وبحسب الخبراء فإن قطر طلبت من السلطات في تشاد تأجيل الحوار الذي كان سيعقد في 10 مايو/ آيار، بسبب عدم التوصل إلى أي نتائج في المفاوضات المنعقدة في الدوحة منذ فترة.
ولم تحدد السلطات التشادية الموعد الجديد للحوار، في المقابل حذر الخبراء من أن فشل الحوار يعني الحرب، وأن نجاح الحوار المرتقب يتوقف على العديد من العوامل التي تتعلق بإمكانية تغيير آلية التفاوض وتقديم بعض التنازلات.
من ناحيته قال عبد الرحمن عمر قرقوم المحلل السياسي التشادي، إن إرجاء الحوار الوطني الذي كان مقررا في العاشر من مايو/ آيار، يعود لأسباب تتعلق بتعثر المفاوضات الجارية في قطر.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن تعثر المفاوضات يعود لاختلاف وجهات النظر بين الفرقاء، خاصة أن الحكومة تسعى إلى استيعاب الحركات على طريقتها، بعيدا عن معالجة الأسباب التي تدفع بالأفراد نحو التمرد كالحكم الرشيد والمشاركة والحقوق والمساواة والمضايقات التي تمارس، حسب قوله.
في المقابل تسعى المعارضة إلى معالجة جميع مشاكلها من خلال الدوحة، والحصول على ضمانات دولية.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الطرفين انتزعا شرعية متبادلة، خاصة أن الحكومة كانت تصنف تلك المعارضة بـ"المرتزقة"، فيما كانت المعارضة تنظر للمجلس الانتقالي كسلطة غير دستورية.
وعن انعكاسات تأجيل موعد الحوار اعتبر قرقوم أنها إيجابية، وتمثل جرعة حياة جديدة لجولة الدوحة التي "ولدت ميتة"، نتيجة للهوة الكبيرة بين الأطراف، وتباين الرؤى والتعنت والشروط المسبقة، وحالة التشرذم بين المعارضة من مجموعة روما، إلى مجموعة الدوحة، ومجموعة قطر، ومجموعة باريس وأخرى.
ورأى أن فشل الحوار هو الحرب، وأن الجميع لم يكن على استعداد للمرحلة في الوقت الراهن، بالرغم من أنها واردة تحت أي ظروف، وأنها تمنح الدبلوماسية القطرية فرصة أخرى.
ولفت إلى أن نجاح الدوحة مرهون بعدة أشياء منها: الإرادة الحقيقية للمجلس العسكري، ومدى التنازلات التي يقدمها للمعارضين، خاصة أنهم يطالبون بإعادة تكوين كل السلطات التنفيذية، وضمان عدم مشاركة أعضاء الانتقالية في استحقاق قادم وعلى رأسهم رئيس المجلس العسكري. وكذلك الترتيبات الأمنية ودمجهم وتسهيل مشاركتهم في المشهد المقبل.
كما يتوقف الأمر أيضا على أوراق الضغط التي يمتلكها الوسيط القطري، ومدى دعم المجتمع الدولي للجولات المتبقية.
في الإطار ذاته، قال عبد الرحمن يحيى المحلل السياسي التشادي، إن الأمور تسير كما هو مخطط لها، خاصة أن مفاوضات الدوحة بين الحكومة والحركات المسلحة فشلت في التوصل إلى اتفاق يقود إلى الانتقال إلى حوار أنجمينا، مما أثر على سير الأمور في أنجمينا.
ويرى أن تأجيل الحوار يعود لعدم التوصل إلى أي نتائج في الدوحة، وأن الوسيط القطري طلب تأجيل الحوار الوطني الشامل من المجلس العسكري الانتقالي، ووافق الأخير على طلب الدوحة، فيما لم تحدد تاريخا جديدا الحوار الوطني الشامل حتى الآن.
ويرى أن التأجيل له تأثير إيجابي، ويمكن أن يعطي بعض الوقت للأطراف التشادية في الدوحة للتوصل إلى اتفاق، على ضوء ذلك الانتقال إلى الحوار الشامل.
في 21 آب/أغسطس الماضي، أعلن رئيس المجلس العسكري الانتقالي في تشاد، محمد إدريس ديبي إتنو رسمياً تعيين أعضاء اللجنة الفنية المكلفة بالحوار مع الحركات السياسية العسكرية ضمن الحوار الوطني الشامل، برئاسة الرئيس الأسبق، كوكوني عويدي.
وشدد ديبي على أن الحوار الوطني الذي يتعين على المجلس العسكري إجراؤه لن يكون وطنياً أو شاملاً إلا بمشاركة جميع مكونات الأمة، موضحاً أنه "ولهذا السبب فإن إخواننا السياسيين والعسكريين مدعوون إلى طاولة مفاوضات صريحة وأخوية ومباشرة
وفي وقت سابق دعت قطر المجلس العسكري الانتقالي الحاكم في تشاد إلى تأجيل الحوار الوطني الشامل المزمع عقده في 10 أيار/مايو الجاري في العاصمة التشادية أنجمينا، من أجل إعطاء فرصة لأطراف المفاوضات الجارية في الدوحة بين سلطات البلاد الانتقالية وجماعات سياسية ومسلحة للتوصل إلى اتفاق.
وقالت وزارة الخارجية القطرية، في بيان: "تعلن دولة قطر، باعتبارها وسيطاً في مفاوضات السلام التشادية الجارية في الدوحة، أن المفاوضات، التي انطلقت في الدوحة في الثالث عشر من آذار/مارس الماضي، تسير بخطى جيدة، وتحرز تقدماً ملموساً".
وأضاف بيان الوزارة: "تدعو وزارة الخارجية في هذا السياق المجلس العسكري الانتقالي في جمهورية تشاد إلى تأجيل الحوار الوطني الشامل، والمزمع عقده في العاصمة أنجمينا في العاشر من مايو الجاري.