وتحت عنوان "لنغتال السنوار؟ إسرائيل لديها مشكلة أكثر إلحاحا في طريق النصر على الإرهاب"، كتب آفي يسسخاروف، محلل شؤون الشرق الأوسط بموقع "واللا" العبري يقول: "الهجوم الوحشي الذي وقع عشية عيد الاستقلال (يسميه الفلسطينيون ذكرى النكبة) في إلعاد، جر إسرائيل إلى مطاردة واسعة لمرتكبيه. أثارت مساعي الأجهزة الأمنية ومحاولة إنهاء موجة الإرهاب مسألة اغتيال قائد حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار. ولكن قبل أن يرسل المغردين على تويتر والصحف طائرات سلاح الجو أو رجالنا المتميزين، قد نحتاج إلى ذكر بعض الحقائق".
وأضاف: "أولا، يجب أن نذكر أن اغتيال السنوار سيؤدي إلى معركة ضد غزة. وهذا يعني تصعيدا سيستمر في أحسن الأحوال على الأقل بضعة أيام، وفي أسوأ الأحوال وأكثرها منطقية، بضعة أسابيع أو شهور".
ومضى يسسخاروف، قائلا: "ثانيا، ستنتهي الجولة التالية، بشكل أو بآخر، في نفس النقطة: حماس لن تمحى من الخريطة، كما سينجو بعض كبار مسؤوليها من العملية العسكرية المستقبلية وسيخرجون من الأنفاق، ويعلنون النصر ويقسمون على مواصلة محاربة إسرائيل".
وحول توقعاته لنتائج عملية عسكرية في قطاع غزة، مضى محلل "واللا": "على الجانب الإسرائيلي، بافتراض عدم شن عملية برية، ستكون هناك إصابات بين السكان، وستلحق أضرار كبيرة بالمستوطنات المحيطة بغزة وأيضا بالمدن الأخرى بما في ذلك القدس والوسط (الإسرائيلي). أيضا، في نهاية اليوم، ستوقف الحكومة إطلاق النار عندما تدرك أن الخطوة التالية تعني دخولا بريا إلى القطاع".
وهناك احتمال آخر- بحسب "يسسخاروف"- تقرر فيه إسرائيل شن عملية برية بهدف الإطاحة بحماس: مثل هذه العملية ستتطلب وجود آلاف من جنود الجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة، وخسائر كبيرة في صفوف الجنود، وربما حتى جندي مخطوف أو جنود.
وقال المحلل الإسرائيلي إن هذا كله دون التطرق إلى الثمن على الجبهة الداخلية الإسرائيلية والانتقادات الدولية وتدهور العلاقات مع الدول العربية التي تربطها علاقات بإسرائيل.
حتى في حال تمكن الجيش الإسرائيلي من "القضاء على حماس" وتدمير البنية التحتية العسكرية بعد عملية برية واسعة في قطاع غزة، يقول "يسسخاروف": "بعد ذلك، سيضطر الجيش إلى البقاء على الأرض لأن الخروج السريع من قطاع غزة سيؤدي سريعا إلى عودة ظهور الجماعات المسلحة، حتى تلك التابعة لحماس التي ستستأنف إطلاق النار بسرعة على إسرائيل لإثبات أنها تمكنت من الصمود".
وتابع: "من المحتمل أن تطلب الجبهة الشمالية (بالجيش الإسرائيلي تنتشر على حدود سوريا ولبنان) أيضا ترك بعض البصمات ويمكن تقدير أن حماس ستحاول إطلاق صواريخ من لبنان أيضا وبمباركة حزب الله. بعبارة أخرى، للقيام بعمل حقيقي لاقتلاع حماس من جذورها، فإن إسرائيل مطالبة باحتلال أكثر من مليوني فلسطيني والبقاء في قطاع غزة".
وخلص إلى القول:
لكن أي منا يكتب أنه "يجب" أو "ينبغي" القضاء على السنوار، يجب أن يدرك أيضا الثمن الذي سيكون لهذا الإجراء - في العائلات (الإسرائيلية) التي ستنضم إلى عائلات الثكالى والجرحى والمعاقين.
وأضاف: "ربما يجب أن يكون مفهوما أيضا أن الحكومات الإسرائيلية منذ عام 2009، بقيادة بنيامين نتنياهو وتحت قيادة نفتالي بينيت، ليس لديها رغبة في تدمير حماس في غزة".
وقال "يسسخاروف": "على العكس تماما. هذه الحكومات ترى حماس كشريك في الحفاظ على الهدوء في غزة. أحيانا يجدي ذلك وأحيانا لا يجدي. لكن هذه سياسة إسرائيلية منذ 13 عاما. كان هذا هو الحال في أيام نتنياهو، الذي بذل كل ما في وسعه لتقوية حماس في قطاع غزة وإضعاف السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وكذلك في أيام الحكومة الحالية التي لم تحد عن سياسة سابقتها".
وختم المحلل الإسرائيلي بالقول: "هناك لحظات وأماكن يكون فيها خوض الحرب أمرا ضروريا ومبررا. على سبيل المثال، إطلاق عملية السور الواقي (عملية عسكرية قامت بها إسرائيل باحتلال ومهاجمة مدن فلسطينية بالضفة الغربية عام 2002) أو حتى حرب لبنان الثانية المبررة، والتي تمت بطريقة فاشلة. لكن من المشكوك فيه ما إذا كان شن الحرب على غزة سيحل الآن مشكلة الإرهاب من الضفة الغربية. وإذا كانت هناك حاجة إلى عملية عسكرية، فقد يكون من المفيد قبل غزة معالجة مشكلة أكثر إلحاحا: جنين والقرى المجاورة".