ويهدف المؤتمر إلى الحفاظ على المشاركة الدولية وتشجيع المزيد من الدعم للاجئين في المنطقة والمجتمعات المستضيفة لهم من خلال المساعدة الإنسانية ودعم التعافي الاقتصادي في المنطقة.
ووسط فشل متوقع لتقديم المساعدات المطلوبة، طرح البعض تساؤلات بشأن ما يمكن أن تقدمه هذه النسخة من مؤتمر بروكسيل، بعد فشل كافة النسخ السابقة في تأمين الدعم المطلوب.
وعود كاذبة
اعتبر فريد سعدون، المحلل السياسي السوري، أن المشكلة ليست في عقد المؤتمرات حيث وصل مؤتمر بروكسيل للجولة السادسة وسبقه مؤتمر لندن في عام 2016، وكل هذه المؤتمرات كانت تعد بتقدم مساعدات للاجئين السوريين، سواء الداخليين أو في دول الجوار، وهذا الأمر يتعلق بمدى التزام الدول التي تشارك في مثل هذه المؤتمرات بوعودها، لكن للأسف هذه الوعود تبقى حبيسة الأدراج بعد انتهاء المؤتمر.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، مؤتمر بروكسيل في جولته الأولى وعد المشاركون بتقديم أكثر من 6 مليارات دولار للاجئين، لكن المبالغ نظرية وليست حقيقية، وكان من المفترض أن يتم تقديم 10 مليارات دولار لتمويل اللاجئين واحتياجاتهم الإنسانية، لكنها تبقى للمناقشة والمداولة في قاعات المؤتمر.
وتابع: "في عام 2021، صرح منسق الإغاثة أن مجمل ما تلقاه من مساعدات لم تبلغ 27%، يعني هناك أكثر من 70% من الوعود التي أطلقت لدعم اللاجئين السوريين لم تنفذ، وبقيت بعيدة عن أرض الواقع، وكذلك تحتاج دول الجوار التي تستضيف اللاجئين إلى مساعدات لمساعدة اللاجئين المقيمين على أراضيها، حيث لم تبلغ المساعدات التي تحصلوا عليها 19% لدول الجوار، وهناك معوقات كبيرة جدا للاجئين لتأمين مصادر رزق لهم واحتياجاتهم اليومية، خاصة في الدول الفقيرة التي تستضيف اللاجئين وتعاني من مشكلات اقتصادية مثل لبنان والأردن ومصر.
وأوضح أن المؤتمرات لا تقدم المساعدات المطلوبة التي تفي بحاجة اللاجئين وتستمر الأزمة بالعكس تتفاقم الأزمة السورية من 2011، كان عدد اللاجئين قليلا ووصلت لملايين خلال الـ 10 سنوات التي مضت من عمر الأزمة، وزيادة الأعداد تعني زيادة الطلب للحاجة على التمويل الغذائي داخليا في سوريا، وهناك أزمة اقتصادية تعيشها سوريا بسبب العقوبات الاقتصادية كعقوبات قانون قيصر، والحرب الداخلية والأزمات العسكرية والسياسية، والتدخلات الخارجية واحتلال بعض الأجزاء من الأراضي السورية، وهناك مشاكل كثيرة تعقد المسألة وتجعلها تسير نحو الهاوية.
وقال سعدون إن الأزمة الغذائية تتفاقم في سوريا بسبب نقص القمح والخبز، بسبب مواسم التصحر، وليس هناك إنتاج محلي من القمح، وسوريا مقبلة على مجاعة إن لم يكن هناك مساعدات عاجلة، لا سيما في ظل الغلاء الفاحش وهبوط العملة والرواتب المتدنية، الأزمة تتفاقم وقد تصل لأزمة كبيرة تهدد الشعب السوري، وهذا المؤتمر يجب أن يكون على أجندته حالة إنقاذية لتفادي المجاعة في سوريا.
واستطرد:
"هذا بالنسبة للمساعدات الإنسانية لكن الحل في سوريا لا بد أن يكون ساسيًا، وأن يكون هناك اتفاق دولي على كيفية الحل، وطالما مؤتمر جنيف للجنة الدستورية لم تتفق على كتابة الدستور، والعقوبات مستمرة والتدخل الخارجي مستمر، ستظل الأزمة وتتفاقم بشكل غير مسبوق".
وتوقع سعدون عدم تقديم مساعدات كبيرة وكافية للسوريين، مؤكدًا إن عدم توصل المؤتمر في هذه الجولة لدعم ولو جزئي لتخفيف الأعباء سيعاني الشعب السوري من مشكلة صعبة.
دعاية غربية
بدوره اعتبر غسان يوسف، أن سوريا تعتبر مؤتمر بروكسل خروجًا عن طاعة الدولة السورية لدعم اللاجئين خارج سوريا، ودون التعاون مع الدولة السورية لإعادة اللاجئين لبلدانهم، باعتبار أن الدولة السورية غير حاضرة في المؤتمر.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، المؤتمر تدخل في شؤون سوريا، لجمع الأموال والتبرعات وأن تقوم دول الجوار بطلب الأموال من الدول الغربية بالمخالفة بطبيعية العلاقات السورية مع دول الجوار، خاصة أن سوريا دعت اللاجئين للعودة وطلبت من الدول تشجيع السوريين للعودة، لكنها لم تلق أي استجابة في مؤتمر اللاجئين الذي عقد في سوريا على دورتين.
ويرى يوسف أن كل ما يحصل في بروكسل دعاية وبروبوجندا تحاول من خلالها الدول الأوروبية أن تقول إنها تساعد الشعب السوري، وهذا غير صحيح، فنفس هذه الدول التي ساعدت المجموعات الإرهابية.
وتابع: "الدولة السورية تتمنى على أشقائها في الأردن ولبنان والعراق أن يتعاونوا معها لعودة اللاجئين السوريين، وكذلك على تركيا أن تعلم أن عليها التعاون مع سوريا والتخلي عن أحلامها والانسحاب الكامل من الأراضي السورية".
أكدت المملكة الأردنية مشاركتها في مؤتمر "بروكسل 6" بشأن مستقبل سوريا، الذي ينظمه الاتحاد الأوروبي في بروكسل، الأسبوع المقبل.
وذكرت وكالة "المملكة" الأردنية، أن المؤتمر يهدف إلى الحفاظ على المشاركة الدولية وتشجيع المزيد من الدعم للاجئين في المنطقة والمجتمعات المستضيفة لهم من خلال المساعدة الإنسانية ودعم التعافي الاقتصادي.
وبحسب الوكالة: "ويشارك في المؤتمر، الذي ينطلق في في 10 مايو/أيار الحالي، وزير التخطيط والتعاون الدولي، ناصر الشريدة، بهدف إطلاع المجتمع الدولي على حجم التحديات التي تواجهه والناجمة عن الأزمة والإجراءات المتخذة للتخفيف من أعباء الأزمة السورية كواقع، وحث المجتمع الدولي على الاستمرار بتحمل مسؤولياته تجاه الأردن كمستضيف للاجئين، لا سيما وأن الأزمة ما زالت تلقي بظلالها على مختلف القطاعات الحيوية في المملكة".