وأعلن
رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أنه لن يسمح بتدخّل أجنبي، وبأن القرار في القدس والمسجد الأقصى، تحديدا، إسرائيلي فقط.
وقال بينيت في مستهل الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء: "كل القرارات المتعلقة بجبل الهيكل (الحرم القدسي) والقدس ستتخذها الحكومة الإسرائيلية التي تتمتع بالسيادة على المدينة دون أي اعتبارات خارجية"، بحسب صحف إسرائيلية.
نقلت صحيفة "عكاظ" السعودية، عن مسؤول أردني تحذيره حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت من المس بدائرة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية التابعة لها في القدس أو بموظفيها البالغ عددهم نحو 800 موظف.
وذكرت الصحيفة أن دبلوماسيين رأوا أن تصريحات بينيت تعلن الحرب بوضوح على برنامج وبروتوكول الوصاية الهاشمية الأردنية على القدس، معتبرينه واحدا من أكثر التصريحات الإسرائيلية عداء للأردن، والتي صدرت منذ توقيع اتفاقية وادي عربة عام 1994.
وقالت الصحيفة إن تصريحات بينيت أربكت خطوط الاتصال الدبلوماسي في مصر ورام الله وعمّان، وباشر مسؤولون أردنيون إجراء اتصالات مكثفة وسط تزايد القناعة بأن حكومة بينيت تخطط بهذه التصريحات لإفشال التهدئة التي دعا لها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
واعتبر الدبلوماسيون أن هذه الخطوة إن اتخذها الجانب الإسرائيلي ستؤدي إلى مسارات أوضح في الانقلاب على الرعاية الأردنية، خصوصا إذا تضمنت العودة لاعتقال حراس أردنيين أو طردهم ردا على تصعيد عمّان في مواجهة انتهاكات الحكومة الإسرائيلية في الحرم المقدسي، وفقا للصحيفة.
اعتبر محمد حسن كنعان، رئيس الحزب القومي العربي،
وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق، أن تجاهل رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت للأردن ودورها في حماية المقدسات الدينية، وقاحة وعدم مسؤولية.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنك"، فإن بينيت بهذه التصريحات يتجاهل كل التفاهمات والاتفاقات المبرمة بين الحكومة الإسرائيلية والمملكة الأردنية الهاشمية، وكذلك السلطة الفلسطينية في أوسلو، وهذا عمليًا يمثل منعطفًا خطيرًا، على مستوى الوضع في فلسطين، أو على مستوى العلاقات الأردنية الإسرائيلية.
ويرى كنعان أن هذا التوجه لبينيت خطير للغاية وغير مسؤول وسيكون له دلالات وتبعات خطيرة، خاصة من قبل القائمة الموحدة، والأردن وبعض الدول العربية التي لا عجبها ما يحدث في المسجد الأقصى.
بدوره اعتبر الدكتور نضال الطعاني، المحلل السياسي الأردني، وعضو مجلس النواب السابق، أن إسرائيل تجاوزت كل الخطوط الحمراء، في القدس أو فيما يتعلق بالوصاية الهاشمية الأردنية على
المقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية في القدس.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فإن وصاية الدولة الأردنية على المقدسات الدينية في فلسطين حق أردني غير قابل للتنازل، والأردن لن يقبل بمحاولات إسرائيل لتخطي هذا الدور المهم والحيوي والتاريخي، مؤكدًا أن الأردن شعب وقيادة سيظل مساندًا وداعمًا قويًا لإقامة الدولة الفلسطينية.
وأكد أن إسرائيل تسعى من خلال هذه التصريحات والإجراءات تصدير أزماتها الداخلية للأردن، كما كانت تفعل عادة، وكذلك بسبب الداعم الدائم والمستمر من قبل المملكة لفلسطين، ووقوفها ضد الانتهاكات الإسرائيلية في القدس.
وفي السياق ذاته، قال عماد العدوان، عضو لجنة فلسطين النيابية في مجلس النواب الأردني، إن "الدور الأردني واضح وجلي منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وموقف الأردن ثابت بالنسبة للدولة الفلسطينية والقدس والأقصى.
وبحسب حديث سابق لـ "سبوتنيك"، أكد أن الوصاية الهاشمية الأردنية على المقدسات الدينية في فلسطين، هي قديمة حديثة وستبقى بكل صلاحياتها وسطوتها على المسجد الأقصى وعلى المقدسات الإسلامية والمسيحية بغض النظر عن المحاولات الإسرائيلية للسطو عليها.
وبشأن اتهام الأردن بتعدي الخطوط الحمراء، أشار إلى أن الاقتحامات الإسرائيلية الأخيرة والتعدي الواضح والصريح على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المسجد الأقصى يدفع الأردن لتجاوز الخطوط الحمراء وجميع الخطوط بالنسبة لهذه الانتهاكات والتجاوزات والتعديات على المسجد، مؤكدًا أن الموقف الأردني هذه المرة سيكون أقوى وحتى إزالة الاعتداءات على القدس والمسجد الأقصى.
وقال الشيخ عمر الكسواني، مدير المسجد الأقصى إن الاحتلال الإسرائيلي يتدخل بقوة في شؤون المسجد الأقصى ويفرض العسكرة داخل المسجد ويعتدي على إدارة المسجد.
ودانت لجنة فلسطين في مجلس النواب الأردني، في بيان مساء الأحد، تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، معتبرة أنها تعمل على تأجيج المنطقة برمتها، وأنها انقلاب على الواقع التاريخي والديني في المسجد الأقصى والقدس الشريف.