظاهرات الاحتجاجية في أوديسا. وبعدما رفضت السلطة الأوكرانية مطالب المحتجين نظمت الحركة اعتصاما في إحدى ساحات المدينة – كوليكوفو بولي – حيث أقامت مخيما.
لحظة هدوء بين المشاركين في "مسيرة الوحدة الأوكرانية" ونشطاء كوليكوفو بولي بالقرب من تقاطع شارعي بريوبرازينسكايا وجريتشيسكايا في أوديسا. 2 مايو 2014
قبيل الفاجعة
وسرعان ما أعلنت السلطات نيتها فض الاعتصام وإزالة خيم المعتصمين.
واعتبرت مباراة كرة القدم التي كان يجب إجراؤها في أوديسا في 2 مايو/أيار 2014 بمثابة نقطة انطلاق لأعمال شغب كان يجب أن تزيل مخيم المحتجين. وقد وصلت مجموعات من المتطرفين إلى أوديسا من مدن أوكرانية أخرى. وجاء أندريه باروبي، رئيس مجلس الأمن الأوكراني حينئذ، إلى أوديسا ليتفقد الحواجز الأمنية التي أنشأها المتطرفون في أطراف مدينة أوديسا.
يقوم القوميون المتطرفون الأوكران بضرب المدافع عن مجلس النقابات العمالية في ساحة كوليكوفو بولي في أوديسا. في الوسط، يرتدي سترة رياضية حمراء، نيكولاي دوتسينكو، ممثل فرع أوديسا في "القطاع الأيمن". 2 مايو 2014
الشروع في إراقة الدماء
وحاول المحتجون أن يعترضوا طريق المتطرفين المتوجهين إلى ساحة "كوليكوفو بولي". ووقع أول اشتباك بين مناوئي انقلاب كييف من جهة ومؤيدي الانقلاب من جهة أخرى في ساحة "غريتشيسكايا". وقيل إن أحد المتطرفين، إيغور إيفانوف، هو أول ضحايا ذلك الاشتباك. وإجمالاً، سقط 4 قتلى في صفوف مناوئي انقلاب كييف بينما سقط قتيلان في صفوف مؤيدي الانقلاب.
وليس معروفا من وقف وراء مقتل هؤلاء لأن السلطات الأوكرانية لم تُجر التحقيقات اللازمة أو لم تستكملها.
زعيم أوديسا "بوروتبا"، نائب المجلس الإقليمي أليكسي ألبو، الذي تعرض للضرب المبرح خلال الاشتباكات في ميدان كوليكوفو بولي في أوديسا، والذي كان من بين المحتجين بالقرب من مبنى إدارة شرطة المدينة في شارع بريوبرازينسكايا في أوديسا، الذين كانوا يطالبون بالإفراج عن جميع أنصار الفيدرالية المعتقلين.
حريق دار النقابات
إزاء قدوم أعداد كبيرة من المتطرفين والمشاغبين قرر المدافعون عن مخيم كوليكوفو بولي اللجوء إلى دار النقابات المطلة على ساحة كوليكوفو بولي ليواصلوا دفاعهم هناك.
وفي مساء نفس اليوم (2/5/2014) أتى المشاغبون إلى ساحة كوليكوفو بولي ليبدؤوا مهاجمة الخيم وإضرام النار فيها. وتسللت 5 عناصر متطرفة إلى دار النقابات.
ثم حطم مجموعة كبيرة من المشاغبين باب دار النقابات، وبدؤوا يعتدون على الموجودين فيها.
ويذكر أحد أعضاء الحركة المناوئة لانقلاب كييف، أوليغ موزيكا، أنه اتصل بزوجته ليودعها.
دونباس. الإبادة الجماعية. 2014-2022
جحيم أوديسا... 8 سنوات على المأساة
وفي تلك الأثناء اشتعلت النار في دار النقابات. وتلقت مطافئ المدينة إشعارا بنشوب حريق في دار النقابات، ولكنها تجاهلته ولم ترسل سيارات إطفاء الحريق إلى موقع الحريق إلا في وقت متأخر.
وحاول الموجودون في المبنى المحترق إنقاذ أنفسهم من خلال القفز من طوابقه. واعتدى المتطرفون على الناجين بالضرب المبرح.
تقول ماريا سيميكتشي، عضوة الحركة المناوئة لانقلاب كييف، إن الناس كانوا يلقون بأنفسهم من النوافذ. ولكن أحدا لم يحاول مساعدتهم. وظل رجال الأمن يقفون موقف المتفرج حينما اعتدى المتطرفون على هؤلاء بالضرب.
ويقول أليكسي ألبو، عضو المجلس التشريعي المحلي، إن المتطرفين اعتدوا على الذين تمكنوا من مغادرة المبنى المحترق، وإنه نجا بعدما غطّاه اثنان من رجال الشرطة بدرعيهما.
1 / 3
تدمير خيم الناشطين المناهضين للميدان في ساحة كوليكوفو بولي في أوديسا. 2 مايو 2014
2 / 3
حرق خيام النشطاء المناهضين للميدان في كوليكوفو بولي بالقرب من مجلس النقابات العمالية في أوديسا. 2 مايو 2014
3 / 3
حرق خيام النشطاء المناهضين للميدان في كوليكوفو بولي بالقرب من مجلس النقابات العمالية في أوديسا. 2 مايو 2014
التحقيقات الطبية
وتظل التقارير الرسمية حول أسباب وفاة ضحايا الحريق في دار النقابات محاطة بالسرية، بينما تؤكد التحقيقات الطبية أن الناجين تعرضوا إلى الاعتداء بالضرب المبرح.
وأظهرت بعض التحقيقات الطبية أن 210 أشخاص أصيبوا بجراح أثناء وقوع الفاجعة في دار النقابات في 2 مايو 2014.
وتوفي عدد من الضحايا متأثرين بإضرام النار فيهم. وقد يعني هذا أن المتطرفين تعمدوا اغتيال الذين لم يقتلهم الحريق في دار النقابات، بإشعال النار فيهم بعد صب المحروقات عليهم.
واعتدى المتطرفون حتى على غير الموجودين في دار النقابات.
1 / 3
جثة امرأة مقتولة يوم 2 مايو نتيجة حريق في مجلس النقابات العمالية في حقل كوليكوفو في أوديسا، أوكرانيا 3 مايو 2014
2 / 3
جثة رجل قتل في 2 مايو نتيجة حريق في مجلس النقابات العمالية في حقل كوليكوفو في أوديسا، أوكرانيا 3 مايو 2014
3 / 3
جثث قتلى 2 مايو نتيجة حريق في مجلس النقابات العمالية في حقل كوليكوفو في أوديسا، أوكرانيا 3 مايو 2014
المحاكمة
وألقت النيابة العامة الأوكرانية المسؤولية عن أحداث الثاني من مايو على عاتق 20 شخصا من أعضاء حركة "كوليكوفو بولي"، وأحالت "المتهمين" إلى المحاكمة.
واستمرت المحاكمة ثلاث سنوات ونصف السنة.
ولم يصادق القضاة على الاتهامات الموجهة إلى المتهمين. وجاء في قرار المحكمة إن النيابة العامة لم تحاول إثبات التهم الموجهة إلى من أحالتهم إلى المحاكمة.
والواقع أن المحققين لم يجدوا المسؤولين الحقيقيين عن فاجعة أوديسا.
1 / 2
زهور تخليدا لذكرى القتلى في حريق بمجلس النقابات العمالية في ميدان كوليكوفو بولي في أوديسا. 4 مايو 2014. لافتة كتب عليها "أوقفوا النازية".
2 / 2
متظاهرون بالقرب من مبنى إدارة شرطة المدينة في شارع بريوبرازينسكايا في أوديسا. ويطالبون بالإفراج عن جميع المعتقلين بعد اشتباكات ساحة كوليكوفو بولي في أوديسا. أحد المتظاهرين يحمل لافتة "خاتين - قتلة" (قرية بيلاروسيا أحرقها الجيش الألماني النازي عقب مقتل جنوده في 1943)
من هم المسؤولون عن فاجعة أوديسا؟
في ظن الكثيرين فإن أندريه باروبي، رئيس سابق للبرلمان الأوكراني، هو الذي وقف وراء الفاجعة. وبحسب روسلان فوروستياك، وهو رئيس سابق لشرطة أوديسا، فإن باروبي قدم دعما كبيرا إلى مؤيدي انقلاب كييف.
ومع ذلك لم يتم التحقيق في أعمال باروبي وأيضا وزير الداخلية أفاكوف ورئيس الجمهورية بالوكالة تورتشينوف، ودورهم في فاجعة أوديسا.
صحيح أن رئيس الجمهورية الحالي زيلينسكي وعد باستئناف التحقيق في أعمال الشغب التي وقعت في أوديسا في 2 مايو 2014، لكن وعده بقي حبرا على ورق.
ولم ينل المسؤولون عن فاجعة أوديسا جزاءهم حتى الآن.
1 / 2
زهور بالقرب من صور الأشخاص الذين لقوا حتفهم في حريق 2 مايو 2014 في مجلس النقابات العمالية في أوديسا. نظم المشاركون في حركة "المناتهضون للميدان" ضمن فعالية بعنوان "نحن نتذكر" أمام السفارة الأوكرانية. 2 مايو 2019
2 / 2
المشاركون في حركة "نحن نتذكر" لحركة "المناهضون للميدان" بالقرب من مبنى السفارة الأوكرانية يحملون صورًا لأشخاص لقوا حتفهم في حريق 2 مايو 2014 في مجلس النقابات العمالية في أوديسا. 2 مايو 2019
دونباس. الإبادة الجماعية. 2014-2022
مأساة 2 مايو في أوديسا
مناقشة